شوربات تربية و تعليم
منذ بدأت (غزوة المناهج) وأنا أراقب ولم أستطع أن أصطف مع طرف ضد طرف ..وبنفس الوقت لم أستطع أن أحسم أمري ..وعلى طريقة «عادل إمام» في فيلم (السفارة في العمارة) وهو يتفرّج على برنامج (الاتجاه المعاكس) و يقول لكل طرف : عليّ الطلاق الراجل ده بيتكلم صح ..! أراني أقول لكل أطراف (الصراع) :عليّ الزواج وليس الطلاق؛ الطرف ده بيتكلم صح ..!
أين الحقيقة يا سادة ..؟ هل الحقيقة في طلاب يحرقون المناهج ..؟ وما دخل الطلاب في تقييم المناهج ..؟ وهل يضع الطلاب مناهجهم بإيدهم ؟ إذا كان كذلك فهم ليسوا بحاجة للذهاب للمدارس ..فقد فهموا المناهج قبل أن يدرسوها ..!! وبنفس الوقت وعلى الطرف الآخر الرسمي : :لماذا ضاعت فلسطين من المناهج كما ضاعت على أرض الواقع ؟ ولماذا التقصّد في استهداف الرموز(الاسماء الاسلامية بالذات) و تبريرها تبريراً لا يتوافق مع ذهنيّة الجمهور ؟! لماذا الاصرار على التغيير السطحي وعدم اللجوء إلى التغيير الجذري الذي يحقق صناعة العقول للطلاب ..؟ ولماذا يتم حشرنا للدفاع عن مناهج هي ضعيفة بالأساس ولا تصنع طالباً خالياً من الشوائب ..؟!
من الذي حوّل قصة المناهج إلى (شوربة) ..صار الذي يعلم ولا يعلم يفتي فيها ..؟ من له مصلحة في التشكيك بكلّ شيء ؛ حتى صرنا نشكّ في كلّ ما يصدر عن كلّنا ..؟!
وتستمر الشوربة المائعة ..حتى نصل إلى (غزوة تعديل الدوام) ..في لحظة فارقة ؛ لحظة وزارة التربية و التعليم لم تستعد هيبتها فيها..ولم تبسط سطوتها على كافة مدارس المملكة ..بل لم تنتصر أصلاً في غزوة المناهج ؛ لنرى بعدها الطلاب وهم يرجمون مدارسهم و يحرقون أمام المديريات و يكسّرون ..!
من أوصل الطلاب إلى فعل الاحتجاج هذا؟؟! من جرّأهم على هذا الفعل الخارج عن سياق الطلاب الذين يريدون أن يتعلموا أصلاً ..؟ أين هيبة التربية ..؟ لا أريد التعليم ..؟ من المسؤول عن (الشوربة الثانية) ..؟! ولماذا الاصرار على تحويل قضايا مفصلية إلى (شوربة) ..؟!
أنا لا أفهم شيئاً يا سادة ..ولا أحسم أمري من شيء أو في شيء..كل ما أعلمه أن (الشوربات) تليّن المعدة وتكون سبباً رئيساً في المغص المقزِّز..!
إني أتقزَّز الآن ..سامحوني..!