jo24_banner
jo24_banner

انا اقل منكم حالا ..

زياد البطاينة
جو 24 : ليتني ما سمعت لقولك يافلان وليتني لم اعرفك؛ فمن منّ الله عليه وجب أن يحمده ويشكره "واما بنعمه ربك فحدث"، ولكن ليس غريب فمثلك الكثير من يشكر ولا يحمد.

... أيها القابعون في ابراجكم، كفوا قليلا عن الشكوى والتذمر والكلام، فبعضه قاتل كحد السيف، جارح مؤلم، نشعر وكاننا لم نستفد ابدا من التجربة المرةالتي عشنها وعاشوها ، وان ثمة من لايرانا الا...

لم نعد نريد منكم تصريحات ولا ضبط اسعار ولا أي شيء، نريد منكم فقط الصمت خوفا عليكم و حبا بهيبتكم وهيبه الوطن، كثير من الكلام، فعل جارح لاتمحوه الايام ولا السنون، ابقوا في مكاتبكم، استشعروا الدفء الذي لايتوفر في منازلنا وان صح في منازلكم.

لا لشيء الا لأنكم لم تحصلوا على حصتي وحصة غيري من الكاز او السولار او ربطه الخبز عادي كان او اسمر لمن وصف لهم كعلاج وانتم من وعد بتحسينه وتحسين مستوى معيشه اكلينه، ونسينا ان كلام الليل يمحوه النهار, وكلام المسؤول ما عليه رباط.‏

ففي التاريخ حكايا لايمكن لن يتسع المجال لسردهاو لقصص الثرثرة واللغو وهفوات اللسان التي جرت ويلات ومصائب، وبالتأكيد هفوات الكبير كبيرة، وصمته ابلغ من هذيانه، وأعني بالكبير ذا المكانة في مجتمع ما، أي مجتمع قد تكون المكانة منصبا اداريا او علميا او... المهم انه في مكان، والملاحظ انه في الدول الغربية كان المسؤولون يصمتون طويلا، وبلاغتهم في الايجاز والصمت المريب، لكنهم على ما يبدو من طول تواصلهم مع مهالك الرمال ومحطاتهم الثرثرية تعلموا الا يصمتوا وضاعت الهيبة، وعلى مبدأ: تكلم لاراك، فقد رأيناهم في موجة من الثرثرة المريبة والبالغة الدلالة.‏

ولدينا من يشاركهم الفعل ذاته، وليته بقي صاحبنا الدهر صامتا، ولم يتكلم، فكم من مسؤول في الشأن العام تكن له الاحترام والتقدير، وعلى قول العامة (معبئ كرسيه ولكن فجأة بلا مقدمات تأخذه الحماسة والزهو وينسى تفسه كيف كان ومن اين أتى، ولماذا هو بهذا المكان، بل ويظن انه يرتدي قبعة الاخفاء، يستغبي من يسمعه ويهزأ بفكره وشعوره ووجدانه ويخرج عن صمته، ويتحفنا بما يهز البدن ويثير الريبة، ويجعلنا في حيرة من امرنا, والسؤال الملح والدائم: احقا هكذا يرانا البعض اغبياء الى درجة السذاجة ؟‏

بعضهم وهو في موقع المسؤولية يقسم الايمان انه يشعر بالبرد وابناؤه, لانه لايملك السولار وانه فقير ابن فقير بل اقل من اي واحد منا لاندري لعله ردة فعل او تبرئه لذاته فقد اقسم انه يشعر بالبرد ؟ والمسرول مصدق كيف لا وهو الراعي المسؤول عن اهله والرائد الذي لايكذب اهله .

فكيف لي ان انام ومسؤولنا بردان وجوعان كيف انام واحد المسؤولين يشعر بالبرد ؟ الا يؤنبك ضميرك ؟ الا تشعر انه قد يقصر في عمله غدا ؟ اليس لديك احساس بالاخر... .ياصاحبي ‏ في زمن الالام في زمن الدم المهراق من الفقراء،والانتحار والقتل والهجر والبطاله والاذلال ومن لم يجد اجرة بيته بعد قانون المالكين وقد قالوا الفقير من ليس عنده ابيت ياويه.....هنا يكون الصمت فعل مقدس وواجب، الاستخفاف بمشاعر وعقول الناس امر غير لائق، ماذا يقول هؤلاء الذين ما اخذوا من الوطن الا حفنة تراب واعطوه الدم والروح ؟
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير