2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

المُتخفّي في زيّ العيد

كامل النصيرات
جو 24 : ككل عيد ؛ سأضحك عليكم و أضحك على نفسي قبلكم ..سأقول لكم بالفم المُغلق قبل المليان : كل عام وأنتم بخير ..تستحقون الفرح وتستحقون أن تنطنطوا كالأطفال بهجةً بتفاصيل العيد ..لأنكم مثلي حتّى اللحظة تبحثون عن العيد في العيد ؛ وعندما لا تجدونه تلبسون أي شيء زيّاً و تسمّونه العيد ؛ وهماً صارخاً كي تقنعوا أطفالكم الحقيقيين أن لهم عيداً كبيراً يجب أن تتوقف فيه كل مراسم العداء و الحزن ..!!
لستُ متشائماً ؛ فالبحر الذي استقبل السوريين مراتٍ و مراتٍ ثمّ انقلب عليهم وسط أمانه لهم ؛ لا يدعو للتشاؤم ..و الفقراء الذين يزدادون مع كل انتكاسة شمس و كل طلعة قمر و كل لمعان نجمة ؛ لا يدعوني ذلك للتشاؤم ..
و المرأة التي تنتظر اليومَ طرقة باب لكي يعطيها (ذابح خاروف) كيلو و نصف لحمة ؛ لا تنتظر إلاّ لكي تقنع عيالها أن العيد أبو الخيرات .. وجابر العثرات ..وحين يصرّ صديقي ماجد القطامي على الادعاء كل عيد بأنه - أي العيد- (كاشف العورات ) فأنا لا أصدقه ..فهذه عورات الناس مستورة ..لا شكوى ولا ألم ولا ما يحزنون ..ماجد كاذب ؛ وكاذب كبير ؛ أكبر من العيد ..فالعورات غير موجودة أصلاً لكي نسترها أو نكشفها ..أصبحنا مجتمعاً يكاد يُلغي العيب و يستبدله بأشياء أخرى مثل : مش فارقة معي ..اللي يصير يصير ..اعمل ما بدالك ..!!
ما علينا ..عيدكم سعيد ..و شتاتنا يدوم و يدوم وكأنه بطاريات دورسيل في الدعاية فقط ..شهداؤنا لا بواكي لهم ..وأقصانا أقصانا من قائمته ..و سوريّة التي تصغر و تكبر ثم تكبر و تصغر كل يوم ؛ تريد مليون عيد لكي تعود إلى حضن سوريّة نفسها ..وعليها قيسوا عراقكم و يمنكم و ليبياكم و ما شئتم من الأمصار التي تبحث عن الوحدة وهي تقتل أبناءها كي يعيش الزعيم ..
كل عام و أنا أكتب لكم ؛ بلا خوف ولا رجفة يد ..متمنيّاً أن أرى عيداً حقيقياً ..لا أن أرى شيئاً هلاميّاً متخفياً في زي العيد.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير