تخريب وإهدار للفرص..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : في حديثه مع نخب ووجهاء محافظة الزرقاء، كانت صراحة وشفافية جلالة الملك عبدالله الثاني تسيطر على اللقاء، ومن بين أهم ما سمعته من خطب وكلمات ولقاءات وتصريحات جلالته، تلك الفكرة المتعلقة بإهدار الفرص، حيث أهدرنا الكثير منها مرة من خلال مواقفنا السياسية «المجانية»، ومرات من خلال المناكفات والعبث وإلقاء الكلام جزافا دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه وطن..
كتبنا غير مرة حول ما يمكن تسميته «أخطاء استراتيجية» ترتكبها الديبلوماسية الأردنية، خلافا لكل الجهود التي يقوم بها الملك عبدالله الثاني، وكتبنا كذلك عن تلك «الفزعات» العاطفية المبنية على مراهقات سياسية، ومناكفات بين خصوم، حصد الشعب والوطن الشوك منها، وأعتقد بأن بعض هؤلاء الذين أصبحت الإثارة والمناكفة مهنتهم لم يسمعوا أو يقرأوا ما قاله الملك خلال لقائه مع وجهاء ونخب محافظة الزرقاء قبل أيام..
تحدث جلالته بشكل واضح وجريء حول بعض الذين يحبطون ويقتلون الفرص الأردنية، خصوصا تلك المتعلقة بالدعم الدولي للأردن، ونحن نعلم أنه ثمة جهات محلية تعمل على تصيد الفرص الخارجية، التي تقدمها منظمات وجهات دولية، بل إن نفرا منهم ينشغلون بتقديم دراسات وأفكار لجهات خارجية يطلبون منها الدعم لتطبيقها في الأردن، ويكون المراد من كل هذا «الحصول على بعض المال»، ولا يأبهون بتنفيذ تلك المشروعات التي نالوا الدعم المالي لتنفيذها، فيسرقون المال، ولا يأبهون بأهمية رأي أفكار والمشروعات التي نالوا الدعم على أساسها من تلك الجهات الدولية التي جهدت لتقديم الدعم أو تأمينه من المجتمع الدولي، ولا يعيرون اهتماما بالانطباع السيء الذي تركوه لديها، ولا يهمهم كثيرا رأي تلك الجهات بدعم الأردن في المستقبل، فهم لا يعتبرون بأنهم قدموا انطباعا سيئا لدى تلك الجهات حول فساد النخبة في الأردن، وغياب النزاهة والشفافية والقانون والمؤسسية..
وحول المؤتمر الذي سيعقد الشهر القادم في بريطانيا، والذي تحدث عنه جلالة الملك في اللقاء مع أهل الزرقاء، باعتباره مؤتمرا مهما قد تتمخض عنه فرص كبيرة ونادرة لدعم الأردن، بتخفيف مديونيته الخارجية ، ومساعدته بشأن الاستنزاف الكبير، المتأتي من استضافة الأردن لهذا العدد من اللاجئين السوريين وغيرهم، جرى لقاء أمس الأول جمع جهات أردنية حكومية مع رئيس الحكومة البريطانية بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وهو باعتقادي لقاء على درجة عالية من الأهمية، خصوصا والمؤتمر سيعقد في بريطانيا، لكن ما الذي جرى حول خبر هذا اللقاء؟
تفتحت قرائح «مريضة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبطرفة عين، أصبح بعضهم مختص في الدستور وتفسيره هذه المرة، ويناقشون دستورية «الخبر الصحفي» وواجبات الملك والملكة والوزراء الدستورية، ولم أتابع كثيرا لأنني بالتأكيد سوف أجد للخبر علاقة بصلاة الغائب، وبنظرية بور الذرية، ونظرية الكوانتم أيضا، وبمقدار الزاوية بين ذرتي الهيدروجين في جزيء الماء، ويتجاهل هؤلاء، الدخلاء على كل منطق وعلم بأنهم يمثلون واحدة من ميكروبات «التعفن» في الخطاب الإصلاحي .. وهم آخر من يحق لهم التحدث عن الشأن الأردني والنزاهة والشفافية والأخلاق والقانون، فكل ذرة من أجسادهم نبتت من حرام واعتداء على حقوق الآخرين، وعلى خلفية خبر صحفي تنادوا «مصلحين» ألاّ يدخل الجنة غير «الدستوريين» من أشباه هذه الطغمة.. التي يجب أن تنشط وزارة السياحة وليس غيرها، بتعقيم المنابر الأردنية وحماية الأذن والعين النقية من هذا الوباء الميكروبي المتأصل..
الطامة الكبرى تكمن في ظاهرة أردنية غريبة عجيبة، تستعصي على الفهم، وهي متعلقة بفئة من سحيجة مهنتهم تكريس الغباء، سرعان ما يصبحون جيشا الكترونيا يلتف حول فاسد قرر أن يكافح الفساد، أو عميل دخيل على الأخلاق يحذرنا شر الانقياد ..
هؤلاء هم المخربون الفعليون الذين يقتلون الفرص ويعيقون مسيرة التطوير والتغيير والإصلاح..
حمى الله الناس والوطن من سلوكهم الجرثومي الخبيث.
ibqaisi@gmail.com
الدستور
كتبنا غير مرة حول ما يمكن تسميته «أخطاء استراتيجية» ترتكبها الديبلوماسية الأردنية، خلافا لكل الجهود التي يقوم بها الملك عبدالله الثاني، وكتبنا كذلك عن تلك «الفزعات» العاطفية المبنية على مراهقات سياسية، ومناكفات بين خصوم، حصد الشعب والوطن الشوك منها، وأعتقد بأن بعض هؤلاء الذين أصبحت الإثارة والمناكفة مهنتهم لم يسمعوا أو يقرأوا ما قاله الملك خلال لقائه مع وجهاء ونخب محافظة الزرقاء قبل أيام..
تحدث جلالته بشكل واضح وجريء حول بعض الذين يحبطون ويقتلون الفرص الأردنية، خصوصا تلك المتعلقة بالدعم الدولي للأردن، ونحن نعلم أنه ثمة جهات محلية تعمل على تصيد الفرص الخارجية، التي تقدمها منظمات وجهات دولية، بل إن نفرا منهم ينشغلون بتقديم دراسات وأفكار لجهات خارجية يطلبون منها الدعم لتطبيقها في الأردن، ويكون المراد من كل هذا «الحصول على بعض المال»، ولا يأبهون بتنفيذ تلك المشروعات التي نالوا الدعم المالي لتنفيذها، فيسرقون المال، ولا يأبهون بأهمية رأي أفكار والمشروعات التي نالوا الدعم على أساسها من تلك الجهات الدولية التي جهدت لتقديم الدعم أو تأمينه من المجتمع الدولي، ولا يعيرون اهتماما بالانطباع السيء الذي تركوه لديها، ولا يهمهم كثيرا رأي تلك الجهات بدعم الأردن في المستقبل، فهم لا يعتبرون بأنهم قدموا انطباعا سيئا لدى تلك الجهات حول فساد النخبة في الأردن، وغياب النزاهة والشفافية والقانون والمؤسسية..
وحول المؤتمر الذي سيعقد الشهر القادم في بريطانيا، والذي تحدث عنه جلالة الملك في اللقاء مع أهل الزرقاء، باعتباره مؤتمرا مهما قد تتمخض عنه فرص كبيرة ونادرة لدعم الأردن، بتخفيف مديونيته الخارجية ، ومساعدته بشأن الاستنزاف الكبير، المتأتي من استضافة الأردن لهذا العدد من اللاجئين السوريين وغيرهم، جرى لقاء أمس الأول جمع جهات أردنية حكومية مع رئيس الحكومة البريطانية بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وهو باعتقادي لقاء على درجة عالية من الأهمية، خصوصا والمؤتمر سيعقد في بريطانيا، لكن ما الذي جرى حول خبر هذا اللقاء؟
تفتحت قرائح «مريضة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبطرفة عين، أصبح بعضهم مختص في الدستور وتفسيره هذه المرة، ويناقشون دستورية «الخبر الصحفي» وواجبات الملك والملكة والوزراء الدستورية، ولم أتابع كثيرا لأنني بالتأكيد سوف أجد للخبر علاقة بصلاة الغائب، وبنظرية بور الذرية، ونظرية الكوانتم أيضا، وبمقدار الزاوية بين ذرتي الهيدروجين في جزيء الماء، ويتجاهل هؤلاء، الدخلاء على كل منطق وعلم بأنهم يمثلون واحدة من ميكروبات «التعفن» في الخطاب الإصلاحي .. وهم آخر من يحق لهم التحدث عن الشأن الأردني والنزاهة والشفافية والأخلاق والقانون، فكل ذرة من أجسادهم نبتت من حرام واعتداء على حقوق الآخرين، وعلى خلفية خبر صحفي تنادوا «مصلحين» ألاّ يدخل الجنة غير «الدستوريين» من أشباه هذه الطغمة.. التي يجب أن تنشط وزارة السياحة وليس غيرها، بتعقيم المنابر الأردنية وحماية الأذن والعين النقية من هذا الوباء الميكروبي المتأصل..
الطامة الكبرى تكمن في ظاهرة أردنية غريبة عجيبة، تستعصي على الفهم، وهي متعلقة بفئة من سحيجة مهنتهم تكريس الغباء، سرعان ما يصبحون جيشا الكترونيا يلتف حول فاسد قرر أن يكافح الفساد، أو عميل دخيل على الأخلاق يحذرنا شر الانقياد ..
هؤلاء هم المخربون الفعليون الذين يقتلون الفرص ويعيقون مسيرة التطوير والتغيير والإصلاح..
حمى الله الناس والوطن من سلوكهم الجرثومي الخبيث.
ibqaisi@gmail.com
الدستور