رواتب ومراتب ..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : ماذا يقول الذي لا يدري؟! كف أو ربما «كن» عدس ..(اللي بدري بدري، واللي ما بدري بقول كف «كن» عدس). يتم توظيف القول حين يكون المتحدث لا يعرف كل الحقيقة.. ويوجد حكايات كثيرة ما (بتتسولف) في كل الأوقات، خصوصا إن كنا ندعي المهنية ونقدم عليها مصالح الوطن، في تجاوز قد يبدو صارخا وظالما للصحافة الحرة، لكنني وللمرة الألفين لست من أنصار ولا أتباع الصحافة الحرة المتجاوزة للمصلحة الوطنية ولا بأي شكل، والذي لا يؤمن بقولي فليعتبرني غير صحفي..لا يهم. المهم هو بعض الأخبار والقصص التي لا تقال الا بمناسبات: تتناقل بعض وسائل الاعلام تصريحات وزير العمل نضال القطامين التي لا أستطيع تحديد الشاشة التلفزيونية التي صرح عبرها، لكن الرجل يقول بأنه لم يعين في وازرته سوى 5 والآن يريد أن يعين 2 بمكافئتين تبلغان 4500 دينارا . الكلام عادي ويمكن أن «نسولف عنه» بلا اتهامية بل نشكر الوزير على الشفافية. يوجد وزارات أخرى فيها «دحية ادارية وشفافية ونزاهة»كثير، فقبل أيام تم تجديد عقد رئاسة لأحد هؤلاء الذين هبطوا الى الوزارات بطريقة «ليلية» غامضة، وعلى الرغم من أن الاعلام المهني والاعلام الحر الآخر والمنفلت أيضا، «سولفوا» عن تلك الوزارة كثيرا، وتحدثوا عن جيوش من موظفين برواتب ومراتب (خبير .. مستشار .. مدعوم .. اخطبوط.. ابن حوت.. مشاكس..الخ المراتب).. وكلهم يتقاضون الآلاف شهريا، ويوجد جهات رقابية دستورية وجهت أسئلة لتلك الوزارة ووزرائها السابقين وربما وزيرها الحالي، بشأن هذا الشخص الذي تم تجديد عقده وبشأن آخرين، ولم يتكرم وزير الوزارة ويفعل كما فعل وزير العمل، فهو يتحدث عن كل قضايا الأردن والكون وينسى الحديث الشفاف عن «رواتب ومراتب» في وزارته ..يا للسياسة!. سبحانك ربي، رضيت كل أمور حكومة النسور، إلا هذه النماذج من فريقه الوزاري، أتحفظ عليها، وأتوقف كثيرا عند ذكاء الرئيس بصمته عن ممارسات الرواتب والمراتب، والمناكفات الادارية والشللية في بعض المؤسسات. تقول لي واحدة تشتكي؛ بأنهم منحوها «مرتبة» وراتب، ولا تكاد تذهب الى تلك الوزارة الا في المناسبات، وتفسر:إنهم أرادوا أن يضعوا موظفة جديدة «مدعومة آنذاك» في مكانها الوظيفي، فعملوا على إقصائها بمنحها مرتبة وراتب بلا دوام في الوزارة، وتكمل روايتها بذكر نماذج من تجاوزات وقصص فساد لا أتحدث عنها هنا، لأنها غير مكتملة مهنيا، لكنني أؤكد إقصاء الوزارة للموظفة «بديلة المتحدثة» كذلك، بمنحها مرتبة «مستشارة» بس من بعيد!، والمضحك أن بديلتها في الموقع أصبحت اليوم مثلها بعد أن تغيرت الدنيا، فعملوا على إقصائها من الموقع، لتصبح أيضا من جماعة الرواتب والمراتب..فإذا بها مناضلة ثورجية تتحدث عن العدالة والشفافية !. قبل أيام حدثني مسؤول كبير لا يرتاح للرئيس وذكر مقالتي «مواصفات الرئيس القادم» المنشورة قبل أيام، واعتبرها «فزعة» للنسور، الذي لم أنكر بأنه رئيس يستحق الاحترام، ولست أعلم ما سيقوله المسؤول نفسه حين يقرأ مقالتي هذه؟. دولة الرئيس: هل لك علاقة بالرواتب والمراتب؛ وهل الصمت عنها يصنف ذكاء في الإدارة السياسية؟. ام هو مجرد كف «كن» عدس؟!.
ibqaisi@gmail.com
الدستور