jo24_banner
jo24_banner

مصر على صفيح ساخن

جهاد المحيسن
جو 24 : مصر على صفيح ساخن بشأن مستقبلها السياسي، خصوصا بعد التجاذبات التي حدثت مع دخول رموز النظام السابق على الخط، في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتقلبة التي يشهدها البلد، والتي ستكون من أهم العوامل في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية من خلال ما سيقدم من شعارات، يضاف إلى ذلك ما سيتحقق من تغيرات قد يلجأ إليها بعض الأحزاب المتنفذة لتغيير بعض صورها لأجل كسب الشارع المصري المتطلع إلى ذلك التغيير.
وثمة تخوفات عند بعض الشرائح المصرية من أن تؤول نتائج الانتخابات إلى فوز أحد مرشحي بعض الأحزاب الإسلامية غير جماعة الإخوان المسلمين، خصوصا وأنه قد بدأت حرب التشكيك والإسقاط والتهجم في وقت مبكر، الأمر الذي قد يستغل من قبل بعض المنتفعين الساعين إلى إجهاض مكاسب الثورة التي ما تزال تواجه الكثير من التحديات، يضاف إلى ذلك الخشية من تدخلات بعض الدول التي تسعى إلى إيجاد موطئ قدم مهم في مصر.
وعودة عمر سليمان تثير قلقا وخشية من إمكانية التراجع عن التحول إلى حكم ديمقراطي قبل أن يسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة لرئيس مدني. وقد رفع أنصار سليمان قبل وصوله لتقديم ترشيحه للرئاسة لافتة كتبت عليها عبارة "الانتفاضة الشعبية لإنقاذ مصر"، ووضعت على اللافتة صورة كتبت تحتها عبارة "عمر سليمان رئيسا لمصر".
وعلى الرغم من نفي المرشد العام للإخوان محمد بديع، تقارير صحفية تحدثت عن انقسام داخل الجماعة حول ترشيح خيرت الشاطر، إلا أن هذا القرار أدى إلى ظهور الخلافات داخل الجماعة لأول مرة إلى العلن. وأعلن عدد من شباب الإخوان، في تصريحات لقنوات التلفزيون المحلية، معارضتهم لقرار ترشيح الشاطر، كما أعلن القيادي في حزب الحرية والعدالة النائب محمد البلتاجي، معارضته لترشيح عضو من الجماعة للرئاسة. ويقول: "إذا سمحنا بعودة المعادلة السياسية المصرية القديمة واختزالها في صورة معركة بين النظام والإخوان، نكون قد عدنا إلى ما قبل 25 يناير. قامت الثورة حين صار النظام في مواجهة شعب وليس فصيل أو جماعة. علينا كإخوان أن نعترف بأخطائنا التي ساهمت في تباعد القوى الوطنية الثورية عنا، وعلينا أن ننجح في لم الشمل الوطني الثوري ومعالجة ما ألم به من جراح".
تلك التخوفات التي بدت من قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، ودخول عمر سليمان أحد أهم رموز النظام المصري السابق، تشير إلى أن مستقبل الديمقراطية في مصر على المحك. وثمة قوى أخرى تحاول النيل من الثورة المصرية. لذلك، يتوجب على الأطراف الفاعلة في الحياة السياسية المصرية التوصل إلى حلول تمكنهم من العبور إلى شاطئ الأمان في مصر الجديدة. ولذلك، على الإخوان المسلمين مراجعة خياراتهم، والاحتكام إلى وجهة النظر الأخرى التي برزت في الجماعة حفاظا على وحدتها أولا، ومن ثم البحث عن خيار ثالث يجنبهم نتائج التفرد بالقرار السياسي لمستقبل مصر، والحفاظ على التوازن المطلوب في الشارع السياسي المصري.
الغد
تابعو الأردن 24 على google news