حكاية مولانا الرئيس و ورقة الخمسين
كامل النصيرات
جو 24 : قرر مولانا فايز الطراونة أن يقوم بجولة سريّة داخل عمان ..يتفقد الشعب و يلمس بنفسه إذا ما كان الشعب الأردني يحبه فعلاً أم يكرهه فعلاً و فعلاً ..! أخذ مرافقاً واحداً معه ونزل لنقول مثلاً وسط البلد ..طبعاً ماشي و الناس مش عارفينو ..و عندما وصل منطقة مزدحمة جداً و حيوية أخرج ورقة الخمسين ديناراً ورماها على الأرض و ابتعد عنها قليلاً بحيث يراقبها من بعيد و يرى بنفسه كيف سيتعامل الناس معها ..؟
كان مولانا الطراونة ينظر إلى مرافقه بضحك عالٍ وهو يقول له : شوف كيف الناس هسا رح تهجم على الخمسين ..! ذهبت دقيقة ..لم يلتقط أحدهم الخمسين ..مرت الدقيقة الثانية و كشرة مولانا بدأت ترتسم على وجهه لأن أحداً لم يطومل و يتناول الخمسين ..!
نظر مولانا إلى مرافقه : اصبر شويّة ..أكيد مش شايفينها .. هسا بتشوف بس ينتبهوا ..! مرّت ربع ساعة ..نصف ساعة ..ساعتين ..خمس ساعات ..و الوضع على ما هو عليه ..وجه مولانا الرئيس يزداد سواداً ..و مرافقه يطمئنه : أكيد في إشي غلط يا باشا ..! و مولانا الرئيس يجيبه : طبعاً طبعاً في إشي غلط ..ولا واحد بحاجة الخمسين ..وين الناس إللي بحاجة التعريفة ..؟ وين إللي مكسور عليهم فواتير كهربا و ميّة ..؟ وين إللي مش قادرين يطعموا ولادهم ..؟ أي حتى الشحادين يمروا عن الخمسين و ما بيتنازلوا يرفعوها عن الأرض ..!! معقول إللي بصير ..؟؟ معقول الناس شبعت ..؟؟ معقول الشعب الأردني صار عنده اكتفاء ذاتي لهاي الدرجة ..؟ .
قال له مرافقه : أنا ما زلتُ أجزم يا باشا أنهم لم يروا ورقة الخمسين ..!! فصاح به مولانا الرئيس : روح عند الخمسين و نبههم أن في الأرض ورقة الخمسين دينار مرة وحدة ..! فهبّ المرافق : أمرك يا باشا ..!
وقف المرافق عن ورقة الخمسين وهو يقول للرائح و الغادي : خمسين دينار على الأرض ..خمسين دينار يا شباب ..خمسين دينار يا صبية ..يا شيخ خمسين دينار ..مشان الله حد يوخذهن عن الأرض ..مشان الله بيضوا وجهنا الله يبيض وجهكم ..! ولم يأبه به أحد ..بل إن أغلبهم كان ينظر إليه و يضرب كفاً بكف و يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..!
رجع المرافق إلى مولانا الرئيس وهما يموتان غيظاً ..و الرئيس يقول : أنا مش مصدّق ..! إلى أن قال له المرافق لد لد يا باشا في واحد بدو يمسك الخمسين ..! تهللت أسارير الرئيس وصاح بالمرافق : صور صور بسرعة ..! التقط أحدهم ورقة الخمسين ..تقدّم بها نحو مولانا الرئيس وقال له : خذ خمسينك يا باشا ..الناس قبل المصاري بدها كرامة ..أعطيهم كرامتهم بتوفر على حالك كل المصاري ..!
Abo_watan@yahoo.com
كان مولانا الطراونة ينظر إلى مرافقه بضحك عالٍ وهو يقول له : شوف كيف الناس هسا رح تهجم على الخمسين ..! ذهبت دقيقة ..لم يلتقط أحدهم الخمسين ..مرت الدقيقة الثانية و كشرة مولانا بدأت ترتسم على وجهه لأن أحداً لم يطومل و يتناول الخمسين ..!
نظر مولانا إلى مرافقه : اصبر شويّة ..أكيد مش شايفينها .. هسا بتشوف بس ينتبهوا ..! مرّت ربع ساعة ..نصف ساعة ..ساعتين ..خمس ساعات ..و الوضع على ما هو عليه ..وجه مولانا الرئيس يزداد سواداً ..و مرافقه يطمئنه : أكيد في إشي غلط يا باشا ..! و مولانا الرئيس يجيبه : طبعاً طبعاً في إشي غلط ..ولا واحد بحاجة الخمسين ..وين الناس إللي بحاجة التعريفة ..؟ وين إللي مكسور عليهم فواتير كهربا و ميّة ..؟ وين إللي مش قادرين يطعموا ولادهم ..؟ أي حتى الشحادين يمروا عن الخمسين و ما بيتنازلوا يرفعوها عن الأرض ..!! معقول إللي بصير ..؟؟ معقول الناس شبعت ..؟؟ معقول الشعب الأردني صار عنده اكتفاء ذاتي لهاي الدرجة ..؟ .
قال له مرافقه : أنا ما زلتُ أجزم يا باشا أنهم لم يروا ورقة الخمسين ..!! فصاح به مولانا الرئيس : روح عند الخمسين و نبههم أن في الأرض ورقة الخمسين دينار مرة وحدة ..! فهبّ المرافق : أمرك يا باشا ..!
وقف المرافق عن ورقة الخمسين وهو يقول للرائح و الغادي : خمسين دينار على الأرض ..خمسين دينار يا شباب ..خمسين دينار يا صبية ..يا شيخ خمسين دينار ..مشان الله حد يوخذهن عن الأرض ..مشان الله بيضوا وجهنا الله يبيض وجهكم ..! ولم يأبه به أحد ..بل إن أغلبهم كان ينظر إليه و يضرب كفاً بكف و يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..!
رجع المرافق إلى مولانا الرئيس وهما يموتان غيظاً ..و الرئيس يقول : أنا مش مصدّق ..! إلى أن قال له المرافق لد لد يا باشا في واحد بدو يمسك الخمسين ..! تهللت أسارير الرئيس وصاح بالمرافق : صور صور بسرعة ..! التقط أحدهم ورقة الخمسين ..تقدّم بها نحو مولانا الرئيس وقال له : خذ خمسينك يا باشا ..الناس قبل المصاري بدها كرامة ..أعطيهم كرامتهم بتوفر على حالك كل المصاري ..!
Abo_watan@yahoo.com