التوجيهي قسوة على الطلبة المسلمين..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : لا أحد ينكر أهمية امتحان الثانوية العامة، باعتباره يحدد مسارات ومستقبل أجيال من شبابنا الأردني، وبعيدا عن الحديث المعروف حول صعوبة وسهولة أسئلة الامتحان، وعن السيرة السيئة التي رافقت مسيرة الامتحان ومخرجاته قبل بضع سنوات، وقريبا جدا من العدالة.. أعني عدالة التنافس بين طلبتنا، لبلوغ مراحل التعليم العالي المختلفة في مؤسسات التعليم العالي، نتحدث عن موضوعين مهمين، لهما كل العلاقة بالعدالة الغائبة: امتحانات في شهر الصيام !. كيف ولماذا قمتم بإجراء الامتحان خلال شهر رمضان الكريم، الذي يمتد فيه يوم الصيام الى أكثر من 16 ساعة، ويتبقى أقل من 8 ساعات، يستغلها الطالب الذي أمضى عاما من الاستعداد والتعب، ليتهيأ لامتحان مصيري يحدد مستقبله الاكاديمي والمهني؟ فهل أنصفتم الطلبة المتقدمين لهذا الامتحان؟ كيف فعلتم وهناك نسبة كبيرة من طلبتنا من غير المسلمين، الذين لا يتعرضون للتعب في شهر الصيام كما يتعرض له الطلبة المسلمون؟ الطالب الصائم، لا يملك عمليا سوى 8 ساعات فقط هي وقت راحته من عبء يوم صيام ثقيل طويل، وهي بالكاد تكفيه نوما وتناولا للطعام فأين الاستعداد للامتحان؟ لم تعدلوا؛ وميزتم بين الطلبة عندما قررتم اجراء الامتحان في شهر رمضان. أما مساق الثقافة الاسلامية، فهو يلازم الطالب الأردني المسلم في مدارسنا منذ الصفوف الأولى.. فلماذا لا يكون هناك مساق للثقافة المسيحية مثلا، يدرسها الطالب من إخوتنا المسيحيين الأردنيين، ويقدم فيها امتحانا وينال عنها علامات، تدخل في معدله التراكمي أسوة بالطالب المسلم؟!. أين العدالة حين يطلب من الطلبة المتنافسين أن يدرسوا عددا من المواد على فصلين دراسيين، ويتقدموا فيها للاختبار العام، بينما هناك فئة من الطلبة لا تدرس جميع المواد المطلوبة للامتحان، وفي النهاية يتنافسون على ذات الفرص في مؤسسات التعليم العالي؟. أي منطق وأية عدالة !. هذا خلل كبير، له أبعاد كبيرة على مستوى وفرص الشباب الأردني في غمار التنافس على الفرص القليلة سواء في الدراسة أو العمل، ولا نتجاوز مفهوما سياسيا ولا وطنيا أو اجتماعيا، حين نطالب بأن يكون الأردنيون سواء أمام القانون كما ينص الدستور، لكنها مساواة تغيب أمام الفرص الطبيعية في الحياة الحرة الكريمة المتوازنة.. ابحثوا عن روح العدالة في هاتين النقطتين، وستلمسون غيابا للعدالة غير محمود، غفل عنه الاستراتيجي وصانع السياسات التعليمية العامة.. وسوف نلمس أدلة وحقائق ونتائج مبنية على هاتين النقطتين، حين نطالع كشوف نتائج الثانوية العامة لهذا العام، بخاصة في فئة الطلبة المتميزين، الذين يحوزون على معدلات عالية.. سنرى أثر الصيام الطويل على مستويات التحصيل، ولا بد سيكون غياب العدالة موجعا. الدستور