صندوق التقاعد - حوار الكراكع
م. أسعد البعيجات
جو 24 :
كَركعة (١)
لا اعرف لماذا ربطت مخيلتي هذه السلحفاء بصندوق تقاعد المهندسين وسلوك مجلس النقابة
في البداية شعرنا بالخوف والقلق من اصوات خشخشة قادمة من الأعشاب اليابسة التي ودعت الربيع مبكراً ... حتى ظهرت هذه السلحفاء فكانت مفاجأة ... ما ان اقتربنا منها بازعاجنا وتشويشنا والقفز حولها حتى أختفت داخل صندوقها...
وعند صمتنا واختفائنا تعاود بأبراز رأسها و الظهور والمسير الى الامام على الرغم أننا لم نرد ايذاؤها فقط أردنا الاطلاع ومعرفة تفاصيلها .... هي تعلم حقيقة البشر وتعلم نواياهم لذلك تفضل الابتعاد عنهم والعمل بصمت.
كَركعه (٢)
هذه سنة الحياة ، أن تُطل برأسك لتعمل ثم ترجع الى بيتك.
أن تُطل برأسك لتعرف الطريق الصحيح وتُكمل المشوار.
أن تُطل برأسك وترجع ... لإيمانك المطلق ان هناك صندوق يحميك.
أن تستكشف وتنظر حولك فترى أن صندوقك آمن وعين الله ترعاه لذلك ترجع له فوراً.
ان أُحب ان أُسمي السلحفاء ... كُركعه ..
لانها تخاف من كركعة المجاورين لها...
فتفضل العمل بصمت بعيدا عن الكركعه والإزعاج ...
في النهاية تصل الكُركعه الى مُرادها تاركة كركعات البشر خلفها في نفس مكانِهم دون ان يخطوا خطوة للأمام منتظرين أيادي البشر لتقودهم الى المجهول.
كَركعه (٣)
المهم متى تصل الكُركعة ؟ المرة القادمة ؟
فسبب كركعتنا تباطؤ استجابتنا فمنذ التسعينيات وناقوس الخطر يدق
والكُركعة من اكثر الحيوانات تخبطاً وتفقد بوصلتها مجرد وضع اليد عليها من اصغر البشر وبثواني تغير بوصلتها من الشمال الى الجنوب.
كَركعه (٤)
أتمنى لكم الوصول الآمن والهادف.
فليس كل وصول صحيح
وليس كل نهاية طريق هو الصواب .
دائماً يجب ان نسأل أنفسنا
هل نحن بالاتجاة الصحيح ؟
هل نحن بحاجة الى يد خارجية لتغير إتجاهنا من الشمال الى الجنوب ؟
وهل تلك اليد آمنة لنثق بها لنسلمها أنفسنا لتُغير مستقبلنا ؟
وهل تجاربنا السابقة مع هذه الأيادي في مواقع اخرى على أمتداد الوطن كانت بالمستوى المطلوب؟
كل هذه الأسئلة أضعها امام اعين الكُركعه لتجيب عليها عندما يخرج رأسها !!!!
كُركعه بالضمة : السلحفاء
كَركعه : الإزعاج والتخبط