رئيسة محكمة الجنايات مرتشية
رئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي» تجيب بنعم؛ حين سألوها هل هي على استعداد لتفجير قنبلة نووية وقتل 100 الف بريء ! «مثال على إنسانية الغرب «ونسوانه».
أما عن عدالتهن ونزاهتهن فقد ورد في وسائل الاعلام نبأ؛ تتناقله عن صحيفة «ذي لندن إيفينينغ بوست» البريطانية بأنها حصلت على معلومات تفيد بأن رئيسة المحكمة الجنائية الدولية الأرجنتينية المولد(سيلفيا أليخاندرا فيرنانديز دي غورمندي) تلقت أموالا هائلة ( 17 مليون دولار أميركي) في الفترة( 2004 – 2015) في حساباتها المصرفية الخاصة والمفتوحة في بلدان متعددة، واستُخدمت على ما يبدو في رشوة شهود، ما ساعد المحكمة على اتهام الرئيس السوداني عمر حسن البشير..وطلعوه مجرم حرب، وتم تسطير مذكرة باعتقاله، واستغرب القضاة في المحكمة آنذاك ردة فعل الشعب السوداني الرافضة للمذكرة، ولا نعلم ماذا سيقول الشرفاء منهم وكيف سيشعرون ان صدق نبأ الصحيفة البريطانية حول رئيستهم.. هل سيتفهمون رفض الشعب السوداني للمذكرة والتهمة ؟ ..الإجابة ليست مهمة .
كيف سيكون شعورك حين تكون مظلوما وتلجأ إلى محكمة، فتضيع حقوقك أو ربما يتم تجريمك ظلما، من قبل مجرمين قضاة..إن كان القاضي «غريمك» ومجرما مرتشيا ماذا تفعل؟ ..الإجابة ليست مهمة أيضا.
طيب..
أين المذكرات والاتهامات الموجهة لمجرمي الحرب الصهاينة؟ وأين تلك الموجهة لقتلة أطفال العراق وغيرها؟ وأين المذكرات بحق الذين دمروا العراق بحجج كاذبة اعترفوا بعدم صدقيتها واكتفوا بالاعتذار! أين العدالة الدولية من المسرح الاجرامي الطازج في سوريا وفلسطين ..ماذا نسمي استعداد السيدة رئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي» قتل 100 الف بريء دفاعا عن بلدها؟! شفتوا إنسانية «نسوان الغرب» وحدود فهمهن للعدالة ولجرائم الحرب؟!.. لا تشوفوا.
تفيد الصحيفة البريطانية بأن تلك المبالغ التي جرى تحويلها عبر حسابات القاضية سيلفيا غورمندي من قبل شركات ومؤسسات مثل بارتينغ هولدينغ المحدودة، وأطلانطيك كوربوريشون، وجنيسيس إنترناشونال هولدينغ ونابيكس إنترناشونال -وجميعها مصارف «أوفشور» لا تخضع للرقابة الدولية- في دفعات تراوحت بين 150 ألف دولار و250 ألف دولار أميركي، مشيرة الى ان تلك المبالغ استخدمت لجمع أدلة وهمية وإحضار شهود زور للإدلاء بشهاداتهم ضد الرئيس البشير، وهذا الخبر دفع رئيس المنتدى الافريقي «ديفيد ماتسانغا» للقول إن لائحة الاتهام ضد الرئيس البشير يبدو الآن أنها وُضعت عبر رشوة كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، مضيفا أنهم في المنتدى الأفريقي سبق أن قدموا أدلة تظهر تورط المدعي العام السابق للمحكمة «لويس أوكامبو» في قضية البشير وأن لديهم ملفا ضخما ضد أوكامبو يتوافر فيه من الأدلة مايقنع الجميع، فضلا عن بيانات مصرفية تبين حركة أموال طائلة لشراء ذمم شهود واستخدامها في القضية المرفوعة ضد البشير.
من العبث أن نتحدث كعرب عن غياب العدالة الدولية، فنحن ضحايا هذا الغياب منذ أكثر من قرن من الزمان، والمؤسف يكمن في غياب العقل العربي وانحطاط التفكير وارتهان القرار السياسي والسيادي العربي للقوى الكبرى، حيث يتم قتل الشعوب بالجملة وتدمير البلدان العربية كذلك، وتتم محاكمة القادة والزعماء العرب واتهامهم بالتلفيق والتزوير وشراء «ذمة العالم» لتحقيق أطماع صهيونية وغربية في هذه المنطقة ومقدراتها...ثم يسألونك عن سبب الارهاب المضاد والمقاومات ودعوات التحرر الوطني والاستقلال من الهيمنة الأجنبية.
غياب العدالة وانتقائيتها وظلم الشعوب العربية وتدميرها وقتل وإسقاط وتجريم رؤسائها كلها أسباب تدعو الناس للنزوع إلى الانتقام واسترداد حقوقهم، فتعم الفوضى، التي أصبح مطلوبا تعميمها في الوطن العربي وفي جواره، حفاظا على مصالح العالم الاستعماري المتوحش.
ibqaisi@gmail.com
الدستور