2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

غزوة سوريا ..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : «من جهز غازيا فقد غزى».. علما أنه «لا ناقة لنا أو جمل» في أية غزوة.
لسنا من فتيان «غزية» الذين قال أحدهم: إنه مجرد فتى من غزية إن غزت غزى، وإن ترشد غزية يرشد، بل نحن من الأردن، البلد الآمن المطمئن الذي يحافظ على علاقات الجوار مع كل الجيران الأشقاء «وغيرهم»، وذلك رغما عن اكتوائه بنيرانهم تارة وبلهيب أحقادهم ومغامراتهم تارات أخرى.. لكنه يحتمل فهو البلد الراشد الحكيم.
يتنامى الحديث عن الفتوحات وعن الحروب البرية، وهي حروب بالوكالة عن قوى معادية للعرب، دمرت بلدانهم، وبالأصالة عن امريكا وأوروبا واسرائيل من جهة، أو عن الحلف الآخر الذي تقوده روسيا من جهة أخرى، او عن قوى الظلام التي لا وطن لها سوى الظلام والدمار والدم، ويتحدث سياسيون بارعون في خلط المفاهيم والأوراق وقلب الحقائق، كما حدثونا يوما عن أسلحة دمار شامل في العراق، يقولون بأن الحرب البرية في سوريا باتت وشيكة، ويذكرون أرقاما عن عدد الجنود ومواقعهم على الأرض بالنسبة للحدود.. فهم يرسمون الحدود الجديدة للدويلات السورية الثلاث المتوقع ترسيم حدودها، كحل عسكري للقضية السورية..
ما علاقتنا وما هي مصلحتنا من كل هذا الذي جرى ويجري في سوريا؟!.
تم تدمير بنيتنا التحتية بسبب ضغط اللجوء السوري، وبعد علو وتيرة المطالبات الأردنية للمجتمع الدولي، وللمتسببين بالقضية السورية، ورغم التهديدات الأردنية، لم نحز على دعم دولي يكافىء ما نقدمه أو يعوض خسائرنا ..!
وتم تفخيخ الاردن بعدة تحديات أمنية بل «وجودية» بسبب اللجوء السوري، وقبل أيام قال الملك عبدالله الثاني في مؤتمر لندن: (يوجد شخص سوري بين كل 5 أشخاص في بلدي)، وسلسلة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتحديات الهوية تتزايد يوما بعد يوم..
وتم استنزاف آخر تمثل باستنفار قواتنا المسلحة على الحدود، وحدثت عدة حوادث هناك، وما زال بواسل القوات المسلحة يسهرون لحماية الحدود من خطر الارهاب الذي باتت حدودنا ومدننا في مرماه، بعد أن ازدهر في سوريا نتيجة الانفلات والفوضى والحروب بالأصالة والوكالة..
ما يقال عن سوريا يقال عن العراق ومنظومة التهديدات والتحديات التي تعرضنا لها، وتحملناها برشدنا وحكمتنا في الأردن. وكذلك نقول عن فلسطين المحتلة، ومنظومة التحديات اليومية الكبيرة التي يتحملها الأردن، ويواجهها وحيدا، وكثيرا ما يقدم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ومشكلة تهويد القدس على كل القضايا الأردنية، والسبب هو الرشد والحكمة والالتزام بتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.
وبعد اندلاع الحرب في اليمن، تعاظم الضغط على الأردن، فالخليج أصبح في عين العاصفة، الأمر الذي أضاف واجبات جديدة على الأردن، لحماية البوابة الغربية للخليج العربي من خطر العمالة والارهاب والغدر والجريمة..
بلد يقاتل «صبرا» وحكمة ورشدا وفقرا على كل هذه الجبهات، هل تراه منطقيا أن يجهز غازيا أو يغزو ؟!.
ندافع عن ترابنا بكل ما أوتينا، لكننا لن ندخل النفق، فظروف الاشتعال في بلدنا أصبحت مثالية وتحول بيننا وبين السقوط في هكذا أخطاء إستراتيجية..
لن نحارب لا في سوريا ولا في كوريا، فنحن لسنا بمرتزقة ولا مصالح لنا بسفك مزيد من دماء العرب والناس، لكننا معنيون بحلول سياسية عادلة في سوريا وفلسطين والعراق واليمن.
ibqaisi@gmail.com

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير