المُتخفّي في زيّ العيد
كامل النصيرات
جو 24 : ككل عيد ؛ سأضحك عليكم و أضحك على نفسي قبلكم ..سأقول لكم بالفم المُغلق قبل المليان : كل عام وأنتم بخير ..تستحقون الفرح وتستحقون أن تنطنطوا كالأطفال بهجةً بتفاصيل العيد ..لأنكم مثلي حتّى اللحظة تبحثون عن العيد في العيد ؛ وعندما لا تجدونه تلبسون أي شيء زيّاً و تسمّونه العيد ؛ وهماً صارخاً كي تقنعوا أطفالكم الحقيقيين أن لهم عيداً كبيراً يجب أن تتوقف فيه كل مراسم العداء و الحزن ..!!
لستُ متشائماً ؛ فالبحر الذي استقبل السوريين مراتٍ و مراتٍ ثمّ انقلب عليهم وسط أمانه لهم ؛ لا يدعو للتشاؤم ..و الفقراء الذين يزدادون مع كل انتكاسة شمس و كل طلعة قمر و كل لمعان نجمة ؛ لا يدعوني ذلك للتشاؤم ..
و المرأة التي تنتظر اليومَ طرقة باب لكي يعطيها (ذابح خاروف) كيلو و نصف لحمة ؛ لا تنتظر إلاّ لكي تقنع عيالها أن العيد أبو الخيرات .. وجابر العثرات ..وحين يصرّ صديقي ماجد القطامي على الادعاء كل عيد بأنه - أي العيد- (كاشف العورات ) فأنا لا أصدقه ..فهذه عورات الناس مستورة ..لا شكوى ولا ألم ولا ما يحزنون ..ماجد كاذب ؛ وكاذب كبير ؛ أكبر من العيد ..فالعورات غير موجودة أصلاً لكي نسترها أو نكشفها ..أصبحنا مجتمعاً يكاد يُلغي العيب و يستبدله بأشياء أخرى مثل : مش فارقة معي ..اللي يصير يصير ..اعمل ما بدالك ..!!
ما علينا ..عيدكم سعيد ..و شتاتنا يدوم و يدوم وكأنه بطاريات دورسيل في الدعاية فقط ..شهداؤنا لا بواكي لهم ..وأقصانا أقصانا من قائمته ..و سوريّة التي تصغر و تكبر ثم تكبر و تصغر كل يوم ؛ تريد مليون عيد لكي تعود إلى حضن سوريّة نفسها ..وعليها قيسوا عراقكم و يمنكم و ليبياكم و ما شئتم من الأمصار التي تبحث عن الوحدة وهي تقتل أبناءها كي يعيش الزعيم ..
كل عام و أنا أكتب لكم ؛ بلا خوف ولا رجفة يد ..متمنيّاً أن أرى عيداً حقيقياً ..لا أن أرى شيئاً هلاميّاً متخفياً في زي العيد.
الدستور
لستُ متشائماً ؛ فالبحر الذي استقبل السوريين مراتٍ و مراتٍ ثمّ انقلب عليهم وسط أمانه لهم ؛ لا يدعو للتشاؤم ..و الفقراء الذين يزدادون مع كل انتكاسة شمس و كل طلعة قمر و كل لمعان نجمة ؛ لا يدعوني ذلك للتشاؤم ..
و المرأة التي تنتظر اليومَ طرقة باب لكي يعطيها (ذابح خاروف) كيلو و نصف لحمة ؛ لا تنتظر إلاّ لكي تقنع عيالها أن العيد أبو الخيرات .. وجابر العثرات ..وحين يصرّ صديقي ماجد القطامي على الادعاء كل عيد بأنه - أي العيد- (كاشف العورات ) فأنا لا أصدقه ..فهذه عورات الناس مستورة ..لا شكوى ولا ألم ولا ما يحزنون ..ماجد كاذب ؛ وكاذب كبير ؛ أكبر من العيد ..فالعورات غير موجودة أصلاً لكي نسترها أو نكشفها ..أصبحنا مجتمعاً يكاد يُلغي العيب و يستبدله بأشياء أخرى مثل : مش فارقة معي ..اللي يصير يصير ..اعمل ما بدالك ..!!
ما علينا ..عيدكم سعيد ..و شتاتنا يدوم و يدوم وكأنه بطاريات دورسيل في الدعاية فقط ..شهداؤنا لا بواكي لهم ..وأقصانا أقصانا من قائمته ..و سوريّة التي تصغر و تكبر ثم تكبر و تصغر كل يوم ؛ تريد مليون عيد لكي تعود إلى حضن سوريّة نفسها ..وعليها قيسوا عراقكم و يمنكم و ليبياكم و ما شئتم من الأمصار التي تبحث عن الوحدة وهي تقتل أبناءها كي يعيش الزعيم ..
كل عام و أنا أكتب لكم ؛ بلا خوف ولا رجفة يد ..متمنيّاً أن أرى عيداً حقيقياً ..لا أن أرى شيئاً هلاميّاً متخفياً في زي العيد.
الدستور