مصر التي تزحف
لن أقول لكم : أخاف على مصر و يدي على قلبي ..! فالخوف لم ينتهِ و اليد لمّا تنزلْ عن القلب بعد ..لا عندي ولا عند غيري ..! لكنها مصرُ يا جدعان ..مصر التي إنْ ابتسمت ..ابتسمنا معها و رقصنا معها و مع المصريين ..و إن قالت نكتة ؛ انقلبنا على قفانا من شدة الضحك ..! و إن نزلت من عينها دمعة ؛ سحبنا كل مناديلنا و بكينا معها حتى قبل أن نعرف السبب ..!
لذا ..لا سمح الله ..إن احترقت مصر الثورة اليوم ..فإننا سنحترق بحريقها ..و سندفع ثمناً أكبر من ثمنها ..لأن مصر ( الأم ) تبقى أمّاً و أسطورة و إن احترقت فإنها قادرة على أن تنهض من رمادها و تأتلق من جديد ..ولكننا إن احترقنا فإننا شهداء حبها و حريقها ..!
بالتأكيد إن مصر الآن لا تمشي على قدميها ..رغم أن قدميها بلا علّة ..و فيهما صلابة و قوّة ..ولكن أبناءها يبطحونها أرضاً صراعاً عليها ..فهي تزحف بطيئة ..لا تلوي على شيء ..! و أبناؤها الذين يقفون على ظهرها و يتناوشون هناك يغنّون لها في ذروة المناوشات :( مصر هيّ أمّي ) و ( مصر يما بهيّة ) ..!
على المصريين جميعاً ..اسلاميين و أقباطاً و يساريين و قوميين و يميناً و شمالاً و فوقاً و تحتاً ..أن يعلموا أن مصر ليست لهم وحدهم ..أن هناك من يحترق بها و معها ..أن أيتاماً يجثون على ركبهم ليل نهار رافعين أياديهم للسماء بدموعٍ لا تنضب و هم ينتحبون و يصرخون : قومي يا مصر و شدّي الحيل ..!
(الدستور )