إلى مهدي السعافين و بقيّة الأبطال

جو 24 : سيستغرب الكثيرون كيف ( أصرف ) لكم كلمة ( الأبطال) ..و سيقولون : أن الكلام ببلاش و ليس عليه جمرك ..؟ و لكنني أصرّ على أن الكلام في السياسة ليس ببلاش و الدليل أنكم تدفعون الآن ثمناً كبيراً ؛ أكبر من أكبر كرش في الحكومة ..والثمن هو لكلام قلتموه أو رفعتموه ..إذن الكلام في أوطاننا ليس ببلاش و ليس بالمجان ..! و ايّما دولة تحترم نفسها يجب أن يكون الكلام فيها ببلاش ..ولكن أن يتم اعتقالكم فهذا دليل على أن كثيراً من المسؤولين يبولون على أنفسهم ( خوفاً من الحرية ) ..!

أنتم مقاومون ..لذلك أنتم أبطال ..؟ لا تختلفون عن أي مقاوم عربي أو إنساني في هذا العالم ..! هم يقاومون محتلاً يحتل أرضاً..وأنتم تقاومون محتلاً يحتلّ عقولنا و يضع نفسه وصياً عليها..!

الحكومة هذه يا أبطال السجون الأردنية ..لم تفقد عقلها فقط ..بل فقدت ظلّها ..و أنتم ظلّ الآردن الظليل الآن ..! لكم أن تعلموا كم الصغار و الكبار ينظرون إليكم الآن ..ويعيدون أسماءكم ..بالفخر و النشوة ..؟ بينما أسماء من أصابوكم بسوء تصيب المرء عند ذكرها بالرعشة و المغص و التقيّؤ..!

أنتم الآن تدفعون ثمناً ليس عن مقاومتكم فحسب ..بل نيابة عن الشعب الأردني ( المعتقل ) و الذي تحاصره الحكومات بأجهزتها و الويل كل الويل لمن يرفع رأسه ..!

أتعلمون ما الجميل في موضوعكم ..؟ اسألوني أنا ..فقد كنتُ قبل سبعة عشر عاماً في مكانكم ..! كنتُ في بداية العشرينات أيضاً و الذين أمروا بسجني سنة و نصف السنة كانوا عواجيز أكل عليهم الفساد و شرب ..وكان عبد الله النسور هذا نائباً لرئيس الوزراء حينها ..! ضحكتُ بعد أيام لاعتقالي لأنني أدركتُ سرّاً مفضوحاً : أنا باقٍ و هم زائلون ..!

ومضت السنون ..واسمي يكبر يوماً بعد يوم..واسمهم يصغر بل بالكاد يذكر ..وها هو اسمي يطوف الأردن من أقصاه إلى أقصاه ..وكل عواجيز تلك المرحلة ماتوا و مات ذكرهم معهم ..أو حُرقت أوراقهم و يجلسون ينتظرون أي تأئه في طريق من أجل أن يرد عليهم السلام فقط..!

وأنتم كذلك ..تكبرون و ستكبر أسماؤكم كأبطال مقاومين ..وعواجيزكم سيصغرون و تختفي أسماؤهم ..! أنتم بداية الشعلة الآن ..والأردن الآن رهن بصمودكم ..صدقوني ..أنتم الآن بوصلة للأيام القادمة ..فدعوا بوصلتكم دائما تشير إلى الشعب ..!

لا تهنوا و لا تحزنوا فأنتم الأعلون ..!
abo_watan@yahoo.com