طهبوب للرفايعة: ترى عمان خمرا و خمارات.. وأراها مساجد و كنائس ومعاهد علم وشعبا كريما
ديمة طهبوب
جو 24 :
كتبت النائب الدكتور ديمة طهبوب مقالا تردّ فيه على الكاتب باسل الرفايعة والذي نشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقالا هاجم فيه النائب طهبوب.
وجاء مقال الرفايعة عقب مطالبة النائب طهبوب بايجاد عقوبة رادعة وحاسمة بحقّ المطاعم التي تواصل عملها في نهار رمضان.
وتاليا نصّ مقالي طهبوب والرفايعة:
سهل أن تبدو بمظهر الحياد و النقد البناء و ما بينهما غمز و لمز هدفه شيطنة من يخالفك في الرأي،و التهمة سهلة و جاهزة في هذه الأيام: الفكر الداعشي! و طبعا بعد هذه الفرية فالمفترى عليه شيطان لا يسمع له و لا يقبل منه صرف و لا عدل!
كل من يحاول الحفاظ على الملامح الاسلامية لبلدنا الذي ينص دستوره في المادة الثانيه على ان دينه هو الاسلام سيواجه بسيل من التهم الجاهزة يتقنها جيش من كتاب المقالات الجاهزين لوصف من يخالفهم بالداعشية و الجهالة و الضحالة و الاسلاموية و غيرها من المصطلحات المممجوجة في الوقت الذي يحاولون فيه الظهور بمظهر الحريص على الحريات و احترام الاراء و الانسانية و الليبرالية!
ربما لا يعرف هؤلاء أن للدستور مرجعية عليا و هو ليس من باب اقرأ و استمتع فعندما ينص الدستور أن دين الدولة الاسلام فذلك يعني انعكاس ذلك في التشريعات و الانظمة و المطالبة بذلك ان لم يكن متحققا.
ففي الوقت الذي طالبتُ فيه الحكومة بالتحقيق، و لم أدن أو أفضح، في وضع مجموعة مطاعم و محلات و مراعاتها لقوانين البلد و حرمة الشهر الفضيل و اتخاذ اجراءات مناسبة لمن تثبت عليه المخالفة بأسلوب يتناسب مع حجم المخالفة و لا يغلظ في العقوبة، و لذا استخدمت كلمة التعزير و معناها العقوبة المخففة، لأن القصد ليس العقوبة و انما التغيير السلوكي و الفهم لحرمة الشهر ، انبرى مجموعة كتبة للدفاع عن المخالفين بشكل مطلق بحجة حريتهم في ذلك في الأماكن العامة و التي هي موضع الخلاف، و اذا كان الامر كذلك فما معنى حرمة الشهر التي تتغنى بها الحكومة أم هي مجرد ذر للرماد في العيون و من باب رفع العتب و الخطابات التي تتكرر في المواسم؟ اليست الحرمة المطلوب مراعاتها تظهر في السلوك العام و تعامل الناس مع بعضهم؟ و بالطبع لا تقتصر على الصيام جوعا و عطشا فقط و انما صيام الجوارح عن الاذى و الاثام هذا لمن فهم معنى الصيام.
إن المواطنين في بيوتهم أحرار في سلوكهم، و ليس هذا نهج الحكومات في أيامنا فقط، و انما نهج عمر بن الخطاب اذ" كان يعس بالمدينة من الليل ، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى ، فتسور عليه ، فوجد عنده امرأة ، وعنده خمرا ، فقال : يا عدو الله ، أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته ؟ فقال : وأنت يا أمير المؤمنين ، لا تعجل علي ، إن أكن عصيت الله واحدة ، فقد عصيت الله في ثلاث ، قال تعالى : ولا تجسسوا ، وقد تجسست ، وقال الله عز وجل : وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ، وقد تسورت علي ، ودخلت علي من ظهر البيت بغير إذن ، وقال الله عز وجل : لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ، فقد دخلت بغير سلام قال عمر رضي الله عنه : فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟ قال : نعم ، والله يا أمير المؤمنين ، لئن عفوت عني لا أعود لمثلها أبدا ، قال : فعفا عنه ، وخرج وتركه ".
فليس من سلطة الدولة ان تلاحق الناس في بيوتهم، صاموا ام افطروا، فاللبيوت حرمات و لكن من سلطتها ان تضمن تطبيق ما وضعته من قوانين و انظمة في الميدان العام الذي يشهد تعامل المواطنين مع بعضهم و تنتهي فيه الحريات الفردية اذا تعارضت مع حريات بقية الافراد او غالبية المجتمع و هذا ما نريده، أليست هذه المدنية التي يطالبون بها و دولة القانون و المؤسسات، فدعوة الدولة الى الحفاظ على ما دعت اليه من الالتزام بحرمة الشهر و التحقيق للتثبت من مراعاة القوانين ليس بجرم و لا خطيئة اذن؟!
أما الكاتب المحترم فلك ان ترى عمان خمرة و خمارات و لي أن أراها دور عبادة (مساجد و كنائس) و معاهد علم و شعب كريم ،و اذا كنت تدعي الانصاف كما قلت فليس لك ان تصادر رؤيتي أو تسفك دمي، و لو رمزيا، بالاتهام بالداعشية و الخروج من ربقة الانسانية، ألا تؤمن الدولة المدنية بالديمقراطية و بحكم الاغلبية؟ عندما يصبح الحكم لمن يرون عمان خمرة و خمارات سأتنحى و اترك لكم الساحة.
و حتى اطمئنك و اخرين بعضهم دخلوا الاعلام من باب المطبخ، او مروا بتجربة حياتية سيئة فانقلب الحال من النقد للزوج الى نقد و تجريم الدين، او طويلبا يستحي من اسمه مختص بالهمزات و علامات الترقيم، فإني لا أخاف و لا أنحني و لا اتوارى، بنيابة او غير نيابة ،فما أراه حقا فوق كل المناصب و عندما يتبين لي خطأي فالاعتذار أحب الشرف الي، و لكم ان تنتقدوا، بانصاف، فذلك شرف الخصومة، و ان تقولوا اني لا امثلكم، و انا حقا لا امثلكم و انتم لم تنتخبوني، و من انتخبتم هو من يمثل فكركم و مصالحكم ،و هذا معنى السياسة و الحزبية افكار و برامج تتنافس و ليس من المطلوب ان ترضوا عني او ارضى عنكم.
أما قيامك بحذف التعليقات التي تمسني شخصيا، فاغتيال الشخصيات له طرق مختلفة و كان الاولى لو كنت حريصا ان لا تتهمني بالداعشية ، تلميحا او تصريحا، و مهما تكاثرت المقالات و سلت الالسنة الحداد سأبقى مستيقظة و لا أنام في وجه كل من يحاولون أن تصبح ذكرياتنا عن وطننا بحجم علبة بيرة لا تبقى ذاكرة لصاحبها كم هو هذا الوطن عظيم و شريف و نظيف!
د. ديمة طارق طهبوب