الاخوان واغتصاب النظام الداخلي لنقابة المعلمين
اجتماع عاصف عقدته نقابة المعلمين الأردنيين ممثلة بهيئتها المركزية لمناقشة النظام الداخلي للنقابة ،يكاد هذا الاجتماع و القرارات الصادرة عنه أن تعصف بأحلام المعلمين و تذروها في الرياح العاتية خصوصا فيما يتعلق بنظام الانتخاب الذي أثار جدلا و لغطا كبيرين لما له من أهمية كبرى في تحديد مستقبل النقابة.
سبق و أن أجريت انتخابات نقابة المعلمين بعد إحياءها من جديد من خلال تضحيات قام بها عدد كبير من المعلمين المناضلين الأحرار لاستعادة حقهم المغتصب في نقابة تمثلهم و تدافع عن حقوقهم ،أجريت الانتخابات بناء على نظام انتخابي شهد صراعات كبيرة و تجاذبات بين أكثر من طرف سواء لجان المعلمين الحراكية آنذاك و أهمها اللجنة الوطنية و طرف تحالف الحكومة و مجلس النواب الذي كان يهدف إلى إنتاج قانون مسخ يمسح كل أمل في نقابة قوية تدافع عن حقوق منتسبيها بالشكل الأمثل و بعد شد و جذب تم شبه توافق على إتباع نظام القوائم المغلقة في الانتخاب خصوصا بعد تبني اللجنة الوطنية لهذا الطرح و لما لها من قوة آنذاك في أوساط المعلمين و على الرغم من تحفظ بعض اللجان و مناداة البعض بالقائمة النسبية في الانتخاب و أهمهم لجنة عمان الحرة فكان أن أقر نظام القوائم المغلقة و تمت بناء عليه انتخابات نقابة للمعلمين للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن من الزمان .
كانت افرازات هذا النظام الانتخابي غير عادلة من وجهة نظر عدد كبير من المعلمين حيث مكن هذا النظام جهة بعينها ألا وهي الإخوان المسلمون من السيطرة على أكبر عدد من المقاعد و حرمان لجان أخرى من أي مقاعد أو اكتفاءها بالقليل من خلال القوائم المغلقة التي لم تنتج خليطا بين هذه اللجان حيث أنها تقصي كافة أفراد قائمة لم تنل مركز الريادة حتى و إن كان مرشحوها ممن يستحقون الوصول النجاح ،و هذا الأمر أدى إلى تبني عدد كبير من نشطاء حراك المعلمين و لجانهم و حتى أعضاء ممن وصلوا إلى الهيئة المركزية للنقابة للقائمة النسبية التي تعد أكثر عدلا و إنصافا و تقلل من هيمنة أي جهة على النقابة و كان هذا الرأي أيضا لنقيب المعلمين مصطفى الرواشده الذي أعلنه في أكثر من مناسبة فشكل نظام القوائم النسبية مزاجا عاما لدى المعلمين إلى قبل الاجتماع .
ما حصل في الاجتماع هو ضرب بعرض الحائط لرغبات عدد كبير من المعلمين من أجل احتفاظ الإخوان المسلمين بسيطرتهم على مجلس نقابة المعلمين و الهيئة المركزية فيه فكان أن أبقي على قانون الانتخاب كما هو أي نظام القوائم المغلقة التي أمنت سيطرة الإخوان على النقابة الحالية ،و في هذا الأمر تناقض كبير لما ينادي به حزب جبهة العمل الإسلامي و الإخوان إذ ينادون بقانون انتخاب عصري لمجلس النواب يقوم على النسبية و القوائم المفتوحة لينسوا كل هذا و يصروا على نظام القوائم المغلقة الرجعي في نقابة المعلمين حفظا على مصالحهم .
إن نقابة المعلمين مقبلة على مرحلة حاسمة في ظل ما تتعرض له من هجمة حكومية و إعلامية بعد الإضراب الأخير احتجاجا على رفع الأسعار أملا من الحكومة في إضعافها و تفريق منتسبيها و تشتتهم كل في جهة تعادي الأخرى و ما فعله الإخوان بهذا القرار هو سيزيد من الفرقة بين المعلمين و يضعف نقابتهم أكثر فأكثر فنتمنى أن يفكروا ثانية في قراراهم و أن يعودوا لقواعدهم من المعلمين و يتناسوا املاءات الحزب و يغلبوا مصلحة النقابة و المعلم الذي ناضل من أجل عودتها و ما يزال ينتظر الحصاد و القطاف لما زرع و بذل .