سيف ليزر لتحرير أسيرة العشيرة..!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : السوريالية مذهب في الفن؛ وهي أيضا مذهب أردني في السياسة..
قلبوا الدماغ؛ قبل الشماغ، وقلة قليلة، يرتدونه في المناسبات، بينما أرتديه في البيت ابتداء من أيلول ذي الذيل المبلول، وحتى نهاية آذار (خبيلو حطباتك الكبار)، وقلما أخرج على الملأ بهذه الهيئة، فبعض الجيران والسكان في عمان يعتبرونه مظهرا باعثا على الاستفزاز، ولست أفهم من أي معين نهلوا هذه الثقافة، وحين قررت أن أستبدله بقبعة الغرب الأمريكي، وجدت استحسانا من قبل كثيرين منهم، بلغ منهم درجة «التقليد»، وفي علم النفس يمكن وصف حالتهم بأنهم أناس يحتاجون الى قيادة، فهم ميالون للتقليد الأعمى بسبب هذه الرغبة.. وكتبت يوما مقالة في هذه الزاوية عن الشماغ المذكور»البحث الجنائي وشماغي»، وأحتفظ بـ 6 شماغات في البيت والسيارة، أحدها باهت اللون ويميل لونه الى لون الشماغ المقلوب، وأشعر بالبساطة والصدق أكثر حين أضعه على رأسي..وأريد استشارة طبيب نفسي «صيني أو روسي» يقنعني بأن هذا الشعور دليل على أنني موتور ضد العولمة وثقافتها؟!.
هل التقطتم السوريالية في الفقرة السابقة؟..إليكم صورة أخرى:
لدى فقرائنا الكرم مقيم، وقال لي أحد النواب عن عشيرته، تعلم مدى فقر عشيرتي وعشائر أخرى في الكرك، فبعضهم لا يجد الخبز والشاي طعاما لأطفاله، لكنه حين يزوره أي مسؤول أو «باشا» من باشواتنا، يفعل المستحيل وتقوم النساء بالغناء (مهاهاة) أثناء إعداد وليمة الضيف الكبير: (دنّوا الذيبايييييييييح)، فهم يقدمون غنمهم كلها وليمة أو يقترضون المال لشراء «ذبايح» لإطعام الباشا، بينما لا يقدمون لأطفالهم «خبز وشاي» !.
دخلنا في الأردن مرحلة جديدة من السوريالية (الشخابيط)، حين ذللنا المصطلحات الفيزيائية لتصبح مكرسة لأغراض «الشخبطة»:
تسلا؛ وحدة قياس فيزيائية لقياس المجال المغناطيسي، وقد أطلق الاسم عليها تكريما للعالم الصربي (نيكولا تسلا)، العالم الرائد في مجال الفيزياء والكهرباء، وهو المخترع الفعلي لجهاز (المذياع) الراديو، وله قصة طويلة بناءة ملهمة مع العلم وظاهرة الحث المغناطيسي، وتكريما له أطلق اسمه كوحدة لقياس المجال المغناطيسي، بينما تجتهد عقليات سياسية أردنية في نحت مصطلحات ووحدات قياس «للعرط والمرط والخرط»، وهذا ما تؤكده التقارير والأخبار والأحداث اليومية، ولن أشعر بالدهشة إلا قليلا حين أسمع عن ترخيص حزب جديد أو نادٍ رياضي يحمل اسم (التسلا الأصيلة)، أو أسمع قصائد عمودية ونبطية في افتتاح المؤتمر الأول لهذا الحزب، تتحدث عن فروسية ودهاء وذكاء فرسان التسلا..
لو كان من ناطق باسم العولمة وثقافتها، لصرح تصريحا إعلاميا يعبر فيه عن أسف الثقافة وترددها حين اقتحامها لثقافة الصينيين أو الهنود، بينما في الأردن تجد «سلاسة» تؤكد براعتنا في الشخبطة والنطنطة.
نريد وجبة دسمة من الهايبرد للجياع، وملابس من تسلا لستر عورة العراة.. إناء لأزهار بلون شماغ أجدادي.
ونريد سيفا من أشعة ليزر كسيف جدي «فكاك الربيط»، لتحرير أسيرة ربطوها بسلاسل الفولاذ بعد أن جمعت الحطب من خارج مضارب عشيرتها الداعشية..ولمن يريد المزيد نقول:
نفدت الأشعة وكل السيوف ، وتسلا من الشر.
الدستور
قلبوا الدماغ؛ قبل الشماغ، وقلة قليلة، يرتدونه في المناسبات، بينما أرتديه في البيت ابتداء من أيلول ذي الذيل المبلول، وحتى نهاية آذار (خبيلو حطباتك الكبار)، وقلما أخرج على الملأ بهذه الهيئة، فبعض الجيران والسكان في عمان يعتبرونه مظهرا باعثا على الاستفزاز، ولست أفهم من أي معين نهلوا هذه الثقافة، وحين قررت أن أستبدله بقبعة الغرب الأمريكي، وجدت استحسانا من قبل كثيرين منهم، بلغ منهم درجة «التقليد»، وفي علم النفس يمكن وصف حالتهم بأنهم أناس يحتاجون الى قيادة، فهم ميالون للتقليد الأعمى بسبب هذه الرغبة.. وكتبت يوما مقالة في هذه الزاوية عن الشماغ المذكور»البحث الجنائي وشماغي»، وأحتفظ بـ 6 شماغات في البيت والسيارة، أحدها باهت اللون ويميل لونه الى لون الشماغ المقلوب، وأشعر بالبساطة والصدق أكثر حين أضعه على رأسي..وأريد استشارة طبيب نفسي «صيني أو روسي» يقنعني بأن هذا الشعور دليل على أنني موتور ضد العولمة وثقافتها؟!.
هل التقطتم السوريالية في الفقرة السابقة؟..إليكم صورة أخرى:
لدى فقرائنا الكرم مقيم، وقال لي أحد النواب عن عشيرته، تعلم مدى فقر عشيرتي وعشائر أخرى في الكرك، فبعضهم لا يجد الخبز والشاي طعاما لأطفاله، لكنه حين يزوره أي مسؤول أو «باشا» من باشواتنا، يفعل المستحيل وتقوم النساء بالغناء (مهاهاة) أثناء إعداد وليمة الضيف الكبير: (دنّوا الذيبايييييييييح)، فهم يقدمون غنمهم كلها وليمة أو يقترضون المال لشراء «ذبايح» لإطعام الباشا، بينما لا يقدمون لأطفالهم «خبز وشاي» !.
دخلنا في الأردن مرحلة جديدة من السوريالية (الشخابيط)، حين ذللنا المصطلحات الفيزيائية لتصبح مكرسة لأغراض «الشخبطة»:
تسلا؛ وحدة قياس فيزيائية لقياس المجال المغناطيسي، وقد أطلق الاسم عليها تكريما للعالم الصربي (نيكولا تسلا)، العالم الرائد في مجال الفيزياء والكهرباء، وهو المخترع الفعلي لجهاز (المذياع) الراديو، وله قصة طويلة بناءة ملهمة مع العلم وظاهرة الحث المغناطيسي، وتكريما له أطلق اسمه كوحدة لقياس المجال المغناطيسي، بينما تجتهد عقليات سياسية أردنية في نحت مصطلحات ووحدات قياس «للعرط والمرط والخرط»، وهذا ما تؤكده التقارير والأخبار والأحداث اليومية، ولن أشعر بالدهشة إلا قليلا حين أسمع عن ترخيص حزب جديد أو نادٍ رياضي يحمل اسم (التسلا الأصيلة)، أو أسمع قصائد عمودية ونبطية في افتتاح المؤتمر الأول لهذا الحزب، تتحدث عن فروسية ودهاء وذكاء فرسان التسلا..
لو كان من ناطق باسم العولمة وثقافتها، لصرح تصريحا إعلاميا يعبر فيه عن أسف الثقافة وترددها حين اقتحامها لثقافة الصينيين أو الهنود، بينما في الأردن تجد «سلاسة» تؤكد براعتنا في الشخبطة والنطنطة.
نريد وجبة دسمة من الهايبرد للجياع، وملابس من تسلا لستر عورة العراة.. إناء لأزهار بلون شماغ أجدادي.
ونريد سيفا من أشعة ليزر كسيف جدي «فكاك الربيط»، لتحرير أسيرة ربطوها بسلاسل الفولاذ بعد أن جمعت الحطب من خارج مضارب عشيرتها الداعشية..ولمن يريد المزيد نقول:
نفدت الأشعة وكل السيوف ، وتسلا من الشر.
الدستور