منع من النشر.. آن أوان تشكيل الإعلام الحربي

عشنا كإعلاميين ليلة لا تُضاهيها ليلة ..ونحن نهب لمعلومات رايحة و معلومات جاية ..فإذا كنّا نحن الذين يجب أن نكون الناشر الدقيق للمعلومة نفتقدها بالأساس و يكون بديلها إشاعات مواقع التواصل الإجتماعي ..فماذا يفعل الناس العاديون الذين يقفون خلف الوطن و أجهزته الأمنية في الحرب المسعورة ضدّ الإرهاب ..؟!

رحم الله الشهداء واحداً يُسلّم الشهادة للآخر ..و رحم الله الشهيد (راشد الزيود) آخر شهدائنا الطازجين وهو يقرِّر بدمائه أنّ الرجوع عن مكافحة الارهاب مستحيل ..و أنّ الموت يهون في سبيل الله و الأوطان . وكل الدعم لأجهزتنا الأمنية فرداً فرداً و هي تواصل طريقها كي تفتح لنا طريق الطمأنينة والمشي الآمن.

ولكن ..التوهان الذي تمّ وضعنا فيه ..و التهديد بعقاب بعض المواقع و بعض مروجي الإشاعات يجعلني أتوقّف و أقول بصراحة تامة : قبل أن تعاقبوا ؛ أوجدوا البديل ..! ما المانع أن يكون لدينا ككل الدول المتحضرة مراسلون إعلاميون حربيون يتم انتقاءهم سلفاً و اعتمادهم لهكذا مهمات و تدريبهم على ذلك ..؟ ما المانع أن يكون هناك مرافقون من التلفزيون الأردني الرسمي و قناة رؤيا واسعة الانتشار و الحقيقة الدولية التي يتابعها بشغف كل أطراف الأردن و محافظاته ..وما المانع أن يكون هناك مندوبون إعلاميون حربيون أو مكافحون أو مقاومون ..سمّوهم ما شئتم ..لكل قناة أردنية وكل صحيفة أردنية و كل منبر إعلامي أردني ..يأتمرون بأمر الأجهزة الأمنية و يكونون قريبين من الحدث و متواصلين مع جهاتهم الاعلامية بما تسمح به الأجهزة الأمنية من معلومات تطمئن الناس أولاً بأول..؟!.

اعتقد جازماً ..وقبل أن تعاقبوا أي أحد عن أية إشاعة ..بأنه آن أوان تشكيل الإعلام الحربي الذي يكون بديلاً للشائعات و الأخبار الكاذبة ..آن أوان أن يتحوّل إعلاميونا من مرحلة (الكوبي بيست) إلى مرحلة العيش في قلب الحدث ..كي لا نترك البلاد و العباد عرضةً للمعلومات الطائشة التي قد تلعب بأعصاب الناس و تجعلهم يتلقفون الأخبار من غير مصادرها ومن غير شهود عيانها الحقيقيين .

وبعد أن يتشكل إعلامنا الحربي و يتواصل مع الجميع أولاً بأول..بعدها حاسبوا من شئتم على أية اشاعة أو تلفيقة أو تعكير صفو ..!

حمى الله الأردن ..أرضاً و شعباً وقيادة و جيشاً ومؤسسات أمنية و مدنية ..وبالصبر و الحكمة يرتد كيد المتربصين بنا..

kamelnsirat@yahoo.com

كامل النصيرات