اللهم إني أردني..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : تتحاشى الجميع، وتحاول أن تقلص نشاطاتك واحتكاكك اليومي بالناس، لتسلم بصيامك، وربما بجسدك وروحك من الأذى.. فالصائمون في هذا الزمان والمكان غاضبون، ولديهم فوق الجوع والعطش المقيم الف سبب للغضب.. لا نتحدث عن التوجيهي المباغت بنمط أسئلته، ولا عن تداعياته، فهي ستظهر عند النتائج والقبولات الجامعية، فكلها مشاريع أزمات، ولا أريد الكتابة عنها ..اللهم إني صائم. كم بلغت حصيلة ضحايا الألعاب النارية «الفتاشات»؟. قتيلان ربما، والحق على «الطليان» كما تعلمون، فهم ربما الصانعون والمهربون والمشعلون للفتن، وهم لا غيرهم الذين فخخوا شوارعنا بأطفال لا رؤوس ولا عيون ولا أدمغة لهم.. لم يسمعوا يوما بحقوق الناس والجيران، ولا يؤمنون بالهدوء، وحين تحاول منعهم من تفجير الليل، يذهبون لأمهم أو لأبيهم، لأمهم غالبا، فهي تتمتع بوضع قانوني أقوى، إذ لا يمكن أن تتعارك معها «مباطحة وضرب»، وإن فعلت فسوف تودع رمضان والدنيا لفترة قد تمتد إلى سنوات.. فأنت عندئذ تتهجم على «مرة» وتهتك عرضها أو ربما هممت باغتصابها أو شرعت باختطافها، هذه هي قيم وأخلاق الشعب هنا، أعني ستحظى بتهم لا تقل عن تهم مصر لأحمد منصور، لكن الفرق أنك لست في مصر ولا في ألمانيا، أنت هنا تكظم غيظك وتصك أسنانك قهرا وقلة حيلة.. وتقول لهم اللهم إني أردني. حتى يوم 4 رمضان؛ ضحيتان للألعاب النارية همم حصيلة حروبها من الموتى، وهناك مصابون، وعشائر تتعرض «للجلوة»، وعائلات تتدمر وتموت، من أجل أن يقوم صبي أو ربما «ابن حرام» باللهو في ليل وهدوء وسكينة وعبادات الناس، حين يبدد أمنهم بالتفجير في آذانهم «قنابل صوتية»، فيصحو النائم، والمريض، والموظف الذي قرر النوم ليذهب الى عمله، والطالب الذي تعب عاما كاملا ليقدم امتحان «توجيهي»، فنام على أمل التوفيق بالنجاح، فإذا به يمضي ليله حذرا من انفجار صوتي يذهب العقل والحلم والصبر.. اللهم إننا أردنيون، ضحايا لكل العابثين بأرزاقنا ومستقبلنا ونهارنا وليلنا .. اللهم إننا أردنيون فارحمنا من بطش وتجارب وغربة هؤلاء، الذين يديرون أو لا يديرون شأننا العام، ويتركوننا نهبا لتجار جشعين ولمهربي الموت والجريمة، الذين جندوا الأطفال والنساء لتخريب بيوت الناس العابدين الآمنين الصائمين.. ارحم الأردن يا رب، وخلصنا منهم قبل العيد. اللهم إني أردني، كَلّ الصبر من صبري، وتعاظم فقري وقهري، وما زلت أردنيا . خلصنا منهم يا رب. الدستور