مرتزقة المحاصصة.. ألا نركل مؤخراتهم!
يجتهد مرتزقة المحاصصة والحقوق المنقوصة في تعبيد الطريق لرئاسة السلطة التشريعية في المملكة أمام النائب أحمد الصفدي، باعتبار أن الشرق أردنيين يضعون يدهم على باقي السلطات.
الرسالة المراد إيصالها، المضمَّنة في كتابات بعض مرتزقة شارع الصحافة، تكشف خواء فكرياً يسيطر على مجمل أدائهم، ويوسّع الشرخ بين الأردنيين وفق "مقاربة أصولية"، تنسف فكرة الدولة من جذورها، وتعود بنا – وطناً وشعباً – إلى خانة الصفر.
محور تصورات هؤلاء يستند إلى القول بأن "المكون الغرب أردني" يتطلع إلى "حصته" في السلطة التشريعية، بعد أن استحوذ شمال البلاد وجنوبها على مجمل كراسي السلطة، ويساق هذا "التسطيح" في باب "غياب العدالة الاجتماعية" و"وقوع الظلم" على أشقاء الروح – وفق فهمنا – ممن تعود أصولهم إلى فلسطين الحبيبة، أما أبناء القرى والبادية والأطراف فإنهم في دعة وسرور.
من التجني بمكان اعتبار "الشرق أردنيين" أصحاب سلطة ووجاهة رسمية، فيما أشقاؤهم "الغرب أردنيين" يعانون الحرمان والتغييب، وذلك استناداً لاعتبارات متعلقة بـ "دفء الجيوب".
التسطيح يستدعي التساؤل عن وجود الشقيقين المخضرمين والصديقين للأردنيين كافة خليل وخميس عطية في غرفة التشريع لمرات متتالية، إلا يفضح هذا "مرتزقة المحاصصة"؟.
جولة قصيرة في نواحي البلاد كافية ليخرج صاحبها برئتين ممتلئتين فقراً، وكأنه في أحد أزقة مخيم جرش، وهذا مدعاة - ابتداء - للتفكير بهكذا طروحات، وأيضاً كفيل بشحذ الهمم لركل مؤخرات "مرتزقة المحاصصة"، لصالح التمسك بـ "حقوق المواطنة" وتطبيقات "القانون" وسيادة مؤسسات الدولة، التي تشكل "القوام الشرعي" لـ "العدالة الاجتماعية".
"عدالة" تنجينا إلى بر المواطنة الكاملة، وتبدد دلالة "الرعايا" المقيتة والراسخة في وجداننا جميعاً، وبما يعيد "العطايا" و"المكارم" إلى أصلها بوصفها "حقاً أصيلاً"، وهو ما بذلنا لأجله في ربيعنا الأردني، وصدحت به حناجر أبناء المحافظات والاطراف والمخيمات، فيما التزم "مرتزقة المحاصصة" الصمت، ولاذوا به منجاة من عسف السلطة.
لا شك هناك من يصل الليل بالنهار من أجل قوت أبنائه، وفي المقابل هناك من يحيك في ظلمة الليل لمأسسة "الارتزاق" تحت مظلة "المحاصصة"، زاعماً أنه "القول الحق" وهو "ألد الأعداء".
اليوم، الهوية الوطنية الجامعة، التي ناضلت الحركة الوطنية الأردنية لترسيخ قيمها منذ تأسيس الإمارة، على المحك، وفي المشهد أيضاً "أبطال المحاصصة" و"نخبة السلطة"، فيما يقضي المستقبل الوطني نحبه دون أن نحرك ساكناً.
ندرك جميعا مشروع "نخبة السلطة"، الساعي إلى اقصائنا، كما نفهم على ذات درجة الأهمية دور "مرتزقة المحاصصة"، فيما نحن الشعب (بالشدة والضمة) نلوذ بألمنا وصمتنا حرصا على حمانا الوطني، وقد آنت لحظة العمل.-(نيسان نيوز)