سوسن تعتمر وتنشر صورها (للتلييك)
ابراهيم قبيلات
جو 24 : منذ خروجها من البيت وحتى عودتها من مكة المكرمة تحرص سوسن على نشر عشرات الصور الشخصية، إلى جانب شريط أدعية وطلبات بالمغفرة ودخول الجنة، فيما يواصل أصدقاؤها نشاطها بـ"التلييك" أو التعليق على الصورة.
سوسن ليست نشازاً في المشهد السابق، فهناك الكثير ممن زاروا بيت الله الحرام هذه الأيام، أهدوا عمرتهم لوجه "الفيسبك" مجاناً.
جولة سريعة على صفحات بعض المعتمرين تدرك فيها كامل تفاصيل طقس المعتمرين السياحي التي تمكنوا فيها من حصد مئات اللايكات.
أنت خلال جلوسك في غرفة نومك تشاهد ما طاب لك من أطايب التلفاز ستشارك فزعة (التلييك) ولن تبخل على سوسن.
بالمقابل، هناك آخرون أدوا نافلتهم من دون ضجيج "فيسبكي"، في ترجمة حقيقية لمعنى العبادة وروحها الهادئ والصامت والبعيد عن ضجيج الدنيا.
ما الفرق بين معتمر كلما صلى أو زار أو طاف "صلخنا" صورة تَقْطُر إيماناً، وآخر يظهر بكامل أناقته على شاشات التلفزة كلما قدم حِراما أو صوبة أو لتر كاز لعائلة مستورة؟ ولن يكتفي بذلك بل فضح المستورين بان صورهم وهم يمدون أيديهم إليه.
هنا لا نتحدث عن النيات، بل نتحدث عن ظاهر السلوك الإنساني من منطلق أن العبادة لغة بين المرء وربه.
في الواقع، تقدم سلوكيات معتمرين وخاصة من الجيل الشاب صورة مكثفة عن واقع المجتمعات العربية وليس الأردني وحسب.
لقد وصل أمر الفيسبوك ومشاركة العالم به أن احد الأعضاء الشباب في وفد المعارضة السورية ممن التقوا بالرئيس التركي طيب رجب اردوغان راح يصور (سيلفي) مع أردوغان خلال المباحثات وقبل أن تعرف وسائل الاعلام ما جرى في المباحثات كانت صورته السيلفي مع السلطان قد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
هي لوثة جماعية أصبنا بها جميعا. نشارك خلالها طقوسنا الخاصة جدا في حفل تأميم جماعي عام لما هو خاص جدا.
لا شيء أدعى للطمأنينة في الإيمان أكثر من التوحد مع الذات بصمت .. الإيمان رديف لمعنى السكينة فأين (تلييكات) الفيسبوك وصوره من كل ذلك.
نيسان
سوسن ليست نشازاً في المشهد السابق، فهناك الكثير ممن زاروا بيت الله الحرام هذه الأيام، أهدوا عمرتهم لوجه "الفيسبك" مجاناً.
جولة سريعة على صفحات بعض المعتمرين تدرك فيها كامل تفاصيل طقس المعتمرين السياحي التي تمكنوا فيها من حصد مئات اللايكات.
أنت خلال جلوسك في غرفة نومك تشاهد ما طاب لك من أطايب التلفاز ستشارك فزعة (التلييك) ولن تبخل على سوسن.
بالمقابل، هناك آخرون أدوا نافلتهم من دون ضجيج "فيسبكي"، في ترجمة حقيقية لمعنى العبادة وروحها الهادئ والصامت والبعيد عن ضجيج الدنيا.
ما الفرق بين معتمر كلما صلى أو زار أو طاف "صلخنا" صورة تَقْطُر إيماناً، وآخر يظهر بكامل أناقته على شاشات التلفزة كلما قدم حِراما أو صوبة أو لتر كاز لعائلة مستورة؟ ولن يكتفي بذلك بل فضح المستورين بان صورهم وهم يمدون أيديهم إليه.
هنا لا نتحدث عن النيات، بل نتحدث عن ظاهر السلوك الإنساني من منطلق أن العبادة لغة بين المرء وربه.
في الواقع، تقدم سلوكيات معتمرين وخاصة من الجيل الشاب صورة مكثفة عن واقع المجتمعات العربية وليس الأردني وحسب.
لقد وصل أمر الفيسبوك ومشاركة العالم به أن احد الأعضاء الشباب في وفد المعارضة السورية ممن التقوا بالرئيس التركي طيب رجب اردوغان راح يصور (سيلفي) مع أردوغان خلال المباحثات وقبل أن تعرف وسائل الاعلام ما جرى في المباحثات كانت صورته السيلفي مع السلطان قد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
هي لوثة جماعية أصبنا بها جميعا. نشارك خلالها طقوسنا الخاصة جدا في حفل تأميم جماعي عام لما هو خاص جدا.
لا شيء أدعى للطمأنينة في الإيمان أكثر من التوحد مع الذات بصمت .. الإيمان رديف لمعنى السكينة فأين (تلييكات) الفيسبوك وصوره من كل ذلك.
نيسان