الجامعة الهاشمية.. حب وعطاء.. مسيرة وتحديات
د. فاخر العكور
جو 24 :
لا اعرف ماذا اكتب عن عشقي للجامعة الهاشمية التي كبرت معها وتطورت قدراتي بتطورها. فقد عينت في الجامعة الهاشمية منذ نعومة اظفارها مهندسا زراعيا وانا الان استاذ جامعي احمل درجة الدكتوراه. عشقتها يوم كانت حجارتها تتجمع وتصطف فوق بعضها لتكون مباني رائعة واماكن دافئة تحتضن ابناءها، يوما بيوم، وتكبر كل يوم بعراقة مائة عام، وتكتسب وقارا ووهجا يضاهي اخواتها من الجامعات الاردنية ، وتفوقت على بعضها واصبحت تنظر للعالمية .
تلك هي حقيقة وليست تعابير عن مشاعر نحو جامعتي التي كبرت مع كبرها وتطورت قدراتي بتطورها العلمي والاداري والاكاديمي. وحرصي على ما تمتلكه الجامعة الهاشمية من سمعة طيبة هو ما يؤرق نومي ويقلق صحوتي. وهو من اوجب لاكون بوضع لادافع عن جامعة شابة، وما زالت تنمو وتتطور وتكبر بابنائها بمختلف ادوارهم وادواتهم واماكنهم، الذين لم يبخلوا عليها بالجهد والعرق باخلاص لا نظير له، وبادلتهم حبا بحب والقا بالق، ونجدها تكبر بحبها لابنائها وحبهم لارضها وهوائها وترابها، وما تمتلك من اجواء حميمية قبل ان تكون اجواءا اكاديمية، امتلكت اجواء عائلية تسودها المحبة والود والعطاء والايثار، كما تربينا فيها من ايامها الاولى، رغم جفوة المكان وقاريته، لكن ما احتوى اجوائها من حب واخلاص بالعمل والحرص الكبير من جميع العاملين فيها عليها طغى على كل جفوة مكانية.
هذا خلاصة علاقة مع المكان امتدت منذ عام 1995 الى لحظتنا هذه، ويؤلمني كما يؤلم من هم مثلي، ممن عاصروا الجامعة الهاشمية بربيعها وصيفها وخريفها وشتاءها، ان يكون ياتي يوم تمر به الجامعة بهذه الزوبعة التي غبرت اجواء الود والمحبة التي تسودها ، فكلنا موجودون لخدمة انبل رسالة على وجه الارض الا وهي التعليم واعداد طلبة مؤهلون ليكونوا خداما لوطن اغلى وانسانية انبل على مستوى الوطن الصغير كما الوطن الكبير والعالم بنوعية خريج نحاول دوما ان يكونوا مميزين بقدرات تفوق ما توفره الجامعة لكوادرها باخلاص وحب.
المني كما الم جميع من احبوا الجامعة الهاشمية ما حصل خلال الايام القليلة الماضية من خروج عن العرف الاكاديمي بالتعاطي مع قضية لن ابحث في فحواها. فللقضية جوانبها التي يمكن الاجتهاد في حيثياتها باختلاف الادارات، وهي ازمة تحتاج الى حكمة في ادارتها، كون النصوص قد خرجت عن فحواها الحقيقي. وبرايي انها تاخذ زوايا وابعاد جديدة بين اطراف عديدة كل يحاول ان يخرج باعلى عائد لصالحه. فهناك من يقول ان هناك اجندات خاصة يحاول البعض ان يفرضها لاغراض خاصة ومطامع شخصية ، وهناك من يقول ان هناك سوء ادارة للازمة من قبل الجامعة ، وهناك من يقول ان هناك استقواء طلابي على الجامعة، وغير ذلك من الاقاويل والتي اجد في بعضها حقيقة لا بد من النظر اليها بعمق ومعالجة اسبابها واليات التعامل معها ومحاولة حلها. فما تمر به المنطقة من ظروف سياسية واقتصادية سببا للكثير من مشاكلنا على مستوى العائلة كما هو الحال على المستوى المهني والوظيفي، جعل الكثيرين يستغلون هذه الحالة للنيل من جسد الوطن ممثلا بمختلف مؤسساته ومكوناته وبالنهاية يكون الخاسر الاكبر هو الوطن والشرفاء من هذا الوطن يتالمون خوفا على الوطن ومقدراته.
اقول لكل الاعلاميين الذين يتطرقون بدعاباتهم وتعليقاتهم المباشرة والمبطنة ما هكذا تورد الابل. وليست هذه هي الطريقة التي يتم فيها النقد فلا معنى للهمز واللمز الا اساءة لكل منجز تم، وتقزيم لاي فكرة تاتي، فان كان هناك بد من التطرق لهذا الموضوع فليس ادعى في مثل هذا الظرف الا ان نتحرى الدقة والموضوعية في طرح هكذا قضايا فقد تكون الجامعة على حق وقد يكون العكس، وهذا امر نسبي يتعلق بالزاوية التي يتم النظر من خلالها للموضوع، يمكن حله داخل اروقة الجامعة دون ان يستقوي طرف على اخر. فالطلاب هم اخوتنا وابناؤنا واحباؤنا وجسد الجامعة والجامعة هي بيت المعرفة والخبرة وبناء الانسان، واي منا يمكن ان يخطئ ما دامت الامور تدار ببشر، لكني لا اجد مبررا لان يكون الموضوع هو الاستقواء على صروحنا الشامخة والنيل منها بهذه الطريقة، ولا يمكن لوطني احب وطنه ان يستسيغ ذلك، فهناك مجالات وادوات عدة للتقاضي وعرض للبينات والتظلم، والا لم وجد القضاء والتحكيم بين المتنازعين.
البعد الذي انظر اليه اكبر من قضية طالب قد يكون مظلوما وقد لا يكون، وانما هو بعد يتعدى الى ان يكون اداة هدم لا بناء لوطن اهلكه المتصيدون والساعين للفتنة رغم تحقيقهم بعض النجاحات. لكن ما يواسينا انه وطن يدوم وهم ذاهبون، تلعنهم الارض ويلعنهم اللاعنون. وان كان هناك ظلم فهناك عدل وانصاف. وهنا فانني ارجو ادارة الجامعة الهاشمية النظر والاحتكام للمنطق وتفويت الفرصة على منتهزيها وتغليب المصلحة العامة، فانتم بما تمثلون الاكبر والاقوى، وادعوا الطلبة الذين هم اخوتي وابنائي الذين احب، الذين ازروا الطالب عبيدات والذين اسروني بما تحمل وقفتهم من معنى كبير لدي لكن ..، والتي اجدها قد تجاوزت حدود حريتها الى فرص افساد جديدة هم مغيبون عنها، ادعوهم الى تفويت اي فرصة للنيل من كياناتنا ومقدراتنا من قبل اصحاب المصالح والاجندات، وان يتعقلوا ويتركوا للجامعة فرصة للتعبير عن قوانينها وادواتها بحرية مع ضرورة النظر بعين المصلحة للطالب دون استقواء لتحقيق مصلحة الجامعة والوطن الاكبر منا جميعا. وانا على يقين ان هناك عقلاء وعدول ياخذون مصلحة الطالب بعين الاعتبار بعدا حقيقيا لا تشوبه شائبة، كما الطلبة الذين نبني عقولهم وافئدتهم قادرون ان يقيموا المرحلة وان يعبروا عن ارائهم بحكمة وعقلانية دون تاثيرات سوى مصلحتهم كما هي مصلحة الوطن.
الايام حبلى بالمفاجات وكل يدافع عن نفسه وهناك مفسدون يدسون الدسائس ومنها نشر علامات الطالب عبيدات كاخر صرعة والتي نفت الجامعة ان يكون لها علاقة بذلك ولا اعتقد ان الطالب نفسه قد قام بذلك، مما يستدعي الحصافة للتقرير ان هناك من يدير القرص لمصلحته التي لا تتحقق الا من خلال نشر النار بالهشيم الذي اتمنى ان لا يكون بيننا .
في هذا المقام ليس مبررا لاي كان ان يستغل هذه المعطيات السلبية لتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن وهنا لا بد ان نقف بوجهه ونصرخ باعلى صوت وبكل ما اوتينا من قوة ان لا ايها المتحذلقون قفوا لحظة وناظروا انفسكم بمرآة الوطن الاكبر واتقوا الله وانتبهوا ان لا تجركم الحالة الى الاسواء.