هل سيتم إلغاء التنافس على المقاعد الجامعية ؟!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : التعليم العالي في طريقه الى الخصخصة والتخصيص.. يقول وزير التعليم العالي، إن عوائد التعليم الموازي السنوية تبلغ نصف مليار دينار، وهو رقم مذهل قياسا مع عوائد التعليم النظامي في جامعاتنا الرسمية، ولا بد أن التعليم الجامعي في طريقه لمزيد من «الخصخصة» بدوره، فضعف أو توقف ثم تلاشي الدعم الحكومي للجامعات بات قريبا من التحقق، وهذا سبب رئيس في توسيع قاعدة التعليم الموازي في جامعاتنا الرسمية، التي أصبح بعضها يستقبل طلبة على برنامج الموازي يساوي عددهم في التعليم النظامي، علما أن الجامعات تتلقى طلبات كثيرة على برنامج الموازي، لكن بناها التحتية لا يمكنها أن تستقبل كل الأعداد.. فما هو سبب اقبال الناس على التعليم الموازي؟ في مدينة كعمان، ثمة عدد من الجامعات وأكبرها وأكثرها جذبا هي الجامعة الأردنية، التي تعاني شح الدعم الحكومي وارتفاع نفقاتها، نظرا لضخامتها وكثرة عدد الطلبة فيها، ولأن عمان مدينة كبيرة ونامية بل متقدمة على صعيد التعليم الخاص، فإن الطلبة فيها يحصلون على معدلات عالية في الثانوية العامة، ولا يحظون بمقاعد جامعية على قائمة القبول الموحد التنافسية، لهذا فهم يلجأون للتعليم الموازي، وحين يقررون هذا فإن الجامعة الأردنية هي مطلبهم الأول، لكنهم أيضا يتنافسون حسب المعدلات على مقاعد الموازي، فيتم قبول عدد منهم والبقية تذهب للدراسة على الموازي في جامعات في عمان أو قريبة منها، وليس لدي نسبة أو أرقام حول عدد هؤلاء الطلبة في الجامعة الأردنية، لكنني أتذكر لقاء إذاعيا مع رئيس الجامعة الأردنية مع نهاية الدورة الشتوية الماضية لامتحانات الثانوية العامة، قال فيه إن عدد الطلبات على برنامج الموازي بلغت 11 ألف طلب، بينما تم قبول حوالي 5 آلاف طالب على النظامي.. أما عن «تخصيص» التعليم، فهناك مطالبات بتوسيع قائمة الاستثناءات في القبولات الجامعية، وبينما يعتبرها المستفيدون حقوقا مكتسبة، يحاول آخرون إثبات أحقيتهم في شمولهم بتلك الاستثناءات، وهي استثناءات يبلغ حجمها أكثر من 70% من نسبة الطلبة المقبولين في الجامعات على برنامج التعليم النظامي بينما نسبة التنافس أقل من 30%، ويبدو أن الجهد يبذل من قبل بعض الجهات لمحاولة تقليص نسبة الـ 30 بالمئة وشمولها بالاستثناءات، لتختفي قائمة التنافس كليا، ويصبح التعليم الجامعي محصورا في طبقة «الاستثناءات» وطبقة « المال».. إذا؛ لن نشعر بالغرابة ولا العجب بعد كل هذا العجب العجاب، لو سمعنا أن مدارس «خاصة» تم اعتبارها من قوائم المدارس الأقل حظا، بعد أن قرأنا قوائم المدارس الأقل حظا والتي تم نشرها في الاعلام مطلع العام الدراسي الحالي، حيث أذهلتني القوائم لمدارس عمان مثلا، تقع في عمق عمان الغربية الثرية، وطلابها مشمولون بالاستثناءات، وحين السؤال عن منطقية اعتبارها أقل حظا، جاءت الإجابة أغاني «هجيني» لا علاقة لها بالفصحى أو الإحصاء والقياس والتقويم.. الجوع؛ قد يكون مبررا للسرقة وربما القتل، فهو كافر، لكن ماذا عن سياسات الحكم على الناس بالتجهيل والتجويع ومنعهم من التعليم الجامعي حين يتم «خصخصته» بتسليعه و»تخصيصه» بالاستثناءات؟.. من يقبل أن يتم تأهيل أبنائه وبناته ليصبحوا جوعى وعالة على المجتمع بحرمانهم من فرص التعليم العادلة.. نحن بمثل هذه السياسات في طريقنا لتشكيل مجتمع «موازي» يوازيه مجتمع «استثناءات».. والفقراء الى الجحيم فوق وتحت الجحيم الذي يعيشونه فعلا. الدستور