منع من النشر .. باعوا مين واشتروا مين يا مناضلين ؟!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : الظاهرة الصوتية العربية هي مشكلتنا؛ بخاصة حين يكون الموضوع مختلف فيه، فكيف الحال والنضال حين يكون الموضوع بديهيا لا مجال لإنكاره أو الجدال والسجال بشأنه ؟!
بعض الثقافات النضالوية تمتد جذورها الى أصل الجهل حتى لا نقول الظلام، وفي أفضل الأحوال تكون تقليدية ولاحداثة أو حوارا متمدنا فيها، سوى اللجوء الى ما قبل الحداثة والتنوير، واستلال المصطلحات من كنانة الهزيمة العربية، وإمطار المؤسسات العامة والخاصة بسهامها الفائضة عن حاجة الضمير والعقل..
قصة الإستثمار في الجامعة الأردنية ليست جديدة، وجولة واحدة حول الجامعة انطلاقا من مستشفاها الكبير، سواء أكانت بالسيارة أم مشيا على الأقدام، تثبت "للمتسوح وللمتسوق" قبل الباحث في سوق النضالات، أن ثمة مبان كبيرة تحيط بالجامعة الأردنية، تم تدشينها منذ عشرات السنين، فيها محلات تجارية ومطاعم وتعج بالاستثمارات الخاصة، وتدر على الجامعة الأردنية مال، كما هي الحال عند بوابة الجامعة وفي ساحاتها، فهناك أنشطة تجارية تقدم خدمات غير مجانية للطلبة، وبسبب قلة المردود المالي لمثل هذا النشاط الاستثماري قياسا مع موقعه وحجمه، ولسبب آخر وهو ترك الجامعات وحيدة تواجه الأزمات المالية، فكرت الجامعة الأردنية بإعادة تنشيط هذه الاستثمارات على الشكل الذي يوفر مردودا ماليا يكافىء حجم ومكان هذه الاستثمارات، ويتوافق مع رسالة ووجه الجامعة، كمؤسسة أكاديمية تنويرية وطنية، تتمتع بمنظومة من القيم الأردنية التي قد لا تجدها في جامعات غير رسمية..
علينا؛ يخرخ الخارجون ويدخل الداخلون أيضا، و"يسلخون" مواويل كأنها حجارة منجنيقات، يعصفون الكلام كيفما تراءى لهم أو كيفما اتفقوا، ويتناسون حقيقة أكثر وضوحا وسطوعا من أن تتوارى عن الأنظار بسبب حجارتهم.. فالضائقة المالية التي دفعت بالجامعة الأردنية أن تعيد النظر ببرنامج التعليم الموازي والدولي لا تحظى باهتمام ممن كانت وما زالت مهنتهم بيع الكلام، وطلب النجومية، والجامعات الرسمية التي أصبحت تهتم ببرنامج التعليم الموازي، هي كيانات لا يمكنهم رؤيتها حين يتحدثون عن خصخصة للتعليم في الجامعة الأردنية، وكل الذين يتحدثون بلا منطق أو منهجية أو احترام لعقول الناس، يتجاوزون عن مئات المواد الاعلامية التي تمت أرشفتها على "جوجل" وفي ذاكرة الاعلام الأردني، حول وجهة نظر الجامعة الأردنية حين رفعت رسوم البرنامج الموازي والدراسات العليا، ويتغاضون عن حقيقة تفيد بأن الجامعة تنفق من مالها على بعض هذه البرامج دون أن تستعيد ما أنفقت، وكأنها مطلوب منها أن تتحمل أعباء فوق أعبائها !.
على كل وسائل الاعلام المتاحة تتحدث الجامعة الأردنية عن توجهاتها بإعادة تنشيط الاستثمارات الموجودة فيها منذ عشرات السنين، وهو تنشيط تدرسه الجامعة وترفضه تماما إن تعارض مع رسالتها الأكاديمية، وقد التقيت سابقا مع نائب الرئيس لشؤون تطوير الاستثمار في برنامج "الاعلام والشأن العام" تم بثه على أثير الاذاعة الأردنية، ووجهت له أسئلة أكثر عمقا مما يتحدث به بعض "المناضلين"، الذين يعتقدون أن الجامعات وزارات داخلية وخارجية وسفارات أجنبية، فحدثني عن الجوانب الاقتصادية والمردود المالي المنطقي لمثل هذه الاستثمارات التي تقع في جامعة تقع في قلب عمان، ويؤمها يوميا أكثر من 60 ألف إنسان، وكذلك حدثني عن البعد الاجتماعي الرحيم بالطلبة الفقراء، وأهمية هذه الاستثمارات التي تقع في حرم جامعي وعلى أطرافه، ودورها في دعم الرسالة الأكاديمية التنويرية أولا، ثم دعم الطلبة بخاصة الفقراء منهم ومساعدتهم في إتمام دراستهم الجامعية..
من المعيب أن نلقي بالحجارة على صروح علمية أردنية، كانت وما زالت موئلا للعقول الأردنية المستنيرة، وقبلة لكل المؤمنين بأن بناء مستقبل الوطن لا يتم إلا بتوسيع المدارك والعقول وليس بتضخيم النفوس وتغييب الضمير، وهدم منارات العلم وردم ينابيعها بروايات تباع "ببلاش" في سوق النضالات المنكفئة على ذاتها..
ارعووا بوطنكم ومؤسساته وتوقفوا عن طلب النجومية والاستعراض حول نار تضرمونها في قلوب الأردنيين ومؤسساتهم الوطنية، وهم؛ الذين كظموا كل أنواع الغيظ ليبقى الأردن حرا شريفا آمنا مستقرا مستقلا..
ibqaisi@gmail.com
*منع من النشر في صحيفة الدستور
بعض الثقافات النضالوية تمتد جذورها الى أصل الجهل حتى لا نقول الظلام، وفي أفضل الأحوال تكون تقليدية ولاحداثة أو حوارا متمدنا فيها، سوى اللجوء الى ما قبل الحداثة والتنوير، واستلال المصطلحات من كنانة الهزيمة العربية، وإمطار المؤسسات العامة والخاصة بسهامها الفائضة عن حاجة الضمير والعقل..
قصة الإستثمار في الجامعة الأردنية ليست جديدة، وجولة واحدة حول الجامعة انطلاقا من مستشفاها الكبير، سواء أكانت بالسيارة أم مشيا على الأقدام، تثبت "للمتسوح وللمتسوق" قبل الباحث في سوق النضالات، أن ثمة مبان كبيرة تحيط بالجامعة الأردنية، تم تدشينها منذ عشرات السنين، فيها محلات تجارية ومطاعم وتعج بالاستثمارات الخاصة، وتدر على الجامعة الأردنية مال، كما هي الحال عند بوابة الجامعة وفي ساحاتها، فهناك أنشطة تجارية تقدم خدمات غير مجانية للطلبة، وبسبب قلة المردود المالي لمثل هذا النشاط الاستثماري قياسا مع موقعه وحجمه، ولسبب آخر وهو ترك الجامعات وحيدة تواجه الأزمات المالية، فكرت الجامعة الأردنية بإعادة تنشيط هذه الاستثمارات على الشكل الذي يوفر مردودا ماليا يكافىء حجم ومكان هذه الاستثمارات، ويتوافق مع رسالة ووجه الجامعة، كمؤسسة أكاديمية تنويرية وطنية، تتمتع بمنظومة من القيم الأردنية التي قد لا تجدها في جامعات غير رسمية..
علينا؛ يخرخ الخارجون ويدخل الداخلون أيضا، و"يسلخون" مواويل كأنها حجارة منجنيقات، يعصفون الكلام كيفما تراءى لهم أو كيفما اتفقوا، ويتناسون حقيقة أكثر وضوحا وسطوعا من أن تتوارى عن الأنظار بسبب حجارتهم.. فالضائقة المالية التي دفعت بالجامعة الأردنية أن تعيد النظر ببرنامج التعليم الموازي والدولي لا تحظى باهتمام ممن كانت وما زالت مهنتهم بيع الكلام، وطلب النجومية، والجامعات الرسمية التي أصبحت تهتم ببرنامج التعليم الموازي، هي كيانات لا يمكنهم رؤيتها حين يتحدثون عن خصخصة للتعليم في الجامعة الأردنية، وكل الذين يتحدثون بلا منطق أو منهجية أو احترام لعقول الناس، يتجاوزون عن مئات المواد الاعلامية التي تمت أرشفتها على "جوجل" وفي ذاكرة الاعلام الأردني، حول وجهة نظر الجامعة الأردنية حين رفعت رسوم البرنامج الموازي والدراسات العليا، ويتغاضون عن حقيقة تفيد بأن الجامعة تنفق من مالها على بعض هذه البرامج دون أن تستعيد ما أنفقت، وكأنها مطلوب منها أن تتحمل أعباء فوق أعبائها !.
على كل وسائل الاعلام المتاحة تتحدث الجامعة الأردنية عن توجهاتها بإعادة تنشيط الاستثمارات الموجودة فيها منذ عشرات السنين، وهو تنشيط تدرسه الجامعة وترفضه تماما إن تعارض مع رسالتها الأكاديمية، وقد التقيت سابقا مع نائب الرئيس لشؤون تطوير الاستثمار في برنامج "الاعلام والشأن العام" تم بثه على أثير الاذاعة الأردنية، ووجهت له أسئلة أكثر عمقا مما يتحدث به بعض "المناضلين"، الذين يعتقدون أن الجامعات وزارات داخلية وخارجية وسفارات أجنبية، فحدثني عن الجوانب الاقتصادية والمردود المالي المنطقي لمثل هذه الاستثمارات التي تقع في جامعة تقع في قلب عمان، ويؤمها يوميا أكثر من 60 ألف إنسان، وكذلك حدثني عن البعد الاجتماعي الرحيم بالطلبة الفقراء، وأهمية هذه الاستثمارات التي تقع في حرم جامعي وعلى أطرافه، ودورها في دعم الرسالة الأكاديمية التنويرية أولا، ثم دعم الطلبة بخاصة الفقراء منهم ومساعدتهم في إتمام دراستهم الجامعية..
من المعيب أن نلقي بالحجارة على صروح علمية أردنية، كانت وما زالت موئلا للعقول الأردنية المستنيرة، وقبلة لكل المؤمنين بأن بناء مستقبل الوطن لا يتم إلا بتوسيع المدارك والعقول وليس بتضخيم النفوس وتغييب الضمير، وهدم منارات العلم وردم ينابيعها بروايات تباع "ببلاش" في سوق النضالات المنكفئة على ذاتها..
ارعووا بوطنكم ومؤسساته وتوقفوا عن طلب النجومية والاستعراض حول نار تضرمونها في قلوب الأردنيين ومؤسساتهم الوطنية، وهم؛ الذين كظموا كل أنواع الغيظ ليبقى الأردن حرا شريفا آمنا مستقرا مستقلا..
ibqaisi@gmail.com
*منع من النشر في صحيفة الدستور