الى متى سيستمر تغييب الشراكسة عن الواقع؟
محمد عودة
جو 24 : انتشرت في الفترة الاخيرة على صفحات النشطاء الشركس اخباراً تفيد أن روسيا تقوم بعمليات طرد و تهجير جماعية لشراكسة تركيا في روسيا و تحديداً في جمهورية كاباردينو بلكاريا لإنتهاكهم قانون الهجرة و الإقامة في روسيا. طبعاً هذا الخبر كغيره حظي بتغطية إعلامية واسعة شابها الكثير من الكذب و التهويل من قبل مجموعة معينة يعرفها الجميع و يعرفون مدى حبهم للإصطياد في الماء العكر.
فوفقاً للبيانات الرسمية لدائرة الهجرة في قبردينو بلقاريا، فإن هؤلاء المواطنين الأتراك "الثمانية عشر" قد انتهكوا قوانين الهجرة و الإقامة الروسية، حيث قاموا بإعطاء معلومات غير صحيحة و مضللة حول مكان إقامتهم. ولذلك، سوف تلغى إقاماتهم و إحتمال ان يتم ترحيلهم إلى بلدهم تركيا إن لم يصوبوا أوضاعهم . من وجهة نظر دائرة الهجرة ، شراكسة تركيا هم مواطنون أجانب كغيرهم من حاملي الجنسيات الاخرى ، على سبيل المثال كمواطني أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، و حتى كالروس الذين بقوا في جمهوريات الاتحاد السوفييتي عقب انهياره، كلهم اجانب و كلهم يحملون جوازات سفر اجنبية و يعاملون سواسية حسب القانون الروسي الخاص بالأجانب.
و لكن و منذ اللحظة الأولى من بدء الإجراءات القانونية لإلغاء اقامات هؤلاء الشركس،كانت المنظمة العالمية الشركسية (نالتشيك، قبردينو بلقاريا) في قلب الحدث و تعمل على قدم و ساق، فباشرت فوراً بالتواصل مع المحامين، و مع مكتب رئيس الجمهورية و مع مدير إدارة الهجرة والاقامة للتوصل لحلول قانونية و إنسانية لهذه المشكلة. فوفقاً لما قاله لي شخصياً رئيس المنظمة سوخروكوف. أن "الوضع العام تحت السيطرة وهناك إشارات إيجابية تؤكد على حل المشكلة قريباً و إعادة كل شيء على ما كان عليه ."
ومع ذلك، و مع كل هذا الجهد الجبار الذي بذلته الجمعية الشركسية في نالتشيك لحل المشكلة بشكل هادئ و عقلاني و من دون أية ضجة و نفخ للعضلات، كان على الجهة الاخرى عدد ممن يسمون أنفسهم بالقوميين الشركس في تركيا والأردن، و بدعم مباشر من مؤسسة جيمس تاون قاموا بنشر الاكاذيب لتضليل الرأي العام الشركسي، و هم أصلاً لم يكونوا على معرفة تامة و إطلاع كامل على حيثيات هذه القضية، و رغبة منهم في كسب الوقت لتأجيج مشاعر الشركس ضد روسيا، شرعوا في نشر الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي و على المواقع التي تعنى بالشأن الشركسي أن "موسكو تقوم بعمليات طرد و تهجير جماعية لشراكسة تركيا في روسيا، " و أن أحداث عام 1864من قتل و تهجير تعيد نفسها الأن" و بأن روسيا تنتقم لنفسها من تركيا على حساب الشركس بعد ان أسقطت الاخيرة طائرتها فوق الاراضي السورية و قتلت قائدها، "طبعاً هذه رواية الصحفي الامريكي بول غوبل و سكرتيره عادل بشقوي".
http://circassiatimesarabic.blogspot.com/2016/01/blog-post_14.html
نحن نفهم أن هدف هذه المجموعة من كل هذه الضجة و الضوضاء هو تصوير روسيا كعدو لدود يتربص بمجتمعات الشتات الشركسية، و أيضاً سعيها لإظهار نفسها كمدافع رئيسي و شرس لحقوق الشركس، هذا ليس صحيحاً. أولاً، مسألة الترحيل لم تحسم بعد، مع انه من الواضح تماماً ان المواطنين الأتراك قد خالفوا فعلاً قوانين الهجرة و الإقامة في روسيا، وينبغي عليهم أن يحاكموا على ذلك وفقاً للوائح القانونية. ثانياً، لا يمكن أن يسمى هذا الحدث "بالترحيل الجماعي" اعتقال 18 شخصاً من الجنسية التركية لمخالفتهم قوانين الهجرة، تبين لاحقاً ان سبعة أشخاص منهم هم من ذوي أصول قوقازية, هذا لا يمنح الحق لأي شخص أياً كانت قوميته و اصوله أن ينتهك سياسة و قوانين الدولة المضيفة، وبالتأكيد مقارنة هذا الحدث البسيط و الذي يحصل و يتكرر مئات المرات كل يوم في كل بقاع الارض و ربطه مع أحداث 1864 اعتبره غباءً من بعض الأشخاص و خبثاً و مكراً من اخرين "كلمة حق أرادوا بها باطل".
بوجهة نظري الشخصية هناك بالفعل اخطاء فردية تم ارتكابها بحق المواطنين الأتراك من بعض المسؤولين المحليين في نالتشيك كان بالإمكان تفاديها، و لكنها لم و لن تكن أبداً سياسة ممنهجة للدولة الروسية تجاه الشركس، كما يحاول السكرتير عادل بشقوي تصويرها للمجتمع الشركسي.
وأعتقد أن من يسمون أنفسهم "بالمدافعين عن حقوق الشركس" هم المستفيدون الوحيدون من نشر مثل هذه التفاهات و الاكاذيب داخل المجتمعات الشركسية في الشتات لتغييب الصورة الحقيقية عنهم لحقيقة ما يجري على أرض الواقع في القوقاز. هم الأن أظهروا وجههم الحقيقي، و يتوجب علينا من اليوم عدم الإنجرار خلف أكاذيبهم، لأنهم ببساطة يلعبون لعبة قذرة و غير محمودة العواقب ضد الشعب الشركسي بأكمله.
و لكن أيضاً هناك ناحية إيجابية في هذه القصة, آلا و هي الإجراءات الفورية التي اتخذتها الجمعية الشركسية العالمية، و منعها على الفور قرار ترحيل الشراكسة لتركيا، هذه المنظمة أثبتت مرة أخرى أنه لا يوجد بديل عملي لها. فإنشاء هياكل مماثلة في تركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لن يأتي بشيء جديد و مفيد لشراكسة الشتات، لأن الوطن التاريخي للشراكسة يقع في شمال القوقاز، وهناك فقط يجب أن تعمل المنظمة الشركسية العالمية سواء أحببنا ذلك أم لا.
فوفقاً للبيانات الرسمية لدائرة الهجرة في قبردينو بلقاريا، فإن هؤلاء المواطنين الأتراك "الثمانية عشر" قد انتهكوا قوانين الهجرة و الإقامة الروسية، حيث قاموا بإعطاء معلومات غير صحيحة و مضللة حول مكان إقامتهم. ولذلك، سوف تلغى إقاماتهم و إحتمال ان يتم ترحيلهم إلى بلدهم تركيا إن لم يصوبوا أوضاعهم . من وجهة نظر دائرة الهجرة ، شراكسة تركيا هم مواطنون أجانب كغيرهم من حاملي الجنسيات الاخرى ، على سبيل المثال كمواطني أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، و حتى كالروس الذين بقوا في جمهوريات الاتحاد السوفييتي عقب انهياره، كلهم اجانب و كلهم يحملون جوازات سفر اجنبية و يعاملون سواسية حسب القانون الروسي الخاص بالأجانب.
و لكن و منذ اللحظة الأولى من بدء الإجراءات القانونية لإلغاء اقامات هؤلاء الشركس،كانت المنظمة العالمية الشركسية (نالتشيك، قبردينو بلقاريا) في قلب الحدث و تعمل على قدم و ساق، فباشرت فوراً بالتواصل مع المحامين، و مع مكتب رئيس الجمهورية و مع مدير إدارة الهجرة والاقامة للتوصل لحلول قانونية و إنسانية لهذه المشكلة. فوفقاً لما قاله لي شخصياً رئيس المنظمة سوخروكوف. أن "الوضع العام تحت السيطرة وهناك إشارات إيجابية تؤكد على حل المشكلة قريباً و إعادة كل شيء على ما كان عليه ."
ومع ذلك، و مع كل هذا الجهد الجبار الذي بذلته الجمعية الشركسية في نالتشيك لحل المشكلة بشكل هادئ و عقلاني و من دون أية ضجة و نفخ للعضلات، كان على الجهة الاخرى عدد ممن يسمون أنفسهم بالقوميين الشركس في تركيا والأردن، و بدعم مباشر من مؤسسة جيمس تاون قاموا بنشر الاكاذيب لتضليل الرأي العام الشركسي، و هم أصلاً لم يكونوا على معرفة تامة و إطلاع كامل على حيثيات هذه القضية، و رغبة منهم في كسب الوقت لتأجيج مشاعر الشركس ضد روسيا، شرعوا في نشر الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي و على المواقع التي تعنى بالشأن الشركسي أن "موسكو تقوم بعمليات طرد و تهجير جماعية لشراكسة تركيا في روسيا، " و أن أحداث عام 1864من قتل و تهجير تعيد نفسها الأن" و بأن روسيا تنتقم لنفسها من تركيا على حساب الشركس بعد ان أسقطت الاخيرة طائرتها فوق الاراضي السورية و قتلت قائدها، "طبعاً هذه رواية الصحفي الامريكي بول غوبل و سكرتيره عادل بشقوي".
http://circassiatimesarabic.blogspot.com/2016/01/blog-post_14.html
نحن نفهم أن هدف هذه المجموعة من كل هذه الضجة و الضوضاء هو تصوير روسيا كعدو لدود يتربص بمجتمعات الشتات الشركسية، و أيضاً سعيها لإظهار نفسها كمدافع رئيسي و شرس لحقوق الشركس، هذا ليس صحيحاً. أولاً، مسألة الترحيل لم تحسم بعد، مع انه من الواضح تماماً ان المواطنين الأتراك قد خالفوا فعلاً قوانين الهجرة و الإقامة في روسيا، وينبغي عليهم أن يحاكموا على ذلك وفقاً للوائح القانونية. ثانياً، لا يمكن أن يسمى هذا الحدث "بالترحيل الجماعي" اعتقال 18 شخصاً من الجنسية التركية لمخالفتهم قوانين الهجرة، تبين لاحقاً ان سبعة أشخاص منهم هم من ذوي أصول قوقازية, هذا لا يمنح الحق لأي شخص أياً كانت قوميته و اصوله أن ينتهك سياسة و قوانين الدولة المضيفة، وبالتأكيد مقارنة هذا الحدث البسيط و الذي يحصل و يتكرر مئات المرات كل يوم في كل بقاع الارض و ربطه مع أحداث 1864 اعتبره غباءً من بعض الأشخاص و خبثاً و مكراً من اخرين "كلمة حق أرادوا بها باطل".
بوجهة نظري الشخصية هناك بالفعل اخطاء فردية تم ارتكابها بحق المواطنين الأتراك من بعض المسؤولين المحليين في نالتشيك كان بالإمكان تفاديها، و لكنها لم و لن تكن أبداً سياسة ممنهجة للدولة الروسية تجاه الشركس، كما يحاول السكرتير عادل بشقوي تصويرها للمجتمع الشركسي.
وأعتقد أن من يسمون أنفسهم "بالمدافعين عن حقوق الشركس" هم المستفيدون الوحيدون من نشر مثل هذه التفاهات و الاكاذيب داخل المجتمعات الشركسية في الشتات لتغييب الصورة الحقيقية عنهم لحقيقة ما يجري على أرض الواقع في القوقاز. هم الأن أظهروا وجههم الحقيقي، و يتوجب علينا من اليوم عدم الإنجرار خلف أكاذيبهم، لأنهم ببساطة يلعبون لعبة قذرة و غير محمودة العواقب ضد الشعب الشركسي بأكمله.
و لكن أيضاً هناك ناحية إيجابية في هذه القصة, آلا و هي الإجراءات الفورية التي اتخذتها الجمعية الشركسية العالمية، و منعها على الفور قرار ترحيل الشراكسة لتركيا، هذه المنظمة أثبتت مرة أخرى أنه لا يوجد بديل عملي لها. فإنشاء هياكل مماثلة في تركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لن يأتي بشيء جديد و مفيد لشراكسة الشتات، لأن الوطن التاريخي للشراكسة يقع في شمال القوقاز، وهناك فقط يجب أن تعمل المنظمة الشركسية العالمية سواء أحببنا ذلك أم لا.