jo24_banner
jo24_banner

راكان السعايدة.. الفرصة مواتية للإنقاذ

ابراهيم قبيلات
جو 24 :
نختار رؤية وبرنامج الزميل راكان السعايدة، مرشح نقيب الصحافيين لأننا نسعى لإيقاظ النقابي الغافي فينا، فيثور على نمطية انتخابية اعتاشت لعقود طويلة على اصطفافات عامودية وأفقية، أدخلت نقابتنا في أنفاق متعددة، وتحتاج اليوم لرغبة حقيقية لانتشالها من عمق الجرف ووضعها على سطح الأرض.

يدرك الزملاء الصحافيون أن أيادي كثيرة اختطفت النقابة من سياقها، وأبعدتها عن مرتكزاتها ورؤيتها بعد أن ضمنت استلابها، وانخراطها في تفاصيل هامشية بدلاً من الاشتباك في العناوين الوطنية وقضايا منتسبيها، في تأكيد على غياب الرؤية النقابية في عقلها والاستعاضة عنها بالشللية والعصبوية والعشائرية والإقليمية، فنسيت تماما دورها، وراحت تدمي قلوبنا وأقدامنا بعد أن مشّتنا على حواف السيف.

نؤمن بأن النقيب تعبير حقيقي عن ناخبيه من الهيئة العامة، وأنه جزء مهم من مجلس يتمسك بعضه بالتغيير الإيجابي لكنس الغبار عن ملفات لا تزال تعصف بالزملاء وتهدد استقرارهم، لكن ذلك لا يقوم بمجرد توفر رغبتنا وطموحنا بل يحتاج لتشكيل مناخ ناضج، وإرادة صلبة، بإطار برامجي محدد الأهداف والغايات، لا عناوين فضفاضة ستنقشع عند أول زوبعة قادمة، وستعيد استحضار أسباب الفشل ذاته لثلاثة أعوام قادمة.

اليوم، نعوّل على زميلنا راكان السعايدة وبعض من زملائه في التأسيس لمشهد نقابي مختلف، وينسجم وتطلعات الزملاء في إنتاج رافعة نقابية وطنية، تضع حداً لصراخنا وتذمرنا الدائمين، بعد أن تتكفل بنزع أسباب الشك بالعمل المؤسسي البعيد عن نمطية الأمس ومنطلقاته.

يكفي أن المحددات لعلاقة الزميل السعايدة بزملائه تنطلق من الاتفاق على رؤية برامجية واضحة وضعت على طاولتهم من دون تكلف أو مغالاة، في تأكيد منه على أن العمل النقابي لا يسنده إلى عقل جمعي بارد يؤمن بالتشاركية ويرفض الإقصاء بغية تحقيق سلة من الطموحات والإنجازات وجعلها شواهد دامغة على أرض الواقع.

يتفق الجميع في نقابة الصحافيين على جملة من الأسباب التي جعلتهم غرباء عن نقابتهم، فلا يزورونها إلى خشية الترحيل من سجل الممارسين إلى غير الممارسين؛ لأسباب تعود في مجملها لدفع الاشتراكات النقابية، لكنهم مدعوون للتفكير بصوت عال في أسباب ومناخات نجاحها، كمؤسسة وطنية تنويرية قيمية، تحتاج عقول الزملاء ومواقفعهم لا انفعالاتهم وعواطفهم.

في الحقيقة، لا نود أن نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى نقابتنا تغرق في الرمال حتى رأسها، نريد أن نقدم ما يسعفها ويسعفنا في تكثيف العمل النقابي وأدواته لمواجهة حالة التردي والخذلان التي كبّلت النقابة منذ اعتلت ظهرها الفزعة "الشللية" والرغائبية، بعناوينها الصغيرة.

وحتى لا نغرق في جلد أنفسنا، صحيح ان الحالة العشائرية والمناطقية والإقليمة حاضرة في المشهد الانتخابي النقابي، وصحيح أيضاً أنه تعبير فاضح عن بؤس النقابة وغياب رؤيتها ونضج طرحها، لكنه نتيجة طبيعية لعمل مؤسسي انفرد بنا سنوات كثيرة، وجعلنا أسرى ورهائن اصطفافات فوضوية، كرّست الظلمة ومبدأ الفزعة فينا.

اليوم، نحن أمام اختبار صعب، فإما أن نكتفى بمتعة الفرجة انقياداً لأحقادنا وغرائزنا، فتواصل نقابتنا حالة الانهيار أو نقول بملء الفم: يكفي، نريد أن نكون ذاتنا بهدوء، ونريد أيضاً أن نتحصّن بقيمة التغيير ونؤمن بها باعتبارها طريقنا الوحيد للنجاة.
تابعو الأردن 24 على google news