جماعة خاوة
خاوة ..نعم خاوة ..!! زمان كنت تسمع هذه الكلمة بين شابين متهورين يتحديان بعضهما أن الكاس للوحدات خاوة أو للفيصلي خاوة ..! أو كنت تسمعها من واحد أخذ ( شغلة ) واحد ثاني و يطالبه بترجيعها و عند احتدام الأمر بينهما وأمام الناس يعلن ( المأخوذ منه ) أن فلاناً ( خاوة سيرجعها ) ..مع لمعان في العينين و انتصاب في الجسد و شروش عروق للرقبة متوثبة كأنها خارطة لا طريق لها ..!
الآن ..نعيش مرحلة خاوة السياسية ..و كل أربعة أشخاص يشكلون (جماعة خاوة ) ..و كل مسؤول كبير أو صغير يرى في نفسه أن الكرسي جاءه خاوة ..و كل حكاية مجتمعنا أن الكل يريد أن يثبت أن رأيه خاوة سيمشي و أن رأيه خاوة صحيح وأن الخاوة هي العنوان الأبرز لحياتنا الآن ..!
قوانين تمشي بالخاوة ..و معارضة تعارض بالخاوة ..نغلق دوار الداخلية خاوة ..يفتحه الأمن خاوة ..نطالب برحيل الحكومة خاوة ..الحكومة لا ترحل خاوة ..نعطي أولادنا درساً في الديمقراطيّة خاوة ..يقمعوننا في أول شدّة عضل خاوة ..!
كلمة خاوة تليق بالأطفال الصغار ..بالمراهقين ..بالذين لا عمل لهم ..بالذين لا وجود لهم في صدر الجلسات ...! أما عندما يتصدّر الكبار بالخاوة ..يحكمون بالخاوة و يعارضون بالخاوة ..!
ما أقبح الخاوة حين تصبح عرفاً سياسياً في زمن الربيع العربي ..والأقبح منها أن يعزم عليك صديقك مكسرات (مخلوطة ) وأنت بلا أسنان والمطلوب منك التعامل مع المكسرات خاوة ..!
راح المزح ..أقول لكم : ما أصعب أن يكون عليك رئيس خاوة ..وزراؤك خاوة ..تعيينات خاوة ..رفع أسعار خاوة ..نواب خاوة ..طريقك للعمل خاوة ..انفاسك اللاهثة خاوة ..!
أنت معجون على الخاوة التي تسقط عليك أمطاراً خاوة في أخت خاوة ..وكأنك ولدتَ ليعبث بك أبناء الخاوة في مصير الخاوة ..!
أنت لا تملك من أمرك إلا أن تطيع و خاوة ..وتصفّق خاوة ..وتقول رأيك خاوة ..نعم أنت محاط بجماعة خاوة لتعيش الحرية و لكنها حريّة خاوة في خاوة ..!
Abo_watan@yahoo.com