jo24_banner
jo24_banner

الأردن لا يبحث عن وظيفة..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : منذ اندلاع الحرائق الكبرى في المنطقة، وبنسختها الأخيرة، وهي المرحلة التي تضرب في عمق سوريا، كتبت في هذه الزاوية مقالات عن تداعيات وتحديات الجريمة السورية، وعن «سايكس-بيكو» باعتبارها ليست «قرآنا» عربيا، وفي آذار 2013 كتبت مقالة عنوانها (هل يكون المتوسط هو حدودنا الشمالية؟)، علما أنني شخصيا مع أن تتمدد حدود الأردن، لتملك كل مقومات الدولة القوية، وتتمكن من إنقاذ البشر في سوريا وفي العراق وفلسطين وجنوب لبنان من الموت اليومي، والقتل على الهوية، والتدمير المفضي الى تسليم الأرض لخالقها جرداء من كل إنسانية .. يتذاكى بعضهم، ويكتبون من خلف البحار ومن بين الأشجار، و»ينضحون» عبقرية، حين يصورون الأردن انتهازيا باحثا عن دور ووظيفة «قاتل مأجور» في ملحمة القتل الأسطورية، التي يشتد أوارها حول الحدود الأردنية، ولا يتحدث هؤلاء عن ضرورة قيام الدولة الأردنية بحماية نفسها وشعبها، وإنقاذ البشر الأبرياء الذين لم ينالوا اهتماما ولا حماية من قبل مروجي ديمقراطية الدم والتقسيم الطائفي والعرقي.. ما الجديد في تصريحات الملك عبدالله الثاني حول حماية وربما تسليح كل عشائر السنة في بلدين يتعرض الناس فيهما لمثل هذه الإبادة، بدعوى وبجريمة أنهم هم السنة؟ هل ننتظر من أمريكا وأوروبا والدول العربية المنهمكة بقتل شعوبها وإذلالهم، هل نتركهم يحمون هؤلاء المسلمين، لتتمدد الجريمة وتشمل الأردن وأهله؟ من الذي يطرب لحديث داعش حول ادعائها حماية السنة والدين الاسلامي في أتون المحرقة التي يشعلونها في كل مقدس وإنساني وإسلامي؟. رفع الراية الهاشمية المرفوعة منذ انطلاق حكاية العدالة الاسلامية، ليست إعلانا أردنيا عن وقوفه في صفوف البطالة السياسية الدموية أو البحث عن فرص للعمل والقتل، بل رسالة والتزام أردني عربي اسلامي بقيم وأخلاق الهاشميين وتعاليم الدين الاسلامي الذي حمله أشرف الخلق والمرسلين، وهي الراية الجديرة بأن تخفق في سماء أوطان عربية مسلمة تجتاحها الجريمة باسم أدعياء ودعاة وسعاة الموت والفوضى، وليس صدقا ما قالوه تفسيرا وتحليلا حول ثارات أردنية أو هاشمية.. بل هو الالتزام الذي يملي على القيادة الأردنية أن تقوم بواجبها تجاه شعبها في الأردن وتجاه كل من لاذوا بالراية الهاشمية، يتفيأون أمنها وظل عدالتها وسماحتها وشرعيتها في زمن تاهت فيه الشرائع والشرعيات والديمقراطيات الحمراء. حماية الأردن والذود عنه والمحافظة على هدوئه واستقراره وأمنه، ليست فقط مهمة أردنية سامية، بل هي أيضا الوظيفة الحقيقية لكل العرب والآخرين المهتمين باستقرار المنطقة وعدم حدوث «الانفجار الكبير»، والأردن وحده هو الذي يقبض على القمقم الذي ينحبس فيه أسوأ عدو مجرم..فلا تتذاكوا ولا تتباكوا وابحثوا عن معجب أكثر تفاهة بعبقرياتكم .. الأردن أكبر، وبالهاشميين والأردنيين القابضين على كل الجمر سيكبر أكثر، وأنتم من اقترب موعد طي صفحتكم. الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير