كيف يتخيلك القرّاء..؟؟
كامل النصيرات
جو 24 : الكتابة اليوميّة استنزاف حقيقي للطاقة..أصعب من تحضير الجن ..وأصعب من تزبيط بنت عمرها ما شافت زَلمة..الكتابة اليوميّة بالمُحصلة ..وجع راس؛ مغص بطن؛ التواء في الغدّة الدرقيّة ؛ تورّم في الشفايف؛ خشونة في سُلاميّات الأصابع ؛ وأخيراً يصيبك تبطبُط في العينين ويبطلوا يفرقوك عن الصناينة ..!! أمّا لماذا أقول ذلك ..؟؟ فلأن لي صديقاً صحفياً ( على فكرة مَرَة دفعت أجاره في الباص) ..قال لي بأنّه يندمج كثيراً وهو يقرأ بمقالاتي لأنه يتخيّل شكلي وأنا أتوحّد مع كلماتي ..فيضحك ..حتى عندما أكتب عن الحزن يضحك ..فهو يتخيّلني في جميع الأحوال كاتباً مُضْحِكاً.. أو لا يشيب لي شعر ..!! والمشكلة عندي ليست في رأي الصديق ( إللي دفعت أجاره ) ..بل المشكلة ..أن أكثر من قرأوا لي وعرفوني شخصيّاً ؛ قالوا أيضاً بأنهم يتخيّلوني وهم يقرأوني ويضحكون ..وتكمن المشكلة أنني لم أدفع عنهم الأجرة لا في باص ولا في عرباية حمار .. !! إذَنْ ..هل الكاتب بحاجة إلى أن يتعرّف شخصيّاً على كل القرّاء ..لكي يتخيّلوه ويعيشوا مع كلماته وكأنه يتنطنط بينهم ..؟؟!! ويا تُرى ما هو الخيال الذي يرسمه لي القارئ الذي لا يعرفني شخصيّاً ..؟؟ معقول يفكّرني ( مْهَسْهِسْ عَ الآخر ) ..أم إنني بَطَل من أبطال التخويث في الأردن ..أم ..كاتب يتألّم ولكنه استطاع أن يجعل الكلمات تضحك ؛ لتخرج آه الألم مع قهقهة الموت ..؟؟؟!! يا تُرى عندما يقرؤني مسؤول كبير ؛ بأي شكل يتخيّلني وهو لا يعرفني شخصيّاً ( لأنه هو إللي ما بدّو يعرفني لأسباب خاصة جدّاً ؛ يجوز خايف يدفع عنّي ..علمها عند الله ..!!)..؟؟ من المستحيل أن أدفع أُجرة جميع القرّاء أو حتّى أشرّبهم شَفْطِة شاي وحدة على حسابي ..لأنني في النهاية سأكتب آخر مقالة لي بعنوان ( لله يا محسنين ) ..!! الكاتب الحقيقي موهبة وثقافة وموقف الدستور