سورية ما من مخرج قريب
فهد الخيطان
جو 24 : قدم المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، تقييما متشائما لمجلس الأمن عن الوضع في سورية. وأقر بأن ليس لديه خطة متكاملة للخروج من المأزق، بل "بضع أفكار" قد تساهم في إيجاد مخرج في المستقبل.
الإبراهيمي دبلوماسي مخضرم وذكي، لكنه واقعي أيضا. ويشترك مع معظم الأطراف الإقليمية والدولية في تقدير صعوبة الموقف في سورية.
الوفد العربي الذي زار موسكو وأنقرة مؤخرا، لم يخلص إلى نتائج من مباحثاته يمكن البناء عليها. أعضاء الوفد خرجوا بانطباع أن القيادة الروسية تبحث عن مخرج للحل في سورية، لكنها غير مستعدة لتكرار التجربة الليبية. والأتراك بددوا قناعة الوفد العربي بشأن الموقف الروسي، وشككوا في النوايا الروسية.
الأوساط السياسية الأميركية منقسمة على نفسها ولا تملك تصورا مشتركا للتعامل مع الأزمة السورية. إدارة الرئيس أوباما منغمسة في الانتخابات، ولن ترفع رأسها قبل حسم السباق الرئاسي. والشيء المؤكد أن فوز أوباما في دورة رئاسية ثانية لا يعني بالضرورة تحولا جذريا في المقاربة الأميركية تجاه الأزمة في سورية.
الرهان الأميركي ما يزال على تحول داخلي في سورية، وفي الطائفة الحاكمة تحديدا، يتمخض عنه تولي شخصية علوية من داخل السلطة مقاليد الحكم لمرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات عامة تؤسس لمرحلة جديدة ومستقرة.
لكن بعد مرور أكثر من سنة ونصف السنة على الثورة في سورية، تبدو فرص ظهور "مخلص" من داخل "السيستم" ضعيفة للغاية.
سورياً، لا تظهر بوادر على قرب الحسم العسكري؛ المعارضة المسلحة ممثلة بالجيش الحر نجحت في حرب استنزاف النظام، لكنها عاجزة عن حسم المعركة. وقوات النظام ما تزال متماسكة بفعل دعم الحلفاء الإقليميين والدوليين، إلا أنها تخفق في بسط سيطرتها على الأرض التي تفقد المزيد منها يوميا، أو في الحد من عمليات ونشاط المعارضة العسكري.
ويضاعف انقسام المعارضة السورية وتعدد مرجعياتها المأزق هناك، ويمنحان النظام هامشا للمناورة والاحتفاظ بدعم الأقليات. واللافت أن حالة الشقاق في أوساط المعارضة تتعمق بعد كل محاولة لتوحيد صفوفها وخطابها.
وحال النظام من الداخل ليس بأحسن من حال المعارضة؛ فهو لم يعد قادرا على الاحتفاظ بنخبته كما كان من قبل، ويفرض على بعض رموزه التاريخيين عزلة تامة، لدرجة أنه لم يسمح للأخضر الإبراهيمي بلقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في دمشق.
جيران سورية منقسمون أيضا، ويتابعون بقلق بالغ تطورات الأزمة وتداعياتها على أمنهم وسلمهم الداخليين.
خذوا الأردن مثلا؛ الأزمة السورية تأخذ حيزا كبيرا من تفكير أصحاب القرار، وسط حالة من التشاؤم بقرب التوصل إلى حل. المسؤولون الأردنيون شرعوا منذ الآن في إعداد الخطط للتعامل مع الأزمة في العام المقبل، وربما لسنوات مقبلة. التحديات الماثلة والمتوقعة تتعدى قضية اللاجئين إلى مسائل أخرى أشد خطورة، وتفاهمات يجري الهمس بها في الغرف المغلقة.
fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)
الإبراهيمي دبلوماسي مخضرم وذكي، لكنه واقعي أيضا. ويشترك مع معظم الأطراف الإقليمية والدولية في تقدير صعوبة الموقف في سورية.
الوفد العربي الذي زار موسكو وأنقرة مؤخرا، لم يخلص إلى نتائج من مباحثاته يمكن البناء عليها. أعضاء الوفد خرجوا بانطباع أن القيادة الروسية تبحث عن مخرج للحل في سورية، لكنها غير مستعدة لتكرار التجربة الليبية. والأتراك بددوا قناعة الوفد العربي بشأن الموقف الروسي، وشككوا في النوايا الروسية.
الأوساط السياسية الأميركية منقسمة على نفسها ولا تملك تصورا مشتركا للتعامل مع الأزمة السورية. إدارة الرئيس أوباما منغمسة في الانتخابات، ولن ترفع رأسها قبل حسم السباق الرئاسي. والشيء المؤكد أن فوز أوباما في دورة رئاسية ثانية لا يعني بالضرورة تحولا جذريا في المقاربة الأميركية تجاه الأزمة في سورية.
الرهان الأميركي ما يزال على تحول داخلي في سورية، وفي الطائفة الحاكمة تحديدا، يتمخض عنه تولي شخصية علوية من داخل السلطة مقاليد الحكم لمرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات عامة تؤسس لمرحلة جديدة ومستقرة.
لكن بعد مرور أكثر من سنة ونصف السنة على الثورة في سورية، تبدو فرص ظهور "مخلص" من داخل "السيستم" ضعيفة للغاية.
سورياً، لا تظهر بوادر على قرب الحسم العسكري؛ المعارضة المسلحة ممثلة بالجيش الحر نجحت في حرب استنزاف النظام، لكنها عاجزة عن حسم المعركة. وقوات النظام ما تزال متماسكة بفعل دعم الحلفاء الإقليميين والدوليين، إلا أنها تخفق في بسط سيطرتها على الأرض التي تفقد المزيد منها يوميا، أو في الحد من عمليات ونشاط المعارضة العسكري.
ويضاعف انقسام المعارضة السورية وتعدد مرجعياتها المأزق هناك، ويمنحان النظام هامشا للمناورة والاحتفاظ بدعم الأقليات. واللافت أن حالة الشقاق في أوساط المعارضة تتعمق بعد كل محاولة لتوحيد صفوفها وخطابها.
وحال النظام من الداخل ليس بأحسن من حال المعارضة؛ فهو لم يعد قادرا على الاحتفاظ بنخبته كما كان من قبل، ويفرض على بعض رموزه التاريخيين عزلة تامة، لدرجة أنه لم يسمح للأخضر الإبراهيمي بلقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في دمشق.
جيران سورية منقسمون أيضا، ويتابعون بقلق بالغ تطورات الأزمة وتداعياتها على أمنهم وسلمهم الداخليين.
خذوا الأردن مثلا؛ الأزمة السورية تأخذ حيزا كبيرا من تفكير أصحاب القرار، وسط حالة من التشاؤم بقرب التوصل إلى حل. المسؤولون الأردنيون شرعوا منذ الآن في إعداد الخطط للتعامل مع الأزمة في العام المقبل، وربما لسنوات مقبلة. التحديات الماثلة والمتوقعة تتعدى قضية اللاجئين إلى مسائل أخرى أشد خطورة، وتفاهمات يجري الهمس بها في الغرف المغلقة.
fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)