نغرق في شبر ماء
بالتأكيد ليست أسوأ أحوال جويّة تمرّ على البلد ..! فلماذا تجعلوننا نشعر وكأن البلد سفينة تايتنك ونحن ركّابها ؛ ولا بدّ لها أن ترتطم بالجليد ..ولا بدّ للمحظور أن يقع ..!
لا توجد استعدادات حقيقيّة لهكذا أزمة خفيفة ..فكيف إذا عصف بنا قدرٌ كبير ..! من شويّة ميّة تشعر أن الناس مشلولة ..فكيف إذا داهمتنا ما تُداهم الآخرين – لا سمح الله – ممن نراهم على الفضائيات و نسمع عنهم في الأخبار ..!
الكاز مقطوع في أغلب المحطات ..العمّال الذين هناك يتكلّمون معك بقرف شديد ويؤشّرون لك على ورقة صغيرة ورديئة مكتوب عليها بخط أردأ ( لا يوجد كاز ) ..! و المحطة التي فيها بقايا كاز ..تجد الجالونات التي أمامك ستكلفك من الوقت الساعة والساعتين تحت المطر و الوحوحة ..و يختلط الرجال و النساء في مشهد لا حضاري ..والناس تملأ الكاز بطريقة يشعر فيها كل صاحب جالون أن هذه آخر مرّة يرى الكاز فيها ..!
مرشحون أسقطتهم الأمطار قبل أن يسقطهم الشعب ..شعارات كبرى غرقت في شبر ماء ..بل كلنا غرقنا في شبر ماء ..وهذا يجعلنا نعيد السؤال من جديد ..: متى سوف نمشي في شبر ماء وفي متر ماء ولا نغرق ولا تتوقف حركتنا أو تُشل ..!
الحياة ماضية بشمسها و لهيبها و أمطارها و سيولها ..متى سنعيش الحياة أو نتعلم كيف نعيشها دون أن نغرق في شبر ماء أو ننسطل من درجتين حرارة زيادة ..!
الأمم كلها تعيش مع الطقس ؛ إلا نحن ..الطقس هو من يعيش معنا ..!ويحركنا في كل اتجاه ..! ربّي لمَ لم تخلقنا برمائيين ..كي نعيش ..؟!
(الدستور )