كل عام و (أنا) و (أنتم) بخير
كامل النصيرات
جو 24 : ها هو نهاركم الأول ..قد تقرأونني وأنتم تفكّرون ببقيّة النهار ..أو ببقيّة أغراض الإفطار الأوّل ..أو بلمّة العائلة التي يطيب لها أن يكون اليوم الأول خاصاً بامتياز .. ما أصعب أن يتحوّل الكاتب إلى جامع للتفاصيل الصغيرة في حركة مجتمع بأكمله ليضعها في 250 كلمة في يوم هو أبو أبو التفاصيل الصغيرة ..فمن جوع محتمل؛ إلى عطشٍ رحيم ؛ إلى أمنية بحضور غائب ؛ إلى دمعة لهيبة القداسة ؛إلى آية ربانية توجعك و تشعرك بوخز الضمير؛ إلى تلفون لا ينتهي عن كل شيء؛ إلى زعل يتحوّل إلى عتاب ثم ضحكة ؛ إلى ترقّب لصوت الأذان ؛ إلى تفكير قاتل بخيارات سهرة اليوم الأول؛ إلى محاولة الهروب من الأخبار؛ إلى محاسبة النفس وقطع العهد بالالتزام ؛ إلى «اللهم إني صائم»ومحاولات مفتعلة لضبط النفس وتذكير الآخرين بصمودك ؛ إلى زحام ينقلك من حالة الاستغفار إلى حالة التذمر ..إلى ..إلى ..إلى ..! كل هذا و أكثر منه بمراحل و تفاصيل لا يمكن تعداد ملايينها ..ولكن ما أعرفه أن اليوم الأول من رمضان يصادف يوم ميلادي ..وهذا يحدث معي لأول مرّة ..زاد الشيب ؛شيب الوجع لا شيب الكبر ..كبرت الآه ..آه التأمل العميق لا آه التجاوز والنطّ عن الأشياء المفصلية ..! إنه رمضان ..وإنه عيد ميلادي ..يدخلان عليّ على حصانٍ يصهل بموسيقى استرخي واستسلم لها ..كي آخذ نفساً عميقاً أغرف منه كي أعرف أكثر ..كي أكتشف بأنني ما زلتُ على باب الله وباب الله لا يرد طالب ..وكل مطالبي أن أن يبقى إحساسي بأن الله هنا؛ يعني هنا ..! هذا اليوم الأول ..وهذا عيد ميلادي ..فكل عام و (أنا) وأنتم بكل خير.. الدستور