jo24_banner
jo24_banner

المجزرة..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : دعونا من حديث البليلة والترمس، وأحاديث الخلل والعلل والشلل والملل، فالدنيا ما فيها من خلل بل كلها في أوطان العرب محض «تقصير أمني وأخلاقي» وخلل..

أما الارهاب «الكلب» الأعمى، والذي هو (وصمة العار في جبين هذه الأمة ..) كما يقول الشعار الأمريكي والأوروبي والعربي، تشهد بهذه الأحداث المأساوية التي تجري على امتداد واتساع أرض العرب..

كاو؛ بلدة في ولاية تكساس الأمريكية، سكانها حوالي 129 الف آدمي أمريكي، طالعتنا الأخبار أمس بحدوث مجزرة، في مرآب أحد مطاعم البلدة، وهي مشاجرة عادية بين «زلم الدراجات»، ابتدأت بالقناوي وال»مواس»، وما لبثت أن تطورت لاستخدام الأسلحة النارية، وأسفرت عن جرح عشرات، وماتوا 9 بس، وقال رقيب،»سيرجنت» في شرطة كاو، لا أعرف اسمه، والله إنها أبشع جريمة شاهدتها في حياتي، واستطعنا تجميع أكثر من 100 قطعة سلاح، وظهرت على إحدى شاشات التلفزة العالمية إمرأة، «شقرا» بدينة تبكي على زوجها وولدها، اللذين لم يصابا بأذى، رغم وجودهما في المطعم وقت الحفلة الميليشوية «الطبيعية»، التي تحدث يوميا بعدة أشكال في الغرب المتوحش، فكل الأمريكان يملكون أسلحة نارية، وكلهم يتمتعون بثقافة «الآكشن»، وجرائمهم بينهم أو جرائمهم بحق البشر الضعفاء، ليست وصمة عار في جبينهم، فهم لا يحفلون بالعار ومرادفاته، ولا جبين لهم، إنما يقتلون الناس وحسب.

الغرب المتوحش؛ هو الحاضن الحقيقي لفكرة الارهاب ومروجها، ومجزرة بهذا الحجم تقع على هامش «عشاء» أو «غداء» في أحد المطاعم لا تحرك الضمير العالمي البلاستيكي، باعتبارها مثالا على الوحشية والارهاب، لكنها لو كانت في قرية شرقية محتلة من الأمريكان أو غيرهم، لتم تضخيمها ونقلها الى كل مواطن في الكوكب، باعتبارها عملية ارهابية بشعة، تؤكد وحشية الشرقيين وصعوبة مخاطبتهم بحديث العقل والحرية والحقوق.. لكنها تحدث هكذا في أمريكا وتمر مثلها مثل أي حادث سير ..

أخبار الجريمة في أمريكا لا تنتهي، وكلها تحمل النزعة الوحشية الارهابية، فهذا مواطن أمريكي يقتل 3 من جيرانه، ولا ذنب اقترفوه سوى أنهم عرب مسلمون شرقيون، وذاك يدخل الى مدرسة ويقتل أطفالا بلا مقدمات، وهذا شرطي يقتل المواطنين لأن بشرتهم سوداء..وأمريكا تتباكى على الاسرائيليين الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق العرب المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وتدعمهم بال اف 35 وكل الأسلحة ليقتلوا الناس..ليس في الدنيا خلل، إنما كلها خلل وعلل.

انقول: يا ذا القرنين إنا نمكث في أتون شمس عربية حارقة، تغرب وتشرق كذلكل في عين دموية حمئة، ونحن نعترف بأننا لا نكاد نفقه قولا، لكننا نرجوك أن تقبل بجائزة من خراج زروعنا وثمارنا، لتجعل بيننا وبين الغرب المتوحش سداُ منيعا، علما أننا نعلم أن ما مكنك فيه ربنا وربك خير من زروعنا.. لكننا سنعطيك نفطا أو صخرا زيتيا أو فوسفات وبوتاس يا سيدي، ونعطيك بندورة من الغور الأردني أو جميد كركي أصلي..نعطيك الوطن العربي يا سيدي بس خلصنا.

المهم..خلصنا من الارهاب الأمريكي والصهيوني، وخلصنا من كابوس دعم الخبز.. بالله عليك افعل.


ibqaisi@gmail.com


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير