مهما منع المانعون
ديمة طهبوب
جو 24 :
كنت كلما نظرت الى صور ملوكنا و اولياء عهدنا في الدوائر الرسمية أرى شيئا ورسالة غير البر والوفاء، كنت أرى أيضا نهجا يمتد وعهدا يتصل وسيرة تُتوارث..
تغيرت في الاردن والاردنيين أشياء كثيرة عبر الأزمان، وبقي العهد الهاشمي الجامع الوحيد لكل المختلفين، والمظلة الحاضنة لكل الاختلافات..
لم نستحدث بدعة جديدة، ولم نُلقِ على المشهد اختلافا فجّا، فلطالما اختارت كثير من الاردنيات ما اختارته الصحابيات وهنّ يسلّمن ويبايعن النبي العربي الهاشمي صلّ الله عليه وسلّم مشافهة، فيأخذ عليهنّ ذات العهود التي أخذها على الرجال، فلا تتخلف واحدة منهن عن كل مواقع صناعة المجد و حسن البلاء.
لم نستحدث بدعة جديدة فلطالما سارت الأردنيات في معاهد العلم والجامعات يستلمن شهاداتهن من ملوكنا فتكون تهنئة اللسان وابتسامة الثغر نِعمَ ما يهديه ملوكنا لبناتهم، في مشهد ينساب انسياب الماء العذب مرسخا جلالة تقليد يَحترم ويُجل ممارساتنا التي تعطي بلدنا وجهه الأجمل وقلبه الأرحب و أصالته الأبقى..
في المرة الفريدة الوحيدة خلال عام انقضى والتي تشرفت فيها بتحية جلالة الملك في قصر رغدان عند الرد على خطاب العرش السامي وجدت ذات الابتسامة والترحيب والقبول التي كنت أراها على شاشات التلفزيون في ذات المواقف للحسين رحمه الله، وأدركت لماذا بقي الأردن صامدا عزيزا عصيّا على كل اختراق؛ هناك نهج وعهد واستمرارية يتوارثها الابناء من الاباء والجدود ولا يرضون عنها بديلا..
في الواحد و الأربعين سنة التي لم أصافح فيها رجلا كنت أرى نفسي جزءا من هذا المشهد الأردني الجميل الذي يضم كل أطياف الشعب الأردني، وأنتظر فرصتي طامحة ان أكون جزءا ممن يرسمون لوحة الوفاء.
صاحب الجلالة الهاشمية..
لم أفوّت ولا مناسبة ملكية دُعيت إليها، باستثناء مرة كنت خارج البلاد، ولن أفوت أي مناسبة، وليمنع من يظنون انهم يستطيعون منع الشعب عن مليكه، فجلالتك تصلنا ونصلك عندما نحرص أن نضع توجيهاتكم السامية محلّ التنفيذ في محاربة الفساد وخدمة المواطنين و النهوض بالوطن.
تحية وسلاما يا صاحب الجلالة ادخرها وأزجيها إلى جلالتك في كل مرة أُمنع من تحيتك، وتحية وسلاما في كل مرة ألقاك، وتحية وسلاما ونحن نحفظ وصيتك ان نكون خدما أوفياء للشعب..