الغرب أركب اللوبي الصهيوني الموجة الأوكرانية
يكاد من المستحيل على احد منا إعطاء أي تفسير منطقي لما يجري الأن في أوكرانيا . خذ على سبيل المثال ، تعيين الملياردير اليهودي ايغور كولومويسكي و سيرغي تاروتا حاكمين لمنطقتي دنيبروبتروفسك و دونيتسك. فمن ناحية تحاول السلطة الجديدة في كييف من تمكين سلطتها و مكانتها في تلك الاقاليم عن طريق اشخاص يتمتعون بسلطات و قدرات مالية ضخمة كهذين الشخصين و الذي يدور حولهما اكثر من علامة إستفهام حول نشاطتهما التجارية و مصدر ثرواتهم العملاقة. ومن ناحية أخرى - ببساطة اعطت السلطة الجديدة في كييف الحرية المطلقة للأقلية الجديدة الحاكمة لتعزيز نفوذها في تلك المناطق "المقربة من روسيا" على حساب الاكثرية في تحالف دموي رأسمالي جشع هدفه الأول فرض السلطة و من ثم الإنقضاض على كل الموارد الاقتصادية و تسخيرها لإمبراطورياتهم الخاصة. ولكن، على الرغم من نفوذ هؤلاء الأشخاص في تلك المناطق ،أبقت كييف هناك على بعض موازين القوى التي تميل لها و التي تسمح لكييف في حالة الخلاف السياسي أو الإختلاف على تقسيم الغنائم في المستقبل مع حلفاءها الجدد من رجال الأعمال اليهود على سحقهم سحقاً تحت الاقدام، و الورقة الأهم في يد كييف هي ورقة النازيين الجدد " جماعة بانديرا الإرهابية" المعادية لكل ما هو غير أوكراني و كل يهودي على وجه التحديد. فمن الصعب علينا أن نتصور الوضع الأن في اوكرانيا فرجال المافيا الذين نصبوا أنفسم كزعماء جدد امثال ياتسينيوك و تورشينوف عبثاً سيحاولون السيطرة و التأثير على الملياردير اليهودي كولومويسكي القابع في المركز الثالث على لائحة فوربس لأغنياء أوكرانيا. و الذي يستطيع إنقاذ اقتصاد اوكرانيا شبه المنهار لو أراد ، على سبيل المثال دفع الديون المتراكمة على كييف مقابل الغاز الروسي. فلو كانت " النخبة الحاكمة الجديدة "تتوقع من هؤلاء الأشخاص من موقعهم كحكام إداريين جدد من أن يمدوا يد المساعدة لكييف ، فيتوجب علينا الضحك قليلاً و التعاطف معهم اكثر كونهم يعيشون الوهم و لا يدرون!!! فأنا شبه متاكد بأن لعبة توزيع المناصب القيادية لهكذا نوعية من الاشخاص لن تكون الاخيرة في هذه المعمعة. فأنا لا انسى أن أهم شعار من الشعارات الرئيسية التي رفعت في الميدان آنذاك كان شعار فصل البزنس عن العمل في الحكومة . و ماذا لدينا الآن؟ صاحب مجموعة شركات " بريفات "هو نفسه رئيس المجلس اليهودي الأوروبي ايغور كولومويسكي، و رئيس شركة "اي اس دي" سيرغي تاروتا هما الحاكمان الجدد لمنطقتي دنيبروبتروفسك و دونيتسك. و بهذا تكون السلطات الأوكرانية "الغير الشرعية" قد أشركت المجموعات التجارية الكبرى في هذه اللعبة القذرة فقط لحماية مصالحهم المشتركة ، بغض النظر عن رأي أولئك الذين هم بالأساس من أوصل هؤلاء اللصوص للسلطة. هذه التعيينات - اعتبرها صفعة في وجه كل الذين وقفوا في الساحات المركزية بعفوية صادقة و دافعوا و هتفوا لحريتهم في بادىء الامر، و لكن للأسف تبين لنا لاحقاً بانها كانت من البداية لعبة امريكاوربية سعت لتقويض الحكومة الشرعية في كييف و التغول على جارتها روسيا فقط تحت شعار نشر الحرية و الديموقراطية ككل مرة. ولكن اسوأ شيء هو أن لا أحد يريد ان يسمع صوت الاغلبية من الشعب الأوكراني الرافض لكل هذه التدخلات و التي ستوصلنا بالتاكيد لحرب اهلية او لأزمة عالمية جديدة نحن بغنى عنها, فأزمات العالم الذي صنعها العم سام تكفينا لمئة عام قادمة قابلة للتجديد!!! فلا ادري إن كان أحداً منا جلس ذات مرة وفكر وحده وبعقله تاركاً كل الدعاية وتجرد من كل شيء ولبس فقط نظارة المنطق ليرى الحقيقة من خلالها.