إيلان الاردني
صورة الثلج في أحلامنا ناصعة البياض ... صورته ان تستيقظ صباحاً وترى الارض بيضاء كعروس في حفلتها ...
نتجهز لها من إعداد الكريك والكفوف وبعض اكياس البلاستيك لمنع تسرب الماء الى أطرافنا لنبدأ بعدها رحلة القفز واللعب محاولين الوصول الى مناطق لم يصلها احد لنرسم عليها الأشكال من مربعات ومثلثات.
لكن ثم ّاطفال ليس لهم من هذا نصيب، مربعاتهم ومثلثاتهم برد وجوع ينخر العظم كزوايا المثلث.
صورة هذا ال إيلان الاْردني بائع دفاتر الرسم على دوار صويلح لم تكن بحاجة الى شواطئ تركيا لتجرفه ولم تكن بحاجة لفصائل لتقاتل.
أيلان السوري مات ولم يتجرع ويرى منظر جثته المسجاه على الشواطئ التركية تاركا لنا هذا المنظر المؤلم ويرحل بعدها.
أيلان الاْردني هنا بيننا وعلى دواوير عاصمتنا ما عدا الدوار الرابع الذي ينعم بالتدفئة تحت البلاط وفوقه.
أيلان الأردني صورة يعيشها بنفسه وينتقل من هنا وهناك لنعيشها معه ليقول لنا : كم هي قلوبنا قاسية!!
أيلان الأردني سيكبر وسيكبر وسيبقى يتذكر هذا البرد... سيرسمه كل ليلة من هذه الليالي الباردة...... برد العظم لا ينسى.
مع كل هذا الظلم الذي يتعرض له هذا الطفل ومع هذا البرد لم ينسى عزة نفسه .. لم يقبل الخمسة دنانير بدون مقابل ...
عزة نفس وامانة لم يتعلموها حملة شهادات الدكتوراة من السوربون وهارفاد وستانفورد عندما قبلوا ان يأخذوا ويسرقوا دفا وعفا هذا الطفل بدون وجهة حق.
