بضاعة اسمها قلبُكَ
كامل النصيرات
جو 24 : و أنت تمسكُ قلبك و تطوفُ به ..تحمله كمندوب المبيعات ..تقفُ عند كل من تتوسمُ فيه المشاعر ..تفتحُ قلبك له .. بل تنفّلهُ و تقلّبه ..تستعرض كلّ ما فيه ..تمسكُ أوجاعك و ترفعها وجعاً وجعاً : هذا وجع السياسة ..فلسطين الحبيبة ..العراق النازف ..سورية المخنوقة ..اليمن الحزين..ليبيا الجاثمة على بارود و نار ..مصر الغارقة باللاجدوى ..وبقايا الوجع السياسي ..! هذا وجع الحاجة ..حاجتك إلى سيجارة بلا خوف ..حاجتك إلى دقيقتين كاملتين بلا شكوى ..حاجتك إلى من ينظر إليك بلا أنانية ..حاجتك إلى بحر من الحياة ..حاجتك إلى من يفهمك ..حاجتك إلى حاجتك ..! هذا وجع الذكريات ..حين طلبتَ وجبة زيادة وضربوك ..حين طلبت توسيع فمك و اعتقلوك ..حين طلبت علاجاً و تركوك ..حين طلبتَ تركب في مقعد الباص دون وقوف فأنزلوك ..حين وقفتَ على طابور الصبر فقتلوا الصبر و تركوا الطابور و اتهموك ..حين مشيتَ مع الخط على الخطّ فركضوا عنك و خلّفوك..! هذا وجع الحبّ ..امرأة تعرفك وتتغلغل في تفاصيلك و تذهب لغيرك ..و امرأة لا تعرفك و لا تريد تفاصيلك فترمي نفسها عليك ..وامرأة تطلبك وقت فراغها ..وأمرأة تصدّك وقت هي تتيقن أنك صرتَ تريدها ..وامرأة تأمرك لتصبح سيدتك ..وامرأة تستسلم لك لتفضحك..وامرأة لا تسعى إليك إلا لتغيظ فيك شلّتها من الرجال ..وامرأة كلّما تقدّمت نحوك خطوة و تقدمت نحوها كذلك أعادت اللعبة للمربع الأول ..و أمرأة وأمرأة وأمرأة ...الخ هذا وجع الحكومات ..قرار يطعن كرامة سيارتك ..قرار يطعن مجد رصيفك..قرار يطعن فخر رمضانك ..قرار يطعن جلال لقمتك..قرار يطعن ماءك و شرابك ..و قرارات وقرارات و قرارات تطعن كل تفاصيلك ولا تهتم إلا بتعكير صفو وجودك ..! أوجاع على أوجاع قلبك ينثرها في الشارع للرائح و الغادي ..ترفعها و تخفضها و ترفعها و تخفضها ..و قلبك للآن لا يعرف الانتقام ..!!! الدستور