jo24_banner
jo24_banner

MUREE في جامعاتنا الأردنية..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : لن ننخرط في الجدل الدائر حول كفاءة ورشد قرارات أصحاب قرار تطوير التعليم العالي، فالأجندات وثقافاتها المتضاربة تجهض كل مساعي التطوير، لكن دعونا نتحدث بمثال عملي حول التعليم العالي، بعيدا عن الجدل البيزنطي والصخب والبطولات..

أتحدث هنا؛ عن مشروع عملي بناء في تطوير مناهج التعليم العالي، وبأسلوب جديد يسعى الى تخريج طلبة بمستوى «خبراء» في تخصصاتهم، وهذا ليس حلما ولا تنظيرا أكاديميا، بل هو حقيقة وخبرا، حصلنا عليه من خلال مشروع Muree .. لا تستعجلوا؛ أنا أفهم أن لديكم سؤالا مهما:
ما هو Muree ؟!.
(تحديث التعليم في الطاقة المتجددة في مرحلة البكالوريوس: تجربة الاتحاد الأوروبي للأردن)، وهذا ما تقرأون في صفحته الرئيسية على الانترنت، وهو اسم المشروع، لكن دعونا نتحدث عنه بطريقة أخرى:
الحديث عن التعليم العالي في الأردن يزداد صخبا يوما بعد يوم، ورغم اختلاف المتحدثين والنظريات، إلا أن كل الأحاديث تسعى لتطوير التعليم العالي وتحسين مخرجاته، وهذا مشروع عملي، اختصر الأحاديث وابتعد عن الاعلام، وقام بتطوير عملي، وقدم نتائج خيالية، قياسا على الـ»جدل البيزنطي» الذي يجري أو لا يجري حول استراتيجيات التعليم العالي..
مشروع Muree الأردن، انطلق من حاجة وطنية ماسة على صعيد الطاقة البديلة المتجددة، وهذا حديث ليس بالجديد بالنسبة للاعلام ولكل مواطن أردني، حيث تم استقطاب هذا المشروع كمنحة من الاتحاد الأوروبي، من خلال جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، وبشراكة مع 4 جامعات أردنية أخرى، هي الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية ومؤتة، حيث قدم Muree نتائج عملية على صعيد تطوير مناهج التعليم في مرحلة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية في مجال الطاقة المتجددة، ومن خلاله تقوم جامعة الأميرة سمية بمنح شهادة بكالوريوس في هذا الاختصاص، حيث تقوم بتخريج «مختص» في هذا المجال، وليس مجرد مهندس كهربائي يحمل شهادة تؤكد «معرفته» بالتخصص، بل مختص في القدرة الكهربائية والطاقة البديلة، يتمتع علاوة على المعرفة بالمهارات والقدرات التي تميزه عن سواه من الخريجين في هذا المجال، قبل تطوير المناهج.
التقيت بالأستاذة الدكتورة وجدان أبو الهيجا، عميدة كلية الملك عبدالله الثاني للهندسة في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، وهي أيضا المنسقة الفنية لمشروع Muree ، فحدثتني بحديث إذاعي عن المشروع، ومن بين ما قالت: كل المشاريع المتعلقة بالطاقة البديلة في السوق الأردنية فيها متخصصون أجانب، حيث لا يوجد مختصون أردنيون في هذا المجال في سوق العمل، ولأننا قمنا بهذا المشروع بالشراكة مع عدة جامعات أردنية وغيرها، استطعنا أن نخرج فوجين من كليتنا، لم يقفوا في صفوف البطالة ولم ينخرطوا في دورات تدريبية بعد تخرجهم، بل ذهبوا فورا الى سوق العمل، وفي كبريات الشركات المختصة في الطاقة البديلة، وهذه سابقة أردنية في هذا المجال، لجامعتنا وكليتنا شرف تحقيقها، من خلال اعتمادنا لمشروع Muree في هذه الجامعة .. فهل أدركت الفرق بين طالب يحصل على شهادة في المجال ولا يملك عن التخصص سوى «المعرفة»، وبين طالب آخر تخرج بالمعرفة والمهارة والقدرة الذاتية المتطورة المختصة؟!
هذه هي الاستراتيجيات العملية التي من شأنها تطوير التعليم العالي في الأردن، وتحسين مخرجاته المتوافقة مع الأولوية الوطنية، والحاجة الفعلية للطاقات والقدرات البشرية الأردنية، ولا بد أن نكتب ثانية بتفصيل أكثر حول هذا التخصص وهذا المشروع الأردني - الأوروبي الريادي في مجال التعليم العالي الأردني..


ibqaisi@gmail.com


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news