jo24_banner
jo24_banner

دبر مصروفك..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : صعب عليك تروح شمال والهوا جنوبي.. التدبير؛ قيل عنه بأنه نصف المعيشة (الإدارة)، لكنه يكون أجمل وأشمل حين ينطوي على معان وطنية أخرى.. قبل التحدث عن مبادرة تشغيل الشباب والفتيات طلاب وطالبات الجامعة الأردنية، يجب القول عن ارتفاع حجم البطالة بين صفوف الشباب، وتقول الأرقام الاحصائية بأن نسبة البطالة تجاوزت 22%، بسبب اللجوء السوري وغيره، ولا نريد التحدث عن ثقافة العيب، و(ما عيب الا العيب ). دبر حالك؛ عبارة أصبحت تمتلك معان موضوعية، في ظل كثرة الواجبات وقلة الأوقات، لكن ماذ عن «دبر مصروفك»؟!.. على العموم، في العبارتين وجهة نظر أردنية، وواحدة منهما على الأقل تعبر عن وجهة نظر قوم في السياسة الخارجية الأردنية، لكن دعونا من السياسة، ولنتحدث (اقتصاد، اجتماع) وكفى الله الفقراء شر الجدال والسؤال.. 850 فرصة عمل، استطاعت الجامعة الأردنية توفيرها لطلاب وطالبات على مقاعد الدراسة فيها، وذلك ضمن المبادرة التي أطلقتها الجامعة قبل فترة وجيزة، حيث تمكنت الجامعة الأردنية فعلا من الحصول على هذا العدد من الوظائف، انخرط فيها طلبة لديهم الوقت الكافي للعمل، ولا بد أن أغلبهم يحتاجون الى وظيفة جزئية، تؤمن لهم جزءا من نفقاتهم اليومية والدراسية، على شكل لا يتعارض مع وضعهم الأكاديمي.. حوالي 15 شركة ومؤسسة (مراكز تسوق غالبا)، تفاعلت مع مبادرة الجامعة الأردنية لتشغيل طلبتها، فقدمت فرص عمل لا أملك عنها تفاصيل كثيرة، لكنها بلا أدنى شك مبادرة بناءة في زمن صعب، تتعاظم صعوبته وتحدياته بالنسبة لعائلة فقيرة ولديها طلاب في الجامعة الأردنية وغيرها، وليس هناك أكثر أهمية بالنسبة لطالب علم فقير من أن يحصل على مصدر دخل يعينه على اجتياز حياته الدراسية بشكل منتظم، حيث لا تأجيل ولا ديون على كاهله وكاهل أهله بسبب رسومه الجامعية، خصوصا وأن الزمن أصبح رديئا، وتتزايد رداءته حين تتوحش التعليمات والقوانين وتنحو جميعا منحى الجباية(وحلب بل إهانة كرامة الناس)، دون الالتفات الى أي قيمة اجتماعية.. أهم بعد في مثل هذه المبادرات هو اجتماعي كما أرى، فالجامعة الأردنية ربما لا تستطيع أن تعفي الطلبة من الرسوم الجامعية، لكنها لا تقف مكبلة الأيدي تجاه طلابها المحتاجين، ولعل هذه المبادرة واحدة من الأفكار الخلاقة والانسانية والملهمة، لأن الجامعة أوجدت بديلا آخر، يمكنها من تقديم شيء لمثل هؤلاء الطلبة، بعيدا عن زيادة الأعباء المالية على موازناتها، وفي السياق نرى معان كثيرة تحققت من خلال تطبيق هذه المبادرة، فثقافة العيب تضمحل تماما من مثل هذا التوجه، وتنمية روح الارادة والالتزام لدى الطلاب تحصيل حاصل، حين يقوم الطالب بواجبه الدراسي بموازاة قيامه بعمل يدر عليه دخلا يساعده ويريح أهله، ولا بد أن لدى عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية المزيد لتقوله للطلبة أولا ثم للزملاء الاعلاميين المهتمين، الذين يحرصون على تقديم حديث الجهود الإيجابية ويبتعدون عن الشطط والاثارة وغيرها.. نريد فرصة عمل برواتب معقولة لرب عائلة ولـ 4 من أبنائه الطلبة في الجامعة الأردنية..طلب ليس خياليا حين نرى نتائج مبادرات كمبادرة الأردنية «دبر مصروفك».. فدبره، وأرح قوما كلت أقدامهم عن السير حين جمح الدهر فسبقهم، فادلهمّ المستقبل وضاع الحلم. ibqaisi@gmail.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير