هل تغير الاردن من الازمة السورية ؟
فهد الخيطان
جو 24 : طوال عامين وأكثر حافظ الأردن على موقف محايد من الصراع الجاري في سورية؛ دعم أشواق السوريين للتغيير والإصلاح، لكنه رفض التورط في الأزمة، وساند الجهود السياسية لضمان انتقال سلمي للسلطة من خلال مرحلة انتقالية تجنب سورية ودول الجوار الفوضى والحرب الأهلية.
لم يكن هذا الموقف يرضي بعض الأطراف، لكن الأردن قاوم الضغوط للعب دور في تسليح المعارضة السورية.
حتى منتصف العام الحالي كان الأردن يعتقد أن بقاء نظام بشار الأسد أفضل من سيطرة جماعات دينية متطرفة على السلطة في دمشق، تصبح سورية في ظلها بلدا ممزقا، وتغرق في حرب أهلية لا تنتهي، ومصدر تهديد لدول الجوار. لكن مع تصاعد الأزمة وانحياز القوى الغربية لخيار تنحي الأسد، أدرك الأردن أن لا مجال للاحتفاظ بالموقف السابق دون تطوير، مع عدم الإخلال بثوابت السياسة الخارجية ومصالح الأردن الحيوية.
بمعنى آخر يمكن القول إن الأردن أعاد تشكيل مقاربته تجاه الأزمة السورية لتأخذ في الحساب التحولات في الموقفين الدولي والاقليمي.
الموقف الأردني الرافض لتسليح المعارضة، أو المشاركة في عمل عسكري ضد سورية لم يتغير في المقاربة المعدلة، لكن في المقابل هناك استعداد أكبر لدعم المعارضة المدنية سياسيا، في مواجهة التيارات المتطرفة والناشطة عسكريا. وفي نفس الوقت ثمة اشتراطات أردنية ثلاثة للدعم: وحدة سورية أرضا وشعبا، وضمان مشاركة جميع مكونات الشعب السوري وطوائفه في تقرير مستقبل سورية، والمحافظة على الجيش السوري موحدا وقوة وحيدة في البلاد.
في إطار هذه الصيغة يبدو الأردن مستعدا للتعاون مع شخصيات سياسية في المعارضة السورية من بينها رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب الذي يدير من عمان سلسلة اتصالات لبلورة تصور لحل سياسي في سورية يوقف شلال الدماء ويضمن انتقالا كاملا للسلطة.
ليس لدى الأردن أوهام بإمكانيات نجاح مثل هذه المساعي، فهو يرى أكثر من غيره الصورة القاتمة على بعد أمتار من أراضيه. ومع كل يوم يمر يلحظ أصحاب القرار مخاطر صراع إقليمي يطل برأسه ويهدد استقرار دول المنطقة.
يستبعد الأردن حسما سريعا للمواجهة المسلحة في سورية. هناك قناعة بأن النظام السوري يخسر بسرعة رصيده من العملات الصعبة ويواجه صعوبات في تأمين احتياجاته من الطاقة، فيما الأموال والأسلحة تتدفق على المعارضة المسلحة في سورية، لكن دعم الحلفاء الروس والايرانيين، إضافة لقدرات الجيش السوري، ستجعل من الصعب المراهنة على سقوط النظام السوري في وقت قريب.
التدخل العسكري بتقدير الجانب الأردني ليس وشيكا. سورية ليست ليبيا كما ينقل عن خبراء عسكريين، وحلف "الناتو" سيعد للألف قبل أن يضغط على الأزرار. فالمعلومات المتوفرة للدول الغربية تؤكد بأن سورية تملك منذ عامين تقريبا أحدث منظومة للدفاع الجوي. لا شيء يمكن أن يدفع بالغرب لخوض مغامرة عسكرية سوى إقدام النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية أو محاولة تهريبها إلى حليفه في لبنان حزب الله.
سورية أزمة مفتوحة سواء استمر النظام أو سقط. في الحالتين، الصراع على حدودنا الشمالية مستمر لأمد غير منظور، وقوافل اللاجئين لا نهاية لها.
(الغد )
لم يكن هذا الموقف يرضي بعض الأطراف، لكن الأردن قاوم الضغوط للعب دور في تسليح المعارضة السورية.
حتى منتصف العام الحالي كان الأردن يعتقد أن بقاء نظام بشار الأسد أفضل من سيطرة جماعات دينية متطرفة على السلطة في دمشق، تصبح سورية في ظلها بلدا ممزقا، وتغرق في حرب أهلية لا تنتهي، ومصدر تهديد لدول الجوار. لكن مع تصاعد الأزمة وانحياز القوى الغربية لخيار تنحي الأسد، أدرك الأردن أن لا مجال للاحتفاظ بالموقف السابق دون تطوير، مع عدم الإخلال بثوابت السياسة الخارجية ومصالح الأردن الحيوية.
بمعنى آخر يمكن القول إن الأردن أعاد تشكيل مقاربته تجاه الأزمة السورية لتأخذ في الحساب التحولات في الموقفين الدولي والاقليمي.
الموقف الأردني الرافض لتسليح المعارضة، أو المشاركة في عمل عسكري ضد سورية لم يتغير في المقاربة المعدلة، لكن في المقابل هناك استعداد أكبر لدعم المعارضة المدنية سياسيا، في مواجهة التيارات المتطرفة والناشطة عسكريا. وفي نفس الوقت ثمة اشتراطات أردنية ثلاثة للدعم: وحدة سورية أرضا وشعبا، وضمان مشاركة جميع مكونات الشعب السوري وطوائفه في تقرير مستقبل سورية، والمحافظة على الجيش السوري موحدا وقوة وحيدة في البلاد.
في إطار هذه الصيغة يبدو الأردن مستعدا للتعاون مع شخصيات سياسية في المعارضة السورية من بينها رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب الذي يدير من عمان سلسلة اتصالات لبلورة تصور لحل سياسي في سورية يوقف شلال الدماء ويضمن انتقالا كاملا للسلطة.
ليس لدى الأردن أوهام بإمكانيات نجاح مثل هذه المساعي، فهو يرى أكثر من غيره الصورة القاتمة على بعد أمتار من أراضيه. ومع كل يوم يمر يلحظ أصحاب القرار مخاطر صراع إقليمي يطل برأسه ويهدد استقرار دول المنطقة.
يستبعد الأردن حسما سريعا للمواجهة المسلحة في سورية. هناك قناعة بأن النظام السوري يخسر بسرعة رصيده من العملات الصعبة ويواجه صعوبات في تأمين احتياجاته من الطاقة، فيما الأموال والأسلحة تتدفق على المعارضة المسلحة في سورية، لكن دعم الحلفاء الروس والايرانيين، إضافة لقدرات الجيش السوري، ستجعل من الصعب المراهنة على سقوط النظام السوري في وقت قريب.
التدخل العسكري بتقدير الجانب الأردني ليس وشيكا. سورية ليست ليبيا كما ينقل عن خبراء عسكريين، وحلف "الناتو" سيعد للألف قبل أن يضغط على الأزرار. فالمعلومات المتوفرة للدول الغربية تؤكد بأن سورية تملك منذ عامين تقريبا أحدث منظومة للدفاع الجوي. لا شيء يمكن أن يدفع بالغرب لخوض مغامرة عسكرية سوى إقدام النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية أو محاولة تهريبها إلى حليفه في لبنان حزب الله.
سورية أزمة مفتوحة سواء استمر النظام أو سقط. في الحالتين، الصراع على حدودنا الشمالية مستمر لأمد غير منظور، وقوافل اللاجئين لا نهاية لها.
(الغد )