أشعر بالهزيمة يا باسل
اعترف لك يا باسل يا عكور: بإنني أخّرتُ إرسال مقالتي إليك عن سابق قصد وعمد ..قلتُ أنام و أصحو لعلّي أزيح طعم الهزيمة من فمي ..لعل ألف مضمضةٍ تريحني مما علق بي من زيارة رئيس وزرائنا ( الدمث و الذكي ) ..!
لا أصدّق أن أطول اعتصام في تاريخك يا أردن ( كما كان مقرراً إن لم تستجب الحكومة ) سيضحي اعتصاماً متوسطاً ..ولم نظفر بعُشر ما نريد و لم تتراجع الحكومة عن واحد بالمائة مما تريد ..!
الله الله يا باسل ..تعبك و أنت تلملمنا كل يوم ..شروش رقبتك وهي تقاتل معك و أنت تصرخ بالمنهزمين ألا ينهزموا ..عيونك و أنت تطرقهم لتحيي فيهم صموداً ..الله الله عليك كل يوم ..!! وانت تمسك هذا و تثبّت هذا و تؤنب هذا و تراضي هذا و تدافع عن هذا ..كي تصمد الخيمة ..!
كله الآن يضيع ..و الناس ليس لها ببواطن الأمور و لا بأسرارها غير المعلنة ..الناس لها بصورتين في ذات اللحظة و ذات المصور ..صورة أولى لرئيس وزراء لم يقل إلا كلاماً دافئاً ..و صورة ثانية بعدها بلحظات تُزال فيها الخيمة ..!
المشهد قاس ..لو تمّ تأخير إزالة الخيمة يومين أو ثلاثة ..لن تقوم الدنيا ولن تقعد ..لذا أشعر بالمرارة و الهزيمة ..رغم البيان الذي يؤكّد على العصيان الإلكتروني ..!
بالله عليك أيها الباسل ..أما كان يستطيع ( صاحب الولاية هذا ) أن يجمّد القانون ..؟ أتصدّق أنه ليس من صلاحياته ..؟ أتصدّق انه لم يستطع أن يقول لنا صراحة وليس تأويلات و إجتهادات في التفاسير : لن يُعاقب أحد في عهدي على قانون المطبوعات ..؟ إليس هذا هو التطمين ..؟!
معكم ..حتى آخر مدى ؛ كما يقولون ..ولكنني شعرتُ بأنهم سرقوا منك أنت بالذات عنفوانك ..و سرقوا منك غضبك الذي استمدّ منه بعض غضبي ..لأنك نظيف و بقلب طيّب ..وقد رأيتُ في الخيمة يوم جاء الرئيس زملاء أحبهم ولكنني رأيتهم للمرّة الأولى ..وقد احتلوا مقاعدنا و أضحينا لحظتها خارج الخيمة و تصدروا هم المشهد ..! بل و سارعوا بالسلام في الاستقبال و التوديع ..بينما رأيتك أنت ؛ كبيراً حينما انسحبتَ من طابور السلام ..!
أشعر بهزيمة ..و لكن ..لله درّك يا باسل ..وأنت الآن تبحث عن مكان جديد لننصب خيمتنا فيها ..فإما يُعاد هذا القانون إلى صدر أهلة أو فلترحل ألف حكومة فنحن في خيمتنا باقون ..!
اضحك بالله ..اشتقتُ لرنّتها ..!
abo_watan@yahoo.com