احمل ارجيلتك و اتبعني
كامل النصيرات
(1 )
من السخرية أن تكتب وأنت مليءٌ بالقهر ؛ فالقهر وحده من يسيطر عليك الآن ..وأنت منذور منذ الميلاد للقهر ..هو رفيقك و صديقك رغماً عنك ..كم من مرةٍ تخاصمت معه ليتركك ولكنه يدّعي الوفاء و يظل ملاصقاً لك ..أنت لا تريده ؛ فهو القهر ..ولكنه يدّعي أنه الوحيد القادر على إخراجك من القهر ..تخيلوا القهر يريد أن يخرجني من القهر ..يضحك على مين ..؟؟؟ هو الجنّ الذي تلبّسني ..ولا أحد قادر على اخراجه مني ..
( 2 )
كلنا نحمل المقهى الشعبي داخلنا ؛ لأنه جزءٌ من كَبْتِنا المخبوء و الذي نقول فيه ما لا نستطيعُ قولَه حتى في بيوتنا..لأن المقهى هو صاحبُ اللغة المكشوفة و التي تَسْقُطُ عندها كلُّ الألفاظ التي تلفُّ و تدور حول المعنى وقد لا تصل إليه ..!!
قالوا لنا أن رؤوساء الوزرات زمان كانوا يجلسون في المقاهي الشعبية ..أعطوني رئيساً واحداً للوزراء يجلس الآن في مقاهينا ليتأملَ وجوهَنا وأنا أعِدُهُ أن يكون فنجان قهوته على حسابي رغم أنه سيكسرُ ظهري.. وحتى لا يزعل رئيسُ الوزراء سيكون فنجانُ القهوة بكلِّ أنواع الضرائب التي يريدها و يحبها والتي غادر مقهانا الشعبي كي لا نفتح معه موضوعَها..
يرحم أيّام المقهى ..كان يُخرّج مفكرين و سياسيين و مثقفين يقودون البلد ..أما الآن فالمقهى لا يُخرِجُ إلا العاطلين عن العمل و الغرباء في أوطانهم ولا يعرفون حتى قيادة أنفسهم..
يجب إعادة الهيبة للمقهى الشعبي ..ولا يتم ذلك إلا بعد طرد هيفاء وهبي منه و إعادة فيروز إليه
( 3 )
أعتقد بأن الثورات المنتظرة لن تحدث إلا إذا اجتمع الغاضبون و المهمشون في المقهى و اتفقوا على البث الألكتروني ..وهاهي تونس عدت و ليبيا نطت و اليمن قفزت و سوريا يتنط و تعدي و تقفز آجلا أم عاجلاً و ما زالت تتوالى علينا بالأخبار ..!
أشتاق للخربشة على الورق من جديد ..كنت أجعلك الورقة التي لا تحمل فكرتي بشكل صحيح أو كما أريدها ..أما الآن فالكيبورد لا يجعلك إلا مزاجياً و الدليت جاهزة لإلغاء أي فكرة ولكن بلا حميمية و طقس إبداعي يقودك للإبداع أكثر..
abo_watan@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على 
