نقص الحبّ والحنّيّة
كامل النصيرات
جو 24 : آه يا رمضان ..يا أبا الأسرار العميقة رغم الفرح المزوّر و الابتسامة المصطنعة ..! كتبت إليّ تقول : اكتب عن معاناتي ؛ أنا وحيدة ؛ رمضان قرّب يخلص ؛ أفطرتُ مع البنات ثلاث أو أربع مرات فقط ..وباقي الأيّام عم أفطر وحدي ؛ هل عدل ؛ وين العدل؟ مثل القطط بستناهم يبعتوا ؛ واذا ماحدا بعت ؛ بمرقها شومن كان..اكتب عن الأم اللي بتضيع عمرها لاولادها و بعدين تصفّي وحدها ..بتفكّر الفقر هو الأهم ؟ كمان نقص الحب والحنية مشكلة ..حتى جيران ما في ؛ بيوت جنب بعض ؛ كل شي تغيّر.. بس البشر كل واحد بحاله ؛ مش مستعدين يسالوا ..والاخوة بيسالوا كل اسبوع مرة ولما تحتاجهم ماحدا برد علي تلفونه..! ازعجتك ؟ سامحني ..كمل سحورك..! وانتهت مسجاتها إليّ..وانتهى معها ردّي لها و عليها ..أخرستني ..ولن أدعي بأنني بكيت..فبكاء قلبي والرعشة التي أصابتني أقوى من أي كلام ..فشعور الوحدة لأي شخص قاتل ..فكيف إذا كان من يشعر بتلك الوحدة إنسان بدرجة (أُمّ) ..أولادها حولها في منطقة جغرافية واحدة ..ولا يمنعهم عنها سوى ..سوى ..سوى ..والله أبحث عن كلمة لائقة ..ولكم أنتم أن تضعوها ..؟ هل هنا وصلنا ..؟ هل هذا ما أرادته العولمة لنا ..؟ هل نجحت فضائيات العهر العربي بتمزيق دفئنا إلى هذا الحدّ ..؟ من أوصلنا إلى هذه القيمة السافلة ..؟ من جعلنا ننحط إلى قعر الغياب ..؟ حتى الحيوانات تبحث عن دفء اللحظة ..عن تقاطعات الحياة ..عن مشاعر حقيقيّة لا تزوير فيها ..أمّا نحن ؛ فقد سلّمنا أمرنا للكسل و العقوق و التثاقل و الغياب المقصود ..!! لك الله سيدتي .. أمّا نحن ؛ فنحن أقلّ من أن نلتفت إليك ..فأنت ليس عندك (أكشن) ..وأنت دقّة قديمة على ما يبدو ..ونحن نريد (رامز واكل الجو ) ليرمينا من الجو ويضحك علينا ويظفر وحده بالاعجاب والتصفيق فضلاً عن النقود..!! سيدتي : تعاليْ نتسلَّ في عدّ هزائمنا كي نقضي على الوقت السافل ..الدستور