ادعو الحكومة للاستشهاد
خرج الأردنيون سالمين من العيد ..! و السلامة هنا لا تعني سلامة الصحّة لأن الصحّة مقدور عليها و ( تروح و تيجي ) بينما السلامة التي خرج منها الأردنيون هي سلامة المشي في الشارع و الوقوف بالطابور و سلامة القحّة / الكحّة و سلامة التثاؤب و سلامة نصف الابتسامة المتبقية على الشفتين ..!! و الأهم من ذلك كله سلامة الحكومة و التي أتقنت اللعب بالزمن فأوقفت التقديم و التأخير بالساعة و لكنها تسرق كل ساعات الأردنيين جهاراً نهاراً ولا تترك عقرباً إلا و تطلقه نحوهم ..طبعاً بدون قصد لأنها حكومة ورثت العقارب من حكومات سبقتها ..!
نعم خرج الأردنيون سالمين ..ليس بشطارة الحكومة ..بل لأن الأردنيين ليس لديهم ما يخسرونه لذا لم يخسروا شيئاً ..بل إن أحاديث العيد انصبّ جلها في الطعن في الحكومة و التنكيت عليها و التأكيد على إنها حكومة مقادة برسن ولا تملك من مقومات حكمها إلا خلع الألقاب على رئيسها الذي أصبح ( دولة ) بينما الأردنيون يناقشون خوفهم على الأردن الدولة ..! مفارقة عجيبة بين ( دولة هو انسان تموت دولته بموته ) و بين وطن هو دولة يقتله الانسان الدولة أو يعبث به ومع ذلك تبقى دولة الوطن تغرز اصبعها في عين كل دولة انسان يريد له الفناء ..!
لا يثق الأردنيون في حكوماتهم و آخرها هذه الحكومة ..وهذه ليست مقولتي ..بل ورثتها من أيام الأحكام العرفيّة من أفواه الناس ومن الموالين أكثر من المعارضين ..ومع ذلك تصرّ كل حكوماتنا على إنها حكومات شعبيّة ..و الحقيقة أن الفجوة تزداد بين الشعب و كل حكومة جديدة تأتي باسم الشعب ( المضحوك عليه بإرادته ) ..!
تطالبنا الحكومة بالتبليغ عن المال السياسي الذي سيزوّر إرادة الناخبين في الانتخابات القادمة ..وهذه إحدى عجائب الحكومات الفاشلة أن تطلب من الضعيف أن يتصدّى للقوي و كأنها تطلب من ( المرميّ مربوطاً في البحر ألا يتبلل ) أو كأنها تطلب من الكف أن يواجه مخرزاً ..!
دعكم من التمحك و الضحك علينا بالشعارات ..المال السياسي رائحته في كل مكان ..و اعتقد ان لديكم أنوفاً تشبه أنوفنا إلا إذا كانت هذه الأنوف مصممة لشم رائحة مواطن فكّر ذات يوم مجرد تفكير في الاقتراب من رائحة الحكومة الطالعة بفعل ملفات الفساد التي تغطّيها ولا تقدمها لأية جهة قضائية ..!
المال السياسي بدأ يفرد جناحية ..فلنرَ شطارة الحكومة و أجهزتها ..ولا تطلبوا من مواطن أن يواجه مافيات ..أنتم أولى بالمواجه ..! فلتستشهد الحكومة إن كانت صادقة و لتعلن الجهاد ضد المال السياسي و أنا سأقرأ لها الفاتحة مطلع كل شمس ..!
abo_watan@yahoo.com
