ستة ملايين لرجل مطبوخ ..!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : خوسيه ميلينا؛ عامل أمريكي في مصنع «بمبل بي فودز»، عمره 62 عاما، تم طبخه في فرن ذي درجة حرارة تزيد عن 270 مئوية، ويقول الخبر في عام 2012 دخل خوسيه الى الفرن، لتوضيب عدة أطنان من سمك التونا في الفرن، لكن افتقار الفرن لأدوات السلامة العامة، جعل من خوسيه جزءا من طبخة «التونا»، وبعد مرور أكثر من عامين على الحادثة، تم الحكم لـ»خوسيه» الميت بتعويض مقداره 6 ملايين دولار.. ولا حديث بشأن أصول خوسيه بالطبع، لكنني أعتقد أنه مكسيكي، لكنه تم طبخه عام 2012 وانتهى الأمر.
النار التي تندلع في المنطقة العربية أشد حرارة ولهيبا من فرن «بمبل بي فودز»، وشعوبها أقل قيمة من سمك «التونا»، ولا مقارنة مع خوسيه ومئات الآلاف من العرب بمختلف أعمارهم وجنسهم، فهم يحرقون وهم نائمون أو جالسون في بيوتهم يتناولون طعامهم، ويحرقون في سياراتهم ومراكز أعمالهم، وفي الشوارع والأسواق ودور العبادة، لكنهم لا يقارنون بـ»خوسيه» المطبوخ، ولا قانون في الكوكب يعوضهم أو يعوض ذويهم من آثار جرائم الحرق والقتل، بل في أحوال كثيرة يتم تقديم المكافآت للدول المجرمة التي تحرقهم ولنا في إسرائيل وجرائمها مع الفلسطينيين مليون دليل، وهي الأدلة التي نسوقها على مقدار الدعم الأمريكي لهذا الكيان المجرم جراء قتله الناس وحرقهم..
قذائف الموت المتساقطة على رؤوس الناس في مدينة الرمثا كذلك، تقع ضمن أعمال الإجرام التي يتم فيها تقديم المكافأة للمجرم، وعدم النظر الى الضحية حتى لو كانت الضحية بلدا مسالما لم ينخرط في الحرائق وأفرانها ووقودها، فماذا يمكننا أن نتوقع تعويضا لعائلة الشهيد عبدالرحمن الحوراني مثلا، الذي توفي بقذيفة «طائشة»، انحرفت من سماء الموت في سوريا، وسقطت على الشاب المتواجد في مدينة الرمثا، وكذلك نقول عن عائلة عوض المخادمة، التي تعرض 6 من أفرادها لإصابات بسبب آخر سقوط للقذائف المنحرفة «الطائشة»، والفائضة عن حاجة الأشقاء السوريين منها..
نعلم بأنه متوقع أن تسقط القذائف المتصارعة في سوريا على مدينة أردنية حدودية مع سوريا، لكننا نعلم أيضا أن كل هذه القذائف تطيش وتعوم وتسقط وتمر الى سوريا برعايات دولية، وهي الرعايات التي حولت سوريا الى فرن كبير، حرق وطبخ وشرد ودمر مئات الآلاف من السوريين..
لدينا عدد من القذائف و1000 سبب يدعونا لحماية مواطنينا من لهيب «الفرن السوري»، ويكفينا مواجهتنا منفردين للهيب «الفرن» الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن الحرائق الدولية في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن ..الخ.
لا نريد «كوندشن» وكهرباء مجانية لمواجهة الموجة الثانية من الحر، لكننا نسأل: لماذا ندفع كل هذا الثمن ؟! .. وكيف يدخلوننا عنوة في مكونات «طبختهم» في سوريا وغيرها !..
ibqaisi@gmail.com
الدستور
النار التي تندلع في المنطقة العربية أشد حرارة ولهيبا من فرن «بمبل بي فودز»، وشعوبها أقل قيمة من سمك «التونا»، ولا مقارنة مع خوسيه ومئات الآلاف من العرب بمختلف أعمارهم وجنسهم، فهم يحرقون وهم نائمون أو جالسون في بيوتهم يتناولون طعامهم، ويحرقون في سياراتهم ومراكز أعمالهم، وفي الشوارع والأسواق ودور العبادة، لكنهم لا يقارنون بـ»خوسيه» المطبوخ، ولا قانون في الكوكب يعوضهم أو يعوض ذويهم من آثار جرائم الحرق والقتل، بل في أحوال كثيرة يتم تقديم المكافآت للدول المجرمة التي تحرقهم ولنا في إسرائيل وجرائمها مع الفلسطينيين مليون دليل، وهي الأدلة التي نسوقها على مقدار الدعم الأمريكي لهذا الكيان المجرم جراء قتله الناس وحرقهم..
قذائف الموت المتساقطة على رؤوس الناس في مدينة الرمثا كذلك، تقع ضمن أعمال الإجرام التي يتم فيها تقديم المكافأة للمجرم، وعدم النظر الى الضحية حتى لو كانت الضحية بلدا مسالما لم ينخرط في الحرائق وأفرانها ووقودها، فماذا يمكننا أن نتوقع تعويضا لعائلة الشهيد عبدالرحمن الحوراني مثلا، الذي توفي بقذيفة «طائشة»، انحرفت من سماء الموت في سوريا، وسقطت على الشاب المتواجد في مدينة الرمثا، وكذلك نقول عن عائلة عوض المخادمة، التي تعرض 6 من أفرادها لإصابات بسبب آخر سقوط للقذائف المنحرفة «الطائشة»، والفائضة عن حاجة الأشقاء السوريين منها..
نعلم بأنه متوقع أن تسقط القذائف المتصارعة في سوريا على مدينة أردنية حدودية مع سوريا، لكننا نعلم أيضا أن كل هذه القذائف تطيش وتعوم وتسقط وتمر الى سوريا برعايات دولية، وهي الرعايات التي حولت سوريا الى فرن كبير، حرق وطبخ وشرد ودمر مئات الآلاف من السوريين..
لدينا عدد من القذائف و1000 سبب يدعونا لحماية مواطنينا من لهيب «الفرن السوري»، ويكفينا مواجهتنا منفردين للهيب «الفرن» الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن الحرائق الدولية في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن ..الخ.
لا نريد «كوندشن» وكهرباء مجانية لمواجهة الموجة الثانية من الحر، لكننا نسأل: لماذا ندفع كل هذا الثمن ؟! .. وكيف يدخلوننا عنوة في مكونات «طبختهم» في سوريا وغيرها !..
ibqaisi@gmail.com
الدستور