jo24_banner
jo24_banner

الحزم مع عمّان !

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : سوريا؛ أعني ما تبقى منها، تقدم شكوى في مجلس الأمن ضد الأردن، وتتهم الأردن بدعمها للارهاب، وتسهيل دخول الإرهابيين لتخريب سوريا، وتهدد بأن العواقب ستكون وخيمة..ولا أعلم إن كان المشتكي السوري، فكر في نوع العواقب الوخيمة التي ستقع على الأردن، ربما عواقب من نوع «حرق طيار أردني»، إشارة الى الحادثة العالمية التي تشهد قيام الأردن بمحاربة الإرهاب الذي يفعل أفاعيله في سوريا وغيرها.. إيواء حوالي مليونين ونصف المليون شقيق سوري من مواطنيها في الأردن، ماذا تسميه الدولة المشتكية؟ كيف توفقت في التغاضي عن هذا الموقف الأردني، الذي يعتبر خروجا عن المنطق والعقل إن رأيناه من زاوية قسوة تأثيره على الأردن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا، فهل تتبنى دولة تدعم الارهاب مثل هذا الموقف الانساني العروبي الأخلاقي المتميز؟ وقبل هذا وذاك: لماذا لا يمكنهم رؤية حجم ووضوح الموقف الأردني، هل نذكرهم بنصيحة جلالة الملك لبشار الأسد قبل أن تتوغل سوريا في مستنقع الدم؟.. لماذا إذن لم تجنبوا سوريا وشعبها هذا الاختبار المتوحش، وتحقنوا دماء السوريين وتصونوا مقدرات سوريا؟... الإرهاب متجذر الآن في سوريا، وهو أمر سبق للأردن وأن حذر منه، وكل حدود سوريا مفتوحة في الاتجاهين للعمليات الارهابية وغيرها، إلا الحدود الاردنية، كانت -وما زالت- محمية أردنيا، وتعمل بمثابة الحجاب الحاجز عن الرئة النقية السليمة الوحيدة التي كانت -وما زالت- رئة سورية، والسائر في أي شارع من شوارع مدن الشمال والجنوب، يستطيع أن يلمس هذا، فالأشقاء السوريون موجودون الآن في كل حارة في مدن وقرى وبوادي الأردن.. ولا نمنُّ عليهم، فهم إخوة أشقاء، نحميهم من الإرهاب كما نحمي أنفسنا ووطننا، وكل العالم رأى كيف يقوم الجيش الأردني بالتعامل مع هؤلاء الأشقاء الهاربين من الموت بسلاح الارهاب الأعمى.. أنا لا أعلم لماذا مثلا لم يتم تقديم مثل هذه الشكوى ضد العراق أو لبنان أو تركيا، أو دول أخرى؟!، وحين تتناول وسائل الإعلام خبرا متعلقا بعملية ارهابية على الأراضي السورية سواء أقامت بها داعش أم غيرها، وكان في الخبر ضحية غير سورية، نجد معلومة شبه ثابتة في كل هذه الأخبار، فالضحية دخلت من بلد من بين هذه البلدان، والأمثلة على هذا كثيرة ، يمكن للمتابع التأكد منها مع اشراقة شمس كل يوم ومن خلال كل وسائل الاعلام.. لا نريد الكتابة هجوما على بلد عربي شقيق يحترق ويحرق قلوبنا معه، لكننا نستهجن هذا الموقف السوري الرسمي، ولا نجد مساحة لتشفع لسوريا موقفها المنكر والمستهجن من الأردن.. أليس حرياً بكم أن توقفوا هذا المسلسل الدموي الاسطوري الذي طال أمده ولم يبق لشعبكم أو يذر؟.. فلتسقط كل الكراسي والمؤامرات وإرهابهما أمام قداسة سوريا وحياة شعبها الطيب الصابر. وعاش الشعب السوري العربي الشقيق وعاشت سوريا. ibqaisi@gmail.com
تابعو الأردن 24 على google news