كرة قدم عربية جدا !
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : لم أكتب قبل هذا عن انتخابات رئاسة الفيفا، لأنني أؤمن بأن أي مساعي إصلاحية ضد الفساد والانقياد «العربي» محسومة النتيجة، الفساد يفوز ويسود، وسوف أفشي لكم سرا: أنا غير مهتم بإصلاح فساد الفيفا على الإطلاق، فهذا آخر همومي، لكنني ممتعض؛ بل أشعر بالفضيحة العربية والـ»قرف» من مقولة القومية والإخوة والهموم العربية أو المستعربة، ومع تمام علمي بأن الفساد ثقافة تجد رواجا في بلدان الفساد، وتفضلها شعوب كاملة عن سواها، لأنها شعوب ترتع في «مراعي» يرتع فيهم وفيها الفاسدون من كل جنس ولون ودين..
الفروسية الأردنية الهاشمية، التي رافقت قصة ترشح سمو الأمير علي بن الحسين الى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، هي قصتنا الحقيقية، وهي بحد ذاتها التي قدمت درسا أردنيا، يكافئ حجم ونوع الدرس المتأتي من إقالة أو هزيمة «بلاتر» وابتعاده عن قرار اللعبة الأكثر شعبية حول العالم، فكل الاعلام النظيف حول العالم، كما هي مواقف الدول النظيفة من كل فساد، شهدت بأنها انتخابات قوية، وتعددت الاحتمالات بشأن نتيجتها وما بعدها، وأثرها على مستقبل اللعبة بل على مستقبل «مافيات الفساد العالمية»، وكان الأمير علي هو بطلها ورمزها، وأعتقد جازما بأنه حظي بشرف تعليق الجرس، الذي سيستمر في «القرع» حتى تعود الكرة بكامل استدارتها بلا تشوه ولا نتوءات..
الدرس الأردني الكبير الذي يمكننا أن نضيفه كأردنيين الى موسوعة ثقافتنا العروبية والوطنية، هو سمو ورفعة أخلاقنا، وصدق التزامنا بكل القضايا العادلة، خصوصا تلك المرتبطة بأمتنا وهمومها والتحديات التي تواجهها، ففي الوقت الذي يتقدم أمير هاشمي أردني محترم لخوض هذه المخاضة الانتخابية، انتصارا للقيم المثلى والفضلى والعادلة، ومن أهمها فشل «العرب ودواوينهم» الثرية بقصص المؤامرة والفشل، سواء على صعيد لعبة كرة القدم أم على الصعيد الانساني والأخلاقي أيضا، في الوقت نفسه يقدم لنا إخوة عرب درسا آخر في مقدار الحقد والحسد الذي يجثم على صدورهم ويشكل ثقافاتهم، ولا نريد التحدث عن الأنظمة السياسية في تلك الدول العربية الشقيقة، فهي بلا أدنى شك منهمكة في قضايا أخرى «أعانها الله»، لذلك سقطت سهوا (أعني قيم العروبة ومواجهة التحديات) فأنساهم الشيطان أن يوجهوا ملاحظاتهم الى رؤساء اتحاداتهم، أما بالنسبة لسيوف الذهب والخشب، فيستطيع أطفالهم أن يشتروا سفنا وقطارات وطائرات من ذهب، لكنهم بالتأكيد لن يجدوا ما يلزمهم في «سوق الرجولة والعروبة والفروسية الأردنية».. انسوهم، فلا يمكن أن يخرج منهم موقف واحد لصالح الانسانية فكيف يخرج لصالح العروبة وقيمها، ومن المستحيل بالطبع أن نتوقع موقفا من مثل هذه النماذج ضد فساد يشكل لهم مرتعا خصبا..
المال موجود في خزائنهم، والضمائر كما تعلمون مر على انقراضها عقود، ولن تنجح تجارتهم ولا وزن لمالهم إن لم يكن الفساد هو النظام الذي يدير مصالح العالم الكبرى، أما القتلة المأجورون الذين قطعوا أشواطا في تأجير أكتافهم وأوطانهم لكل محتل وغاصب وتاجر دم، فهم لا يملكون قرارا ولا يتمتعون بصفة واحدة من صفات الأمراء والملوك ولا يشبهون الأردنيين في شيء، وهذه مشكلتهم في الحياة الدنيا.. لا نملك لسنة الله تبديلا.
هذه هي حدود استدارة كرة القدم العربية الغائبة عن الساحة العالمية، وهذا هو حجم الكراهية والحقد على جمال ونظافة وصدق الأردن، وهذه هي فروسية أهله وأستاذيتهم في تعليم العالم، وهذه هي كلمة السر الأردنية الكبيرة، التي تجعلنا بلدا مستقرا آمنا حين تتعرض المنطقة لكل هذه الملاحم الوحشية من الفوضى والتخريب والجريمة..
شكرا لسمو الأمير الذي قدم للعالم درسا أردنيا جديدا عن الأخلاق والفروسية والنظافة، ولنتابع معا مشهد الفساد وتداعياته، وسوف نرى ما يحصده بعض الأشقاء من مثل هذا الموقف المخزي..ولن نستغرب لو تجاوز الأردن عنهم وعن مواقفهم، فالفرسان الأردنيون دوما كبار، ولا يصغرون بل يترفعون دوما بحكمة وخلق لن يفهمها تجار الفساد.
ibqaisi@gmail.com
(الدستور)
الفروسية الأردنية الهاشمية، التي رافقت قصة ترشح سمو الأمير علي بن الحسين الى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، هي قصتنا الحقيقية، وهي بحد ذاتها التي قدمت درسا أردنيا، يكافئ حجم ونوع الدرس المتأتي من إقالة أو هزيمة «بلاتر» وابتعاده عن قرار اللعبة الأكثر شعبية حول العالم، فكل الاعلام النظيف حول العالم، كما هي مواقف الدول النظيفة من كل فساد، شهدت بأنها انتخابات قوية، وتعددت الاحتمالات بشأن نتيجتها وما بعدها، وأثرها على مستقبل اللعبة بل على مستقبل «مافيات الفساد العالمية»، وكان الأمير علي هو بطلها ورمزها، وأعتقد جازما بأنه حظي بشرف تعليق الجرس، الذي سيستمر في «القرع» حتى تعود الكرة بكامل استدارتها بلا تشوه ولا نتوءات..
الدرس الأردني الكبير الذي يمكننا أن نضيفه كأردنيين الى موسوعة ثقافتنا العروبية والوطنية، هو سمو ورفعة أخلاقنا، وصدق التزامنا بكل القضايا العادلة، خصوصا تلك المرتبطة بأمتنا وهمومها والتحديات التي تواجهها، ففي الوقت الذي يتقدم أمير هاشمي أردني محترم لخوض هذه المخاضة الانتخابية، انتصارا للقيم المثلى والفضلى والعادلة، ومن أهمها فشل «العرب ودواوينهم» الثرية بقصص المؤامرة والفشل، سواء على صعيد لعبة كرة القدم أم على الصعيد الانساني والأخلاقي أيضا، في الوقت نفسه يقدم لنا إخوة عرب درسا آخر في مقدار الحقد والحسد الذي يجثم على صدورهم ويشكل ثقافاتهم، ولا نريد التحدث عن الأنظمة السياسية في تلك الدول العربية الشقيقة، فهي بلا أدنى شك منهمكة في قضايا أخرى «أعانها الله»، لذلك سقطت سهوا (أعني قيم العروبة ومواجهة التحديات) فأنساهم الشيطان أن يوجهوا ملاحظاتهم الى رؤساء اتحاداتهم، أما بالنسبة لسيوف الذهب والخشب، فيستطيع أطفالهم أن يشتروا سفنا وقطارات وطائرات من ذهب، لكنهم بالتأكيد لن يجدوا ما يلزمهم في «سوق الرجولة والعروبة والفروسية الأردنية».. انسوهم، فلا يمكن أن يخرج منهم موقف واحد لصالح الانسانية فكيف يخرج لصالح العروبة وقيمها، ومن المستحيل بالطبع أن نتوقع موقفا من مثل هذه النماذج ضد فساد يشكل لهم مرتعا خصبا..
المال موجود في خزائنهم، والضمائر كما تعلمون مر على انقراضها عقود، ولن تنجح تجارتهم ولا وزن لمالهم إن لم يكن الفساد هو النظام الذي يدير مصالح العالم الكبرى، أما القتلة المأجورون الذين قطعوا أشواطا في تأجير أكتافهم وأوطانهم لكل محتل وغاصب وتاجر دم، فهم لا يملكون قرارا ولا يتمتعون بصفة واحدة من صفات الأمراء والملوك ولا يشبهون الأردنيين في شيء، وهذه مشكلتهم في الحياة الدنيا.. لا نملك لسنة الله تبديلا.
هذه هي حدود استدارة كرة القدم العربية الغائبة عن الساحة العالمية، وهذا هو حجم الكراهية والحقد على جمال ونظافة وصدق الأردن، وهذه هي فروسية أهله وأستاذيتهم في تعليم العالم، وهذه هي كلمة السر الأردنية الكبيرة، التي تجعلنا بلدا مستقرا آمنا حين تتعرض المنطقة لكل هذه الملاحم الوحشية من الفوضى والتخريب والجريمة..
شكرا لسمو الأمير الذي قدم للعالم درسا أردنيا جديدا عن الأخلاق والفروسية والنظافة، ولنتابع معا مشهد الفساد وتداعياته، وسوف نرى ما يحصده بعض الأشقاء من مثل هذا الموقف المخزي..ولن نستغرب لو تجاوز الأردن عنهم وعن مواقفهم، فالفرسان الأردنيون دوما كبار، ولا يصغرون بل يترفعون دوما بحكمة وخلق لن يفهمها تجار الفساد.
ibqaisi@gmail.com
(الدستور)