هل هي مسؤولية رجل السير ؟!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : ثقافة خاطئة مفتاحها نزعات «عروبية» موروثة ضد السلطة ورجال القانون، وسوء تخطيط ناتج عن إبعاد قسري للرأي المهني الموضوعي الميداني، كلها تجثم على العقول والعيون، حين نتعرض لمخالفة سير، أو حين يحدث حادث ما على طرقاتنا ويستدعي تطبيق قانون السير..وكل الآراء تنزع إلى إدانة رجل السير ومديرية السير، وربما تتعاظم الانتقادات لتشمل مديرية الأمن العام ووزارة الداخلية، بينما الجهات المسؤولة فعلا عن «قصة السير وفصولها المؤسفة» بعيدة كل البعد عن الانتقاد أو حتى عن مدارك المنتقدين والغاضبين..
قد يبدو الحديث عن رجل السير ومدى تضحياته وجنديته المقدسة حديث شخصنة في مثل هذه الحالة، حتى وإن أشرنا الى يوم بل سويعات من سويعات الحر التي داهمتنا في الأسبوعين الأخيرين، فجميع الناس كانوا محض بحث عن جو منعش يقيهم شر الحر، لكنه رجل السير وحده، كان يرتدي دروعا ويقف تلك الساعات يعمل كالآلة بلا كلل، يعطي إشارات مستمرة للسيارات التي تكدست بعد ذوبان إشارة المرور بفعل الحر.. موقف لا يقدره ولا يشعر ببطولة من قام به إلا من يملك شعورا متوازنا ..
لكننا نتحدث هنا عن تغييب لرأي مديرية السير الميداني المختص، حين التخطيط لبناء وتوسيع وتنظيم المدن والقرى والطرق الخارجية، علما أنه الرأي المختص الأول الذي يجب مراعاته وتفهمه، لأنه مبني على الاختصاص، فرجل السير هو الذي يبوء بردود أفعال الناس جراء سوء تخطيط قامت به جهات مسؤولة أخرى :
كل بلدية لها قوانينها في تدشين ولإنشاء شوارعها، سواء أكانت البلدية في عمان أم في قرية نائية صغيرة، وكذلك نقول عن الوزارات المعنية كالأشغال العامة، فهي تنفذ مشاريع مبنية على موازنات واضحة وآراء قد تكون علمية مدروسة، لكنها لا مساحة فعلية فيها لرأي مديرية السير..
هل تقوم وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي بالرجوع الى رأي مديرية السير، حين توافق على اعتماد وترخيص مدرسة أو كلية أو جامعة؟ وهل تراعي شبكة الطرقات وتطلب دراسات ووجهات نظر من مديرية السير، حول الوضع الحالي للمنطقة المقام فيها هذا المشروع، أو عن توقعات مديرية السير لما ستكون عليه حال هذه المنطقة وشوارعها بعد 5 أو 10 أعوام ؟!
كيف تقوم البلديات وغرف التجارة بالموافقة على بناء «مول» في منطقة تشهد ازدحاما مروريا أو حركة متنامية للعمران على جوانب شوارع ضيقة؟ أين وجهة نظر مديرية السير عن قراراتهم هذه، حين يقوم الناس بمشاريع ضخمة في قلب مناطق مزدحمة بالسيارات والحركة التجارية؟
على سبيل المثال لا الحصر: هل قامت أية جهة معنية بالاطلاع على رأي مديرية السير وخبرائها في موضوع ترخيص مطاعم «الشاورما وغيرها» في بداية شارع المدينة المنورة في عمان؟
الأمثلة كثيرة وكلها محض وشاية عن سوء تخطيط يؤدي إلى سوء منقلب، ولا اتهامات أو غضب الا على رجل السير، ذلك الجندي الذي يطبق قانونا لم يقم بوضعه أصلا، لكنه يحتمل ما هو أشد من الحر والبرد والتعب والسهر والخطر، وهو ثقافة راسخة في عقول بعضنا، تنم عن وجهة نظر وثقافة ظالمتين تجاه جندي، كان وما زال الواجب البشري الطبيعي أن نشكره ونطالب بتسهيل عمله، بل وتحسين أوضاعه، بدل سلقه بألسنة حداد شحيحة في المنطق والعدل ولغة العقل..
تحية لكل النشامى في جهاز الأمن العام، ولكل نشمي ونشمية في مديرية السير، وللحديث بقية..
ibqaisi@gmail.com
الدستور
قد يبدو الحديث عن رجل السير ومدى تضحياته وجنديته المقدسة حديث شخصنة في مثل هذه الحالة، حتى وإن أشرنا الى يوم بل سويعات من سويعات الحر التي داهمتنا في الأسبوعين الأخيرين، فجميع الناس كانوا محض بحث عن جو منعش يقيهم شر الحر، لكنه رجل السير وحده، كان يرتدي دروعا ويقف تلك الساعات يعمل كالآلة بلا كلل، يعطي إشارات مستمرة للسيارات التي تكدست بعد ذوبان إشارة المرور بفعل الحر.. موقف لا يقدره ولا يشعر ببطولة من قام به إلا من يملك شعورا متوازنا ..
لكننا نتحدث هنا عن تغييب لرأي مديرية السير الميداني المختص، حين التخطيط لبناء وتوسيع وتنظيم المدن والقرى والطرق الخارجية، علما أنه الرأي المختص الأول الذي يجب مراعاته وتفهمه، لأنه مبني على الاختصاص، فرجل السير هو الذي يبوء بردود أفعال الناس جراء سوء تخطيط قامت به جهات مسؤولة أخرى :
كل بلدية لها قوانينها في تدشين ولإنشاء شوارعها، سواء أكانت البلدية في عمان أم في قرية نائية صغيرة، وكذلك نقول عن الوزارات المعنية كالأشغال العامة، فهي تنفذ مشاريع مبنية على موازنات واضحة وآراء قد تكون علمية مدروسة، لكنها لا مساحة فعلية فيها لرأي مديرية السير..
هل تقوم وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم العالي بالرجوع الى رأي مديرية السير، حين توافق على اعتماد وترخيص مدرسة أو كلية أو جامعة؟ وهل تراعي شبكة الطرقات وتطلب دراسات ووجهات نظر من مديرية السير، حول الوضع الحالي للمنطقة المقام فيها هذا المشروع، أو عن توقعات مديرية السير لما ستكون عليه حال هذه المنطقة وشوارعها بعد 5 أو 10 أعوام ؟!
كيف تقوم البلديات وغرف التجارة بالموافقة على بناء «مول» في منطقة تشهد ازدحاما مروريا أو حركة متنامية للعمران على جوانب شوارع ضيقة؟ أين وجهة نظر مديرية السير عن قراراتهم هذه، حين يقوم الناس بمشاريع ضخمة في قلب مناطق مزدحمة بالسيارات والحركة التجارية؟
على سبيل المثال لا الحصر: هل قامت أية جهة معنية بالاطلاع على رأي مديرية السير وخبرائها في موضوع ترخيص مطاعم «الشاورما وغيرها» في بداية شارع المدينة المنورة في عمان؟
الأمثلة كثيرة وكلها محض وشاية عن سوء تخطيط يؤدي إلى سوء منقلب، ولا اتهامات أو غضب الا على رجل السير، ذلك الجندي الذي يطبق قانونا لم يقم بوضعه أصلا، لكنه يحتمل ما هو أشد من الحر والبرد والتعب والسهر والخطر، وهو ثقافة راسخة في عقول بعضنا، تنم عن وجهة نظر وثقافة ظالمتين تجاه جندي، كان وما زال الواجب البشري الطبيعي أن نشكره ونطالب بتسهيل عمله، بل وتحسين أوضاعه، بدل سلقه بألسنة حداد شحيحة في المنطق والعدل ولغة العقل..
تحية لكل النشامى في جهاز الأمن العام، ولكل نشمي ونشمية في مديرية السير، وللحديث بقية..
ibqaisi@gmail.com
الدستور