منشار بن أسيد بين الخطاب الأول و الأخير
حينما بدأت الأحداث في الشقيقة سوريا و امتدت إلى محافظات أُخرى ..كل الفضائيات كانت تقول الرئيس سيتحدث قريباً ..واحرقنا عمرنا مع تبغنا الرديء و نحن بانتظار هذا الـ ( قريباً ) حتى جاء وأخذتُ كامل احتياطاتي من إغلاق موبايل وكافة وسائل الـ ( الأُس و الهُس ) والعظ على الشفايف والتهديد بالرمي من الشبّاك لكافة فلذات أكبادي إن أتوا بأية حركة تجعلني لا أسمع حرفاً من خطاب الرئيس.
قال الرئيس : "هناك أزمة ..ولكن يجب أن نعرّفها لكي نفهمها ..الأزمة تنقسم إلى ثلاث أقسام ..القسم الأول تابع لمفهوم الشعب عن الانقسام وهذا يعطينا أن الشعب يفهم ..وبما أن الشعب يفهم فهذا يدلل على الآلية التي تُبنى عليها موجات التغيير في المنطقة ..وبما أننا ذكرنا المنطقة فلا بد أن نفهم أن المنطقة نعني بها ليس نحن وهم ؛ بل أؤلئك أيضاً ..لأن أؤلئك هم الذين يعيشون بيننا ويحيطون بنا ..ولكننا انتظرنا حتى بدأ الجميع في معرفة طبيعة الشعب السوري الذي قال لهم بكل وضوح : نحن ضد التخريب ولكننا مع الاصلاح ..والاصلاح هنا لا نعني به السرعة لأن العجلة من الشيطان ونحن لا يمكن أن نكون مع الشيطان لأن الشيطان ليس كائناً بشرياً ؛ بل هو منظومة لا تقف إلا ضد المصالح ..و المصالح كما يعرف الجميع ؛ هي تلك الأدوات التي تحقق رضا شعبنا السوري الراضي عنا ..لأن الرضا ليس بالضرورة هو تلك الصورة ؛ بل تلك الصورة التي لا يرضى أحد أن يشاهدها..".
أحاول التركيز ..أحاول أن أتسابق مع طروحات هذا الفكر الجديد عليّ ؛ وركزتُ فعلاً ..فأضاف الرئيس: "لذلك ..نحن في مرحلة خطيرة ..خطيرة ليس من جانب الشعب ؛ لأننا نعرف شعبنا ..بل الخطر يأتي من الذين يتكلمون عن درعا ودرعا لا تتكلم عنهم ..ونحن في القيادة القطرية من الألفين وخمسة قلنا ذلك والآن نبدأ لأننا إن لم نبدأ فهذا يعني إننا لم نبدأ ..لذلك يجب أن نبدأ كما قلت وعلى وجه السرعة وبدون تسارع ..ولكن متى نبدأ ؛ دعوها دون جدول زمني لأن الانحناء للموجة ليس من طبعنا بل نحن من يتعامل مع الأمواج.
وأضاف الرئيس أخطر جملة في خطابه : وأخيراً وقبل أن تصفقوا لي ؛ يجب أن تعرفوا أن التصفيق هو خبط الكف اليمنى بالكف اليسرى بشكل أوتوماتيكي ..وشكراً لكم على تفهمكم لأشياء كان يجب ألا تتفهموها.
كانت هذه حكايتي مع الخطاب الاول لمنشار بن اسيد ...اليوم ...خطب ايضاً..اعترف بانني لم استمع إليه ..بعد طول اختباء خطب الرجل ..وليته ظل مختبئاً ..فهو خطاب لا يصلح لشعب لم يسقط فيه قطرة دم واحدة ؛ فكيف بشعبٍ ينزف دماً على مدار الثانية ..!
لا أفهم : هل كلمة ( ارحل ) معناها ( ابقَ إلى الأبد) ..أم... حدا يفهمنا عربي يا اخوان ..!
abo_watan@yahoo.com