jo24_banner
jo24_banner

طوف وشوف

زياد البطاينة
جو 24 : من يطوف على وزاراتنا ومؤسساتنا ودوائرنا يجد البعض منها....اكرر البعض منها قد احاطت نفسها بهاله وبنت جدرانا محميه لايستطيع اختراقها احد ,,فكيف السبيل الى مسؤولها
واليوم بعد ان سمعت من رجل عجوز يقف امام موظف في احدى الدوائر ..صارخا بحدة يقول "شو يعني مسؤول؟؟؟؟المسؤول ابن ناس واحنا اولاد ناس …. انا قاطع الاف الكيلوات تاتقول هذاك المسؤول".

نسيت نفسي ووقفت اكرر شو يعني مسؤول .....حتى نبهني احدهم.

حقيقة اعرف ان الدين يقول (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )واعي ان الحكومات باتت تختار المسؤول بعنايه ودقه من اصحاب الخبره والكفاءه والقدرات امن ذوي الصدور الواسعه والقلوب الحيه والضمائر الصاحية محب وعاشق لمبدا للباب المفتوح والجواب الشافي مراه تعكس حقيقة مافيه من صفات وانساب .

نعم ان القيادات توليها الدوله جل اهتمامها, وتحرص على اختيار الكفات والقدرات في كل مجال حتى بالتعامل ...لان المسؤولية ليست فقط توصيات وقرارات تصدر ولا كتب يذيّلها المسؤول بتوقيعه او ختمه والا فليترك ختمه عند مدير مكتبه ولا هي ميزة تبيحُ للمسؤول الشخط والخبط و التعدي على حقوق الاخرين واحاسيسهم ومشاعرهم او الاختباء وراء الجدران وترك الامور لغيره .

بل هي واجبٌ وطني أخلاقي يحتمُ على صاحب المنصب اين حل واين ارتحل التحلي بالعدل والحكمة والرصانة والترفع عن سفاسف الأمور ومعالجة الطوارىء برويّة وعقلانية وحنكة بعيداً عن الانفعال والعصبية وسوء التقدير, لاسيما وأنَّ الانفعال يحرف العقل عن جادة الصواب وينزلق بالمرء إلى ما لا يليق فيفقده احترامه عند الآخرين ويصغّرهُ في أعينهم ويسقطه في نظرهم. ومتابعه كل صغيرة وكبيرة لاترك الامور للغير

والحقيقة أن مشكلة بعض المسؤولين عندنا وهم كثر هي اعتقادهم أنهم خطوط حمراء لا يجوز لأحد الاقتراب منها او الولوج عليها واختراق مدير المكتب والسكرتيرة والحاجب خطوط حمراء مهما قالت ومهما فعلت ومهما انتهكت وتمادت, وكذلك لفيفهم المخادع المزين لهم سوء الفعل ورداءة القول وقبح التصرف المطبلين والمزمرين ….كما هو شعورهم النخبوي الذي في كثير من الأحيان يكون زائفاً.لأنَّ النخب التي لا تحترم قواعدها ولا تحرص على سلامتها وكرامتها وقيمها ولا تبادلها حتى التحية وتنظر إليها على أنها “ همج ورعاع” هي بلا أدنى شك نخب مريضة مغرورة لا تستحق حبَّ القواعد ولا احترامها .

اذْ ليس من المعقول أن يجلس المسؤول في مكتبه مكتوف الأيدي يشاهد التلفاز او الكاميرا يرى الداخل والخارج فيها والجواب عند مكتبه ((اجتماع .مسافر, معك موعد مسبق ,مشغول , بس ييجي المدير , مش اختصاصي , واخيرا فك عنا .))).... تاركا ما يتعرض له دائرته ومراجعيها من أخطار وأحداث مؤلمة وهو المعني بحمايتهم ورعايتهم وإدارة شؤونهم وشؤون دائرته .
وليس من المنطقي أن يدفعه عارضٌ ما إلى التخلي عن واجبه مهما كان هذا العارض مزعجاً وقاسياً ….فالأمور لا تعالج بإغلاق الأبواب وصم الأذن عن نداءات الناس وإشاحة النظر عن ما يدور في الخارج ,,ولا بتقطيب الحاجبين وسورة الغضب بل على العكس تماماً إن من بديهيات الأمور أن تكون لدى المسؤول رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة لمعالجة أي طارئ كَبُر أم صَغُر وبنفسه , وهذا لا يكون إلا بهدوء الأعصاب وضبط النفس والتحلي بسعة الصدر ورجاحة التفكير. وتبادل وجهات النظر مع المعنيين بالأمر والتشاور مع أصحاب الرأي والخبر
أيها المسؤولون الكرام اود ان اقول لكم انتبهوا لبطاناتكم، وتريثوا في الأخذ بآرائها، واحذروا مكروها لأنها لاتظهر لكم إلا التملق الأبيض وتخفي عنكم الحقيقة تى الاعلام والاخبار التي تتناولكم مدحا او انتقادا يدخل المدح والاطراء ويبقى النقد سجين الادراج حتى لايعكر مزاجك شئ
ومن لايصدق منكم فليخرج من مكتبه وليسأل الناس الجالسين او الذين يغادرون دون نتيجه او الذين والذين .... وعندها سيعرف بعض الخفايا التي هو أحوج مايكون لمعرفتها.

ولستُ انا ممن يؤمنون بسياسة دفن الرأس في الرمال أو الاختباء وراء الإصبع، كاعلامي يفرض علي واجبي ان انبه او اشير لمواقع الخلل بقصد الاصلاح لابقصد النقد والتجريح والتهويش وهذه رساله الاعلامي ولا أحبُّ التمترس وراء الأوهام او الانقياد لمصالح ومكاسب ومنافع وكسب شعبيه رخيصة.

والكثير يعتقد أنّ المداراة هي الأسلوب الأنجع لتحقيق الأمن الاجتماعي والأخلاقي, ولاأصدّق أنّ المحاباة أصبحت أفضل طريق لنيل الرضا وكسب الود. ولا أحبُّ التمترس وراء الأوهام ولا الاستكانة للأحلام، ولا الانصياع إلى أمثلة اخترعها الخنوع وقواها الجهل ونشرتها ألسنة الضعفاء والجبناء، لتتحول عبر الأيام إلى ثقافة سلوكية في المجتمع تؤهل من يمتلكها الصعود على سلم المناصب لدرجة أنها أصبحت في هذا الزمن الذي انقلبت موازينه وتغيرت معاييره تأشيرة دخول إلى أروقة بعض المسؤولين….. لذين يكرهون الصراحة ويمتعضون من قول كلمة الحق، خاصة إذا كانت هذه الكلمة تمسُّ ممارساتهم أو ممارسات بطاناتهم التي لاتسمعهم إلا الكلام المعسول و الديباجة التي ترضي غرورهم وتعوض النقص في نفوسهم (كحاضر سيدي، وأمرك سيدي وافتح الباب وسكر الباب ، ولاتريهم إلا الانحناءات والرجوع إلى الخلف حتى ولو اصطدمت ظهورهم المقوسة بالأبواب الموصدة التي لاتفتح إلا لأمثالهم..... فالنقاش في نظر هؤلاء المسؤولين مضيعة للوقت وفقدان للهيبة وانتقاص من القدر وتفريط بالعظمة التي يحرصون على إظهارها في جلوسهم ومشيتهم ونظرتهم واستقبالهم وحديثهم وسلامهم وربما في نومهم وتنفسهم.

كيف لا وهم في مرآة أنفسهم الأفهم والأقدر والأطهر والأجدر و..و.. أما الآخرون فينقسمون في هذه المرآة إلى أصناف متعددة كلها أقل منهم شأناً وأضعف بياناً وأوهى عزيمة وأفقر ثقافة،.... لذا فإنّهم يرون ان التعالي عليهم والتكبّر والصلف ضرورة يفرضها التميز الذي وهبه إياهم الله دون سائر خلقه.

لماذا كلُّ هذا الغرور؟! ولماذا كل هذه الهالة؟! والعبرة موجودة أمام الجميع فمهما علت الأشجار لن تستطيع بلوغ السماء ومهما طالت الأعمار لابدّ من الفراق،..... ومن ينظر إلى الكرسي الدوار الذي يجلس عليه يعرف أن دوام الحال من المحال، فماأجمل التواضع، وماأجمل أن يتعامل الناس مع بعضهم مسؤولين ورعية باحترام ومودة وصدق وإخلاص........ فبالحب والصدق نبني الوطن، وبالاحترام والإخلاص نصونه من الأمراض الداخلية التي لاتقل فتكاً عن أسلحة الطغاة والإرهابيين أعداء الله والإنسانية.. ويبقى أن نقول: التملق والمحاباة لغة الخونة والجبناء الذين لايؤملون لشيء ولا ينفعون في شيء.. وأصدق الناس أكثرهم احتراماً لنفسه وإعزازاً لها
وتذكروا قول عمر بنعبد العزيز
اذا غاب الاسد عن ماسدته اكلتها الذئاب
pressziad@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير