توقيت الاعتداء اليهودي على الأقصى وحراسه..
ليست سياسية ولا مجرد تصرفات عنصرية بغيضة؛ تلك الممارسات التي تقوم بها دولة الاحتلال العنصري ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة أو في القدس العربية، وأقصانا الشريف، بل هي اعتداءات عقائدية ارهابية متطرفة، يقوم بها متطرفون يحكمون دولة الاحتلال، ويستفزون مشاعر الشعوب العربية والاسلامية حول العالم، ولا يكترثون بعقيدة ولا بأتباعها، ولا يقيمون وزنا لغضب الغاضبين..
تتوالى اخبار قيام قوات جيش الاحتلال الصهيوني باعتقال حراس المسجد القصى، الذين قاموا بمنع أحد اللصوص والمخربين الصهاينة من سرقة حجر من حجارة المسجد الأقصى، لتنطلق حملة الاعتقالات لحراس المسجد ليلا ونهارا، بمداهمات لأماكن سكناهم، واقتيادهم إلى مراكز اعتقال، ولن أستغرب لو قاموا باسناد تهم الارهاب اليهم او تهم اثارة مشاعر كراهية للأديان وأتباعها، فقوانين المحتل العنصري الذي ينطلق من مشاعر عقائدية ضد الآخرين لا تكترث بحقائق ولا بحقوق، ولا تنتظر رأيا من أحد فهي قطعت مسافات في الابتعاد عن حقوق الانسان وحريات اعتقاداته، وأسست لمساقات في السياسة الدولية المنكفئة على المنطق وشرعنت لقوانين وممارسات في العنصرية والتجاوز عن العدالة الدولية.
سبعة من حراس المسجد الأقصى تم اعتقالهم منذ 24 ساعة وحتى وقت كتابة هذه المقالة، ولا أستبعد أن هذه العملية برمتها تأتي استفزازا لمشاعر العرب المجتمعين على مقربة من القدس، في قمة عربية على رأس اولوياتها السلام ومكافحة الارهاب والقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتأتي استفزازا لمشاعر الأردنيين الذين يعتبرون المسجد الأقصى أردنيا ويقع تحت الوصاية الهاشمية التاريخية.
الاعتقالات عقائدية الطابع والهدف والتوقيت، وتتوخى تحقيق أهداف تخدم التطرف اليهودي العقائدي المعروف، الذي لا يقبل بالتعايش مع أي دين او أتباعه، وأهداف هذه الاعتقالات السياسية ثانوية، ليس أقلها تغذية الارهاب والارهاب المضاد، لتخيم على المنطقة حالة التوتر المستمرة، وتقدم المزيد من التحديات في وجه الدول التي تسعى للسلام والوئام وحقن الدماء والحفاظ على أسباب الحياة، حيث لا يترك متطرفو الدولة العنصرية مجالا لأحد أن يقول او يفعل شيئا يخدم السلم بين الشعوب واتباع الديانات، بل هم يستغلون كل حدث في المنطقة ليستفزوا عواطف الشعوب العربية ضد الجميع، بعد أن تكرر مشهد الدعم الدولي لإسرائيل ولتطرفها وجرائمها، لا سيما بعد تلك الوعود التي تقدمها أمريكا على الدوام بمزيد من دعم وحماية للإرهاب الدولي الصهيوني.
لا أعلم ان كان مصطلح الحكمة ومشتقاته يصلح للتداول مع هذه الظروف، ومع هذه الحالات المتكررة التي لا تكاد تنقطع، لاستفزاز اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية، من خلال الممارسات العنصرية والمتطرفة التي تقوم بها الدولة العنصرية المحتلة، فلا حكمة ولا حتى منطق في حديث ينحو عن الحقيقة، وعن مواجهة التطرف اليهودي في فلسطين المحتلة، هؤلاء مجموعة من العصابات المدعومة دوليا، لا يأبهون بمشاعر سكان هذا الكوكب ولا هذه المنطقة، وتتجلى شرور أهدافهم وسلوكهم في مثل هذه المواقف التي لا تعترف بحرية اعتقاد ولا بحقوق شعوب، ويريدون تقويض كل فرص السلام والصبر أيضا، فالبيئة الطبيعية التي يعيش فيها المجرم، هي بيئة الشر والاجرام والاعتداء على كل مقدس.
توالي الاعتداءات الصهيونية العقائدية على المسجد الأقصى وعلى مشاعر اتباع الديانات الأخرى، له كلفته التي يعرفها المعتدي، لكنه لا يحسبها بدقة، ويعتقد حقا أن هذه الأمة ميتة، ولا يعلم أن مثل هذه الاستفزازات العابرة، قد يكون لها تأثير الضوء الساطع في ليل التطرف الصهيوني البغيض، وينقلب السحر على الساحر بأسرع مما يعتقد أو يتصور.
هذه ممارسات تقدم كل التسهيلات لبناء تحالفات جديدة في المنطقة، ولا أستبعد ان يتم تدشينها تحت ضغوط شعبية هذه المرة، فالتطرف اليهودي العقائدي يتعاظم شره وخطره، ولا ضحايا له سوى العرب وكل المسلمين وبعض المسيحيين، وكانت القدس ومقدساتها وستبقى كلمة السر في توحيد مواقف الطرف المتضرر من هذا الشر المقيم.